يبدو أن ملامح رئيس الحكومة العراقية المقبلة، باتت تقترب كثيرا من الوضوح، ففي آخر الجديد، انحصر السباق على المنصب بين قاسم الأعرجي ومحمد شياع السوداني.

وسائل إعلام إيرانية قالت، اليوم الأحد، إن “الإطار التنسيقي” الذي يضم القوى الشيعية الموالية لطهران، حصر منصب رئاسة الحكومة العراقية المقبلة بين الأعرجي والسوداني.

وأكدت، أن قيادات “الإطار التنسيقي” سيجتمعون، غدا الاثنين، لاختيار واحد من الشخصيتين المطروحتين لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة بشكل نهائي ورسمي.

وأشارت إلى، أن “الإطار التنسيقي يدرك أن تأخير تشكيل الحكومة العراقية أكثر من ذلك، لن يصب بمصلحته ومصلحة جميع الأطراف السياسية في العراق”.

https://twitter.com/jafaralaaraji82/status/1551145063392202752?t=_wEE15cF1Zu7tEz9oPELsw&s=19

لجنة عليا حاسمة

الثلاثاء الماضي، شهد اجتماعا لقوى “الإطار التنسيقي” في العاصمة بغداد، لحسم ملف رئاسة الحكومة المقبلة، واسم الشخصية التي سيتم ترشيحها للمنصب.

اجتماع “الإطار التنسيقي” وقتئذ، شهد ترشيح 5 أسماء لرئاسة الحكومة المقبلة، ليتم فيما بعد اختيار اسم واحد للمنصب من قبل لجنة عليا من داخل “الإطار”.

الأسماء التي تم ترشيحها، تمثلت برئيس الحكومة الأسبق، حيدر العبادي، ومستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، عبد الحسين عبطان، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق، محمد شياع السوداني، ووزير التخطيط الأسبق، علي شكري.

بيان لـ “الإطار التنسيقي”، أوضح أن “قادة الإطار أكدوا وبالإجماع، على أن المرشح لن يكون محسوبا على جهة معينة كي لا يكون مدينا لها، بل هو مرشح من كل الإطار ولكل العراق”.

ويسعى “الإطار التنسيقي” الموالي لإيران، إلى تشكيل حكومة توافقية، بعد استقالة “التيار الصدري” من البرلمان بتوجيه مباشر من زعيم التيار، مقتدى الصدر، الذي وصف مؤخرا قوى “الإطار” بأنها “أذرع إيران” لأول مرة في تاريخه السياسي.

انغلاق سياسي

بحسب كثير من المراقبين، فإن الانسداد السياسي بات مزمنا في العراق، فلم تحل عقدته بعد، رغم انسحاب “التيار الصدري” من العملية السياسية وتركه الساحة لـ “الإطار التنسيقي”، لتشكيل حكومة جديدة.

في 12 حزيران/ يونيو الماضي، استبشرت قوى “الإطار” الموالية لإيران الخير بانسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي، وأكدت أن مسألة تشكيل الحكومة الجديدة ستكون سهلة بعد انسحاب زعيم “الكتلة الصدرية”، لكن شيئا من ذلك لم يحدث بعد.

كان “التيار الصدري” بزعامة مقتدى الصدر، فاز أولا في الانتخابات المبكرة الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بحصوله على 73 مقعدا، ثم انسحب من البرلمان العراقي، الشهر المنصرم.

بعد الفوز في الانتخابات المبكرة، شكّل الصدر تحالفا ثلاثيا مع “الحزب الديمقراطي” الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا، مسعود بارزاني، و”السيادة” بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

“التحالف الثلاثي” سُمّي بتحالف “إنقاذ وطن”، وبلغ عدد أعضائه قرابة 180 نائبا، وكان يسعى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب “الإطار التنسيقي”.

“الإطار” يُفشل الأغلبية

قوى “الإطار التنسيقي” الموالية لإيران والخاسرة في الانتخابات، لم تتقبل فكرة تشكيل حكومة أغلبية، وأصرّت على تشكيل حكومة توافقية يشترك “الإطار” فيها.

عاش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة، ورغم انسحاب الصدر فإن الانسداد لم ينته بعد.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا.

ذلك الفشل، سببه سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل، الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.