يبدو أن تصاعد وتيرة الهجمات العسكرية بين إسرائيل وإيران، وزيادة تطوير طهران لقدراتها النووية، مستغلة بذلك تعقيد المفاوضات في فيينا بشأن ملفها النووي، سيفتح الباب أمام التساؤلات حول إمكانية لجوء إسرائيل للخيار العسكري المباشر.

هجمات متبادلة تمهيدا للحرب؟

 الأسابيع القليلة الماضية، شهدت هجمات متعددة بين إسرائيل وإيران، فالهجوم الإيراني على أربيل، يبدو أنه جاء ردا على الهجوم الإسرائيلي على مصنع للطائرات بدون طيار في محافظة كرمانشا غربي إيران، مما يعتبران تطوران هامان في الحرب المختلطة بين إسرائيل وإيران، وفق تقديرات محللين.

وتُقسّم صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الحرب بين إسرائيل وإيران والمستمرة منذ سنوات، إلى أربع جبهات رئيسية: أولها وقف الأسلحة النووية الإيرانية، وثانيها منع تواجدها العسكري في سوريا، والحيلولة دون إقامة جبهة لبنانية سورية إيرانية مشتركة في شمال شرق إسرائيل، وثالثها التعامل مع المساعي الإيرانية لتسليح حماس وحزب الله بصواريخ دقيقة، ورابعها الجبهة البحرية حيث تعرضت سفن إيرانية تحمل أسلحة وسفن إسرائيلية لهجمات متبادلة.

قد يهمك: لماذا تُعرقل روسيا الاتفاق النووي الإيراني؟

إسرائيل ونووي إيران

ويشكل الملف النووي الإيراني، سببا رئيسيا لإسرائيل يدفعها لاتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران، لمنع تطوير قدرتها النووي، لا سيما مع رغبة تل أبيب بأن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة بحسب مختصين بالشأن الإسرائيلي.

ويرى المختص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور طارق فهمي، أنه من المبكر الحديث عن عمل عسكري مباشر من قبل إسرائيل ضد إيران في الوقت الراهن.

ويقول فهمي في حديثه لـ“الحل نت“: “العمل العسكري مستبعد لاعتبارات متعلقة بمسار ما يجري، والالتزامات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن التعامل مع الخيار العسكري ضد إيران“.

ويعتقد فهي ان هناك ترتيبات أمنية وسياسية تمنع إسرائيل من القيام بعمل عسكري مباشر، ويضيف: “هناك أسباب أخرى أيضا، تتعلق بقرب توقيع الاتفاق النووي، وهو قريب لولا بعض التحفظات مؤخرا“.

ويختم فهمي حديثه بالقول: “إسرائيل ستكتفي بتوجيه الضربات النوعية دون الدخول على خط العمل العسكري المباشر، إضافة إلى القيام ببعض الأعمال التخريبية في المنشآت النووية لإيران، لأنها لا تريد خلط الأوراق من خلال الاتجاه لعمل عسكري، بسبب ربما الضغوطات التي تتعرض لها من قبل واشنطن لمنع هذه الخطوة حاليا“.

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في قبل أيام إلى احتمالية، أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وأضاف غانتس في تصريح مكتوب تداولته وسائل إعلام: “سواء تم التوقيع على الاتفاق أم لا، فلن يكون هذا نهاية الطريق بالنسبة لنا، ولا ينبغي أن يكون (نهاية الطريق أيضاً) لدول المنطقة والعالم التي يجب أن تستمر في العمل ضد العدوان الإيراني“.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، باتخاذ بلاده ومؤسساتها الدفاعية، جميع الإجراءات الضرورية، سواء اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية، وذلك من أجل “حفظ سيادة وأمن مواطني إسرائيل” على حد قوله.

وأردف “ستتخذ دولة إسرائيل ومؤسساتها الدفاعية جميع الإجراءات الضرورية، السياسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر، العسكرية أيضاً، من أجل الدفاع عن سيادتنا وضمان أمن مواطني إسرائيل“.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام المقبل، حيث جاء ذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانية في كل من سوريا ولبنان.

كذلك خصص الجيش الإسرائيلي فرقة خاصة لمواجهة القوات الإيرانية جنوبي سوريا، حيث شهدت مناطق الجنوب خلال الفترة الماضية، تنفيذ قوات إسرائيلية “مهام خاصة” في عمق الأراضي السورية، بهدف إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود بين سوريا وإسرائيل، وفق ما ذكرت تقارير صحفية.

قد يهمك:تطورات جديدة.. إعلان قريب عن وفاة الاتفاق النووي الإيراني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.