رغم انتهاء “انتفاضة تشرين” قبل نحو سنتين من الآن، إلا أن هتافات الانتفاضة على ما يبدو لم تنته بعد، ليتم ترديدها في معظم النشاطات والفعاليات، وآخرها أمس في “ملعب الشعب” ببغداد.

الهتافات متعددة وجلها سياسية ضد الطبقة الحالية التي تحكم المشهد السياسي العراقي، لكن هتافا بارزا ضد إيران بقي هو الأكثر ترديدا حتى اليوم في أي فعالية، مهما كان نوعها.

ما هو الهتاف؟

الهتاف باللهجة العراقية الدارجة، “إيران بَرّا بَرّا.. بغداد تبقى حُرّة”، وهو يستخدم ضد التدخل والتغلغل الإيرلني في الشأن العراقي عبر ميليشياتها المسلّحة وأحزابها “الولائية”.

ذات الهتاف، تم ترديده بنطاق واسع، أمس الاثنين، من قبل 40 ألفا من جمهور الزوراء والقوة الجوية أثناء لعبهما كلاسيكو العراق في “ملعب الشعب” الدولي، شرقي العاصمة العراقية بغداد.

https://twitter.com/AnalyzerIQ/status/1536396263293440000?t=xk68l2VTMjK9N-7QAHNALw&s=19

تكرّر الهتاف عدة مرات أثناء المباراة وقبل انطلاقها، وتداول رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، مقاطع فيديوية تظهر جمهور الزوراء والجوية وهم يهتفون بكل حماس “إيران بَرّا بَرّا.. بغداد تبقى حُرّة”.

الهتاف كان قد تكرّر استخدامه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، في مدرجات المسرح البابلي، أثناء أيام “مهرجان بابل الدولي”، الذي شهد مشاركة العديد من نجوم الغناء العربي، إضافة للفنانين العراقيين.

ويرتبط هذا الهتاف بشكل وثيق بـ “انتفاضة تشرين”، التي شهدها العراق، عندما انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 واستمرت 5 أشهر ونصف حتى تاريخ 15 آذار/ مارس 2020، قبل أن تتراجع وتنحسر تدريجيا.

مخرجات “تشرين”

“انتفاضة تشرين”، خرجت ضد الفساد السياسي والبطالة ونقص الخدمات والتدخل الإيراني بالشأن العراقي، ومن أبرز الشعارات التي نادت بها الانتفاضة: “نريد وطن، ونازل ٱخذ حقي”، فضلا عن “إيران بَرّا بَرّا.. بغداد تبقى حُرّة”.

وطالبت الانتفاضة بتغيير نظام الحكم إلى رئاسي وترك المحاصصة السياسية، لكنها جوبهت بقمع من “قوات الشغب” الحكومية والميليشيات الموالية لإيران بالقنابل الدخانية والقناص، وبخطف وتعذيب وتغييب المتظاهرين.

وقتل في “حراك تشرين” 750 متظاهرا وأصيب 25 ألفا، بينهم 5 آلاف متظاهر بإعاقة دائمة، وفق الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية.

وأسفرت “انتفاضة تشرين” عن إسقاط حكومة عادل عبد المهدي، مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019، ومجيء حكومة برئاسة مصطفى الكاظمي في 7 أيّار/ مايو 2020.

ومن مخرجات “تشرين” انتخابات مبكرة أجريت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وشاركت فيها عدة أحزاب انبثقت من رحم الانتفاضة، وفاز بالانتخابات 15 نائبا من “قوى تشرين” و45 نائبا مستقلا بشكل فردي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة