دعوة الصدر إلى النواب المستقلين.. الجزء الثاني من تجربة الشيوعيين؟

دعوة الصدر إلى النواب المستقلين.. الجزء الثاني من تجربة الشيوعيين؟

وسط متغيرات سريعة، قادها زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، ضمن محاولته تشكيل حكومة “أغلبية”، وحشد النصاب الكافي لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بظل محاولة غرمائه من الشيعية في تحالف “الإطار التنسيقي”، تعطيل الجلسة وتشكيل الحكومة، ما إذ لم يعدل الصدر عن قراره ويمضي بتشكيل حكومة “توافقية”، تضمن مشاركتهم فيها.

إذ وجه الصدر، بشكل مفاجئ، دعوة إلى النواب المستقلين، لاسناد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، التي تمهد لتشكيل الحكومة، بعد توصله إلى منغلق في محاولته اقناع غرامائه بمشروع الأغلبية، الذي يرفضه “الإطار”، برئاسة نوري المالكي، الذي يسعى الصدر إلى عزله من المشاركة في الحكومة المقبلة.

وتأتي الدعوة، بعد انهيار التفاهمات التي مضى الصدر بها مع “الإطار” منذ أيام قليلة، والتي توقع الكثيرون لها بأن تكون بادرة إلى الخروج من الانسداد السياسي، بعد اتصاله برئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، وانهاء قطيعته معه التي دامت 11 عاما.

للقراءة أو الاستماع: العراق: لماذا لا يختار الصدر شخصية “صدرية” لرئاسة الحكومة؟

مساعي ورهانات

ويسعى الصدر، إلى كسب عدد من المستقلين الذين يبلغ عددهم في البرلمان العراقي، نحو 40 مقعدا، بينهم أحزاب انبثقت من الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت العراق أواخر 2019، بغية تعطيل الثلث المعطل لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

ولم تكن هذه المرة التي يدخل “التيار الصدري” فيها تجربة التحالف مع قوى سياسية من خارج نطاق الاحزاب الإسلامية، إذ كانت هناك تجربة سابقة بالتحالف مع الحزب الشيوعي.

ويراهن الصدر، على الوضع السياسي، الذي عطل تشكيل الحكومة منذ 5 أشهر، وما يمثله ذلك من ضغط على النواب المستقلين، لا سيما وأنهم باتوا يمثلون بيضة قبان في البرلمان، وما يتطلب منهم موقفا حاسما لخروج البلاد من وضعها الحالي، مقابل تحذيرات واسعة للمستقلين من إعادة تجربة الشيوعيين بالتحالف مع “التيار الصدري”.

وفي هذا الشأن، الناشط السياسي، زياد الموسوي، لموقع “الحل نت”، وقال أن “على نواب الشعب الذين يشاركوننا احلامنا ومشاكلنا ألا تغرهم رسائل الغزل التي توجهها لهم العمامة السياسية”.

وأضاف أنه “ثقتنا بها كشعب ذو تجربة مرة بان تنتج لنا دولة محترمة شبه معدومة”، بإشارة إلى تلك الرسائل، مبينا أنه “حجم التحديات التي يوجهها المستقلين كبيرة وهناك تفهم لذلك، لكن حاليا لا يمكن الوثوق بالدعوات السياسية، وأنه لا نريد للمستقلين الجدد أن يكونوا مثل الشيوعيين، في تجربتهم مع الصدر”.

للقراءة أو الاستماع: الصدر ينهي قطيعة استمرت 11 عاما مع المالكي

لا يمكن الوثوق بـ”التيار الصدري”

من جانبه، أشار الأمين العام لحزب “البيت الوطني” أحد الأحزاب التي انبثقت من الاحتجاجات، إلى أن “كل التجارب السابقة مع التيار الصدري فاشلة، سواء على مستوى التحالف أو التفاهم”.

وأضاف في تدوينة على “فيسبوك” تابعها “الحل نت”، أنه “لا يمكن الوثوق بمن خذلك سابقا”، مشيرا إلى أنه “لا نريد لأي مستقل أن يكون مجرد رقم بيد تحالف لا يقيم أي وزن وأي أعتبار لشركاءه”.

بالمقابل، أعلن النائب عن حركة “امتداد” المنبثقة من رحم الاحتجاجات، محمد نوري الخزاعي، اليوم الثلاثاء، أنهم سيحضرون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة السبت المقبل.  
  
وقال الخزاعي في تصريح لوكالة “ناس”، وتابعه “الحل نت”، إن “نواب تحالف من أجل الشعب سيحضرون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية؛ لأن لديهم مرشحا لهذا المنصب”، مؤكدا أن “مرشحهم تنطبق عليه جميع الضوابط القانونية والدستورية”.  

من جانبها، أعلنت كلتة “العراق المستقل” النيابية (10 مقاعد)، اليوم الثلاثاء، عزمها حضور جلسة مجلس النواب المخصصة للتصويت على رئيس الجمهورية المقرر عقدها يوم السبت المقبل.  

https://twitter.com/sajadShussein/status/1506001270389235728?s=20&t=OgC5Bn6_hv0UMAWJiVEbHw

فيما أعلن رئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية، أسامة البدري، حضور الجلسة الخاصة بالتصويت على رئيس الجمهورية المقررة يوم السبت المقبل، داعيا النواب المستقلين والحركات الناشئة إلى عقد “اجتماع طارئ” لمناقشة مجريات الأمور.  

وعقب اجتماعا عقده قادة الإطار التنسيقي، مساء أمس الاثنين، في منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، لبحث آخر التطورات السياسية، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، اليوم الثلاثاء، تمسك “الإطار التنسيقي” وحلفاؤه بالثلث الضامن، فيما أشار إلى أن الهدف منه هو سلامة العملية السياسية ومنع الفوضى.

ووجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم أمس الاثنين، رسالة إلى عدد من النواب، بشأن جلسة التصويت على رئيس الجمهورية، وملفات أخرى.  

وشدد الصدر في رسالته على “ضرورة الخروج من عنق التوافق إلى فضاء الأغلبية”، معتبرا أن “تشكيل حكومة الأغلبية تجربة لا بد من خوضها كما دعا النواب المستقلين لإسناد جلسة التصويت على رئيس الجمهورية”.    

للقراءة أو الاستماع: الصدر يستنجد بمستقلي “النواب” العراقي: هلموا لآخر فرصة!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.