على نقيض من حالة الاضطراب الدولي، تسعى إيران والسعودية إلى خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط، من خلال عقد تفاهمات مشتركة يمكن أن تنهي صراع الوكالة المتبادل، رغبات لعلها تضع العراق أمام فرصة لاستعادة حجمه الطبيعي في المنطقة واستقراره.

ولا شك أن تقارب الرياض وطهران اللتان تدعمان أطرافا متنافسة في الصراعات الإقليمية والخلافات السياسية في سورية ولبنان والعراق منذ سنوات، سيسهم بشكل كبير في إضفاء حالة من الهدوء وجو الاستقرار على بغداد التي تحكم فيها أطرافا موالية لإيران قبضتها على القرار السياسي والأمني والاقتصادي.

أقرأ/ي أيضا: انعقاد الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية-السعودية في العراق

العلاقة وتأثيرها على العراق

علاقة، على ما يبدوا أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، يدرك قيمتها جيدا، حيث يسعى ومنذ اللحظة الأولى لتسلمه منصب رئاسة الوزراء عام 2020، إلى رعاية اتفاق بين الطرفين يعيد تفعيل العلاقة التي انقطعت منذ العام 2016 بين البلدين.

وفي إطار تلك المحاولات كشف وزير الخارجية فؤاد حسين، أمس الأحد، عن استضافة بغداد للجولة الخامسة من المحادثات الاستكشافية بين إيران والسعودية، مشيرا إلى أن الأجواء كانت إيجابية.

ومنذ اللحظة الأولى التي عقدت فيها المفاوضات كجولة أولى بين السعودية وإيران ساهمت بحد كبير في استقرار العراق نسبيا، أو على الأقل عدم استخدامه كمنصة لتهديد الرياض، كما يقول الباحث والمحلل السياسي إحسان الشمري.

ويضيف في حديث لموقع “الحل نت”، أن، الفصائل المسلحة في العراق طالما كانت تلوح بتهديد المملكة وحتى فيما أظهرته مؤخرا من دعم الحوثيين، عوامل كلها كانت تحرج الحكومة العراقية بشكل كبير جدا، ولذلك أن هذا التقارب السعودي الإيراني سيصب بصالح العراق إيجابيا بما لا يقبل الشك.

وكانت إيران من خلال وكلائها الداخلين تمنع عملية الاستثمار السعودي وتمنع دخول الشركات الاستثمارية إلى العراق لصالح حسابات النفوذ والتفوق والسيطرة على الاقتصاد العراقي، أشار الشمري، ولفت إلى أن، الآن لن تجد المملكة السعودية خصما لها في العراق.

وبين أن، العراق ينظر إلى السعودية على أنها دولة ارتكاز ورافعة لمشاكله الاقتصادية، بالتالي أن عدم وجود مناكفات من حلفاء إيران لدور سعودي إيجابي سواء كان سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، سيساهم في حل كثير من الملفات العالقة.

ويوم أمس، أكدت مصادر إيرانية، استئناف طهران والرياض جولات الحوار الاستكشافية في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعليقها في آذار/ مارس الماضي.

أقرأ/ي أيضا: العراق يكشف تفاصيل المفاوضات بين السعودية وإيران ببغداد

أجواء إيجابية

وقالت إن، الجولة الخامسة من المباحثات عقدت بـ”أجواء إيجابية أثارت آمالا لدى البلدين في اتخاذ خطوات نحو استئناف العلاقات”. ولم يحدد المصدر موعد عقد الجولة الخامسة من المحادثات، في حين نقل موقع “RT” أن بغداد استضافت المحادثات يوم الخميس الماضي.

وعقد الجانبان جولة المحادثات الخامسة بمشاركة مسؤولي عراقيين وعمانيين رفيعي المستوى، بحسب المصادر الإيرانية، مشيرة إلى أنهم “لعبوا دورا مهما في ترتيب اجتماعات مشتركة بين الطرفين”.

بالمقابل، شارك في الجولة مسؤولون رفيعو المستوى من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية، بوصفهم ممثلين عن البلدين.

كما أن، الأجواء كانت إيجابية وتشكل خطوة نحو استئناف العلاقات الثنائية، وسط ترجيحات بعقد جولة محادثات في المستقبل القريب بين وزيري خارجية إيران والسعودية.

واستضافت بغداد 4 جولات من المباحثات المباشرة بين مسؤولين من السعودية وإيران، تركزت على النقاط الخلافية، وأبرزها الحرب على اليمن والبرنامج النووي الإيراني.

وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في عام 2016 بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفار السعودية في العاصمة الإيرانية، احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي في السعودية.

وعلقت إيران المحادثات في آذار/ مارس الماضي دون إبداء أسباب للقرار الذي جاء في وقت كان من المقرر أن تبدأ فيه جولة جديدة من المفاوضات.

أقرأ/ي أيصا: تنامي الإقبال على غاز السيارات في العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.