بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تستطع روسيا حتى الآن حسم المعركة، وتحقيق نتائج هذا الغزو، الذي اعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيكون سريعا.

فقد أثبت السياسة والمقاومة الأوكرانيين، أن بإمكان أوكرانيا الصمود أمام ثاني جيش في العالم، على الرغم من التقدم الروسي إلى بعض المدن والمناطق، وهذا ما دفع الغرب إلى دعم أوكرانيا لوجستيا بالمال والسلاح، إضافة لفرض عقوبات قاسية على روسيا بدأ أثرها بالظهور على الاقتصاد الروسي، وإدانة الغزو فيما يشبه إجماعا عالميا.

وهذه المعطيات أدت إلى تضييق الخناق عسكريا واقتصاديا على الروس، الذين وقعوا في وحل الغزو، فتوقفهم عن الحرب هزيمة سياسية كبيرة لبوتين، واستمرارهم فيها بات يكلفهم كثيرا ماديا وبشريا، وهذا ما جعلهم يلقون بالاتهامات على أوكرانيا قبل أيام بالتحضير لاستخدام السلاح الكيميائي، بينما تشير تقارير إلى نية روسيا استخدامها.

تحذيرات من هجمات كيميائية روسية

وفي هذا السياق، قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، يوم أمس أن روسيا تهيء المشهد لاستخدام أسلحة كيميائية وتزعم أن أوكرانيا هي من تستخدمها، مضيفا أنه لا يرى إشارات على نية بوتين وقف عدوانه، حسب تقارير صحفية.

وجاءت تصريحات بلينكن، عقب الإشارة إلى أن روسيا بقيادة بوتين فشلت في تحقيق أهدافها من غزو أوكرانيا، أي أن هذا الفشل ما سيدفع الروس لاستخدام السلاح الكيميائي.

وتحاول روسيا منذ عدة أيام، أن تسوق اتهامات لأوكرانيا بوجود برامج بيولوجية، وكيمائية، وأن كييف تقوم بالتحضير لاستخدام السلاح الكيماوي في أوكرانيا، معيدة للأذهان اتهاماتها للمعارضة السورية منذ تدخلها في سوريا عام 2015 ، بأنها هي من استخدمت السلاح الكيماوي وليست دمشق.

قد يهمك:بعد سوريا.. روسيا تعيد استحضار سيناريو هجوم كيماوي في أوكرانيا

اتهامات روسية مستهلكة دوليا

أعلنت روسيا في الأسبوع الماضي، أنها اكتشفت برنامجا للأسلحة البيولوجية فى أوكرانيا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريو زاخاروفا في حينها،” بإمكاننا القول إن المعامل الأوكرانية القريبة من حدودنا، يتم بها تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية”، حسب متابعة “الحل نت”.

كما اتهمت روسيا، الولايات المتحدة بالمسؤولية عن المختبرات المخصصة بتطوير الأسلحة البيولوجية والكيماوية، لترد المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأن هذه الاتهامات باطلة، مذكرة بدعم روسيا للحكومة السورية، التي قالت أنها استخدمت الأسلحة الكيماوية مرارا وتكرارا.

وكان مارتن شولوف، الصحفي المختص بشؤون الشرق الأوسط، في صحيفة الغارديان، “القصة كانت مختلفة في سوريا، حيث استُقبل كل ادعاء باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل المعارضة بسذاجة في أجزاء من بريطانيا وأوربا، ولم يكن هناك اهتمام كبير بفضح أكاذيب موسكو، بالإضافة إلى أن روسيا حققت نجاحا في سوريا بفضل المعلومات المضللة”.

وسبق أن قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، أن التهم التي وجهتها روسيا لأوكرانيا بتطوير أسلحة كيماوية، والإعداد لهجوم كيماوي، يوحي بأن الروس أنفسهم هم من يمكن أن يقوموا بهذا العمل، مضيفا أن روسيا اتبعت نفس النهج من قبل في دول أخرى، وأنها ستقوم به من جديد ما لم يتم التصدي لها.

ويعتقد مراقبون، أن روسيا تقوم بنشر ذات الاتهامات اليوم لسببين رئيسيين، الأول أن الحديث بدأ يتردد في الأيام القليلة الماضية عن جرائم حرب ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا،وتعمل روسيا من خلال هذه الاتهامات على التغطية على انتهاكاتها، أما السبب الثاني، فهو وجود نية روسية بالتصعيد العسكري بشكل أكبر في أوكرانيا،وهو ما كانت تقوم به في سوريا في العديد من الأوقات لدعم الحكومة السورية، وفق متابعة “الحل نت”.

إقرأ:لتحجيم روسيا.. هل تُفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؟

تعتبر التحذيرات الغربية من استخدام روسيا للسلاح الكيميائي ضد أوكرانيا خطيرة جدا، وخاصة في ظل التصعيد الروسي اليومي، ما يبقي كل الاحتمالات مفتوحة في هذا الغزو.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.