غضب كبير تشهده مواقع “التواصل الاجتماعي” في العراق، منذ صباح اليوم، سببها “حزب الدعوة” و”حزب البعث” المنحل، فما هي القصة؟

تداول رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” في العراق، عدة صور تظهر جلوس قيادات كبيرة في “حزب الدعوة” على مائدة إفطار واحدة مع أفراد سابقين في “حزب البعث” المنحل.

وأظهرت الصور تواجد قيادات “حزب الدعوة”، عبد الحليم الزهيري ووليد الحلي وعلي الأديب وهشام السهيل، على مائدة إفطار واحدة مع أفراد كانوا ينتمون لـ “حزب البعث”، وهما جمال الضاري وخالد سلطان هاشم.

ويعرف جمال الضاري اليوم بأنه أحد الساسة البارزين الذين يمثلون المكون السني في العملية السياسية العراقية بعد 2003، بينما فاز خالد سلطان هاشم بعضوية البرلمان العراقي في الانتخابات المبكرة الأخيرة.

استياء

خالد هو ابن سلطان هاشم، وزير الدفاع الأسبق إبان نظام صدام حسين، وهو أول ابن مسؤول بارز في حكم صدام حسين، ينال عضوية مجلس النواب في عراق ما بعد 2003.

وشهدت مواقع “التواصل الاجتماعي” الكثير من الغضب، إزاء تلك الصور، خاصة ضد “حزب الدعوة”، الذي حكم البلاد منذ 2003 وحتى 2018 بقيادة رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي.

للقراءة أو الاستماع: حزب الدعوة ورئاسة الحكومة.. العودة من الشباك

وعبّر مدونون عن استيائهم مما وصفوه “كذب” المالكي و”حزب الدعوة” المستمر بعدم السماح لعودة “البعث” إلى العراق، وهم يجلسون مع أفراده على مائدة إفطار واحدة.

كما سخر مدونون من الرواية التي رسّحها “حزب الدعوة” طوال عقود بأنه حزب معارض لنظام صدام حسين، في وقت يجتمع بأفراده اليوم، رغم قانون “اجثاث البعث” الذي تم بموجبه حل “حزب البعث” بعد 2003.

وبحسب مصادر “الحل نت” الخاصة، فإن الصور التقطت من داخل “نادي الصيد” في منطقة المنصور غربي العاصمة العراقية بغداد، وأن ذلك جاء على خلفية إقامة مأدبة إفطار لشخصيات سياسية واجتماعية عديدة.

تواجد لنشطاء “تشرين”

الهدف من المأدبة هو جمع الشخصيات السياسية والاجتماعية من أجل تبادل الحوار حول الأزمة السياسية الراهنة في العراق، المتمثلة بعدم تشكيل حكومة جديدة رغم مرور 6 أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة.

ما أثار الجدل أيضا، هو تواجد عدد من ناشطي “انتفاضة تشرين” في تلك الصور بالقرب من قيادات “حزب الدعوة” وأفراد “البعث”، في وقت خرجت الانتفاضة ضد الفساد السياسي والاغتيالات التي يتهم “حزب الدعوة” بالوقوف وراء كثير منها.

ولم يعلق بعد “حزب الدعوة” على الصور المتداولة، واتخذ العديد من الناشطين موقف الصمت إزاء حضورهم في تلك المأدبة، التي لم تنته ردود الفعل حولها بعد.

للقراءة أو الاستماع: العراق يتجاوز “أكبر الحماقات البعثية” بإغلاق ملف ديون الكويت

ويعتبر الكثير من العراقيين “حزب البعث” و”حزب الدعوة”، بأنهما “أجرم” حزبين في تاريخ العراق الحديث، وأن معارضة الأخير للأول إبان دكتاتورية صدام، هي من أجل الوصول لسدة الحكم، وليست لمصلحة البلاد.

وحكم “حزب البعث” العراق لمدة 40 سنة منذ 1963 وحتى إسقاطه في عام 2003 عندما كان صدام حسين رئيسا حينها، وذلك على يد واشنطن، التي أتت بالأحزاب المعارضة لصدام ومنها “حزب الدعوة” وسلّمتها حكم العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.