في خضم الصراع السياسي بين تحالف “إنقاذ وطن”، وغريمه تحالف “الإطار التنسيقي”، وتعطل تشكيل الحكومة، يبدو أن عودة جعفر الصدر مرشح زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، لرئاسة الوزراء، من العاصمة البريطانية لندن حيث يعمل سفيرا للعراق، إلى محل إقامته محافظة النجف في هذا التوقيت تنذر بإنفراجة سياسية.

وتزداد التوقعات حول ذلك، خصوصا وأن زيارة جعفر أبن عم مقتدى، هي الأولى من نوعها منذ تقديمه كمرشح تسوية، رغم مرور نحو شهرين على ذلك، وهذا ما فسره مراقبين، أن عدم عودته منذ ذلك الحين لعدم التوصل لتفاهمات حول تشكيل الحكومة بين قطبي الصراع، أو لتؤكد من عدم إمكانية “إنقاذ وطن”، المضي بتشكيل الحكومة من دون “الإطار” الذي يقف بوجه مشروع “حكومة الأغلبية” الذي يسعى إليه مقتدى الصدر مع حلفائه في “إنقاذ وطن”.

https://twitter.com/alimumttaz/status/1525615804175245315?s=21&t=G1aRdckcICfvYI6uikyRnA

اقرأ/ي أيضا: حديث عن حسم مرشح رئاسة الحكومة العراقية

مرشح تسوية

وطرح اسم جعفر الصدر، كمحاولة من قبل التحالف الثلاثي – يضم الكتلة الصدرية الأكثر عددا نيابيا بـ 73 مقعدا، وتحالف السيادة الذي يضم معظم القوى السنية بـ65 مقعدا، والحزب الديمقراطي الكردستاني 31 مقعدا، للخروج من حالة الانسداد السياسي الذي برزت إثر تمسك الصدر بتشكيل حكومة “أغلبية”.

لكن رفض “الإطار التنسيقي” – يضم أبرز القوى الشيعية المدعومة إيرانيا بـ81 مقعدا، واستمراره بالدعوة إلى حكومة “توافقية”، يشترك الجميع فيها، حال دون إتمام المشروع “الأغلبية”، ما عطّل انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل الحكومة.

إذ فشل التحالف الثلاثي لمرتين بجمع 220 نائبا وفقا للدستور، للمضي بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ونتج الفشل عن لجوء “الإطار” لتشكيل الثلث المعطل أي 110 نائبا، ما دفع مقتدى الصدر إلى إسناد فرصة تشكيل الحكومة إلى النواب المستقلين بشرط انضمام 40 نائبا مسقلا إلى تحالفه “إنقاذ وطن”، وهذا ما واجه رفضا من بعض المستقلين.

وبحسب معلومات تحدثت بها مصادر مطلعة إلى موقع “الترا عراق”، فإن زيارة جعفر الصدر تأتي في إطار محاولة إلى التوصل لتفاهمات مع النواب المستقلين لصيغة تفضي لتشكيل الحكومة، من خلال إقناعهم في الانضمام إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وتعطيل الثلث المعطل.

وتكمن أهمية انتخاب رئيس الجمهورية، بتكليف مرشح الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة، وفقا للدستور، بالتالي أن نجاح “إنقاذ وطن” في تمرير جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يعني المضي نحو تشكيل الحكومة دون الحاجة إلى عقد تفاهمات مع قوى “الإطار”.

اقرأ/ي أيضا: توافقات حول جعفر الصدر: هل حُسمَت رئاسة حكومة العراق؟

تأكيدات فوتوغرافية

وفي الوقت الذي أظهرت صورا التقطت لجعفر الصدر وهو يؤدي الزيارة إلى مرقد الإمام علي في مدينة النجف، مؤكدة عودته، قال المهتم بالشأن السياسي في العراق، مروان العبيدي في حديث لموقع “الحل نت”، إن عودة جعفر الصدر تأتي في إطار الضغط على النواب المستقلين وحتى الإطار التنسيقي”.

وجعفر الصدر “شخصية متزنة نوعا ما، وتحظى باحترام جميع الأطراف، كما أنه شخصية ما تزال غامضة ولربما أن جهله يدفع باتجاه نجاح مفاوضاته، وهذا يأتي بالعكس من شخصية مقتدى الصدر الذي قد يشكل عليه البعض، ما يعطل من مضي مشروع التحالف الثلاثي”، وفقا للعبيدي

وأوضح، أن “الطرفين المتخاصمين يدركان جيدا أن استمرار التعطيل الدستوري، وبقاء المشهد الحالي على ما هو عليه، قد يؤدي إلى خلق أزمة شعبية جديدة لاسيما في ظل الأزمات العالمية”.

وتابع أن “التيار الصدري حريص جدا على تقديم نفسه كبديل عن القوى المقربة من إيران والتي أحكمت سيطرتها طيلة السنوات الماضية على المشهد، لاسيما بعد مواجهتها سخط شعبي كبير، وهذا ما لا يريد الصدر تفويت فرصته في تقديم نموذج ناجح خصوصا مع فوزه بالانتخابات كأكبر كتلة نيابية، لذلك سنجده يستخدم جميع الأوراق والتي منها زج جعفر الصدر في حلبة الصراع”.

كما أنه “يمكن أيضا تفسر عودته إلى العراق في هذا التوقيت، في إحراز التحالف الثلاثي الذي يقدمه مرشحا عنهم، تقدما من حيث استكمال نصاب الثلثين لجلسة رئيس الجمهورية، ما يمهد لتكليفه في تشكيل الحكومة”.

اقرأ/ي أيضا: العراق: ترشيح ريبر أحمد لرئاسة الجمهورية وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.