منذ شباط/فبراير الفائت، أطلق المجتمع الدولي تحذيرات عديدة بشأن تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بـ”كارثة” حقيقة في أوروبا إذا ما تم استهداف المنشآت النووية الأوكرانية، إلا أن روسيا انتهكت ميثاق الأمم المتحدة، والعديد من الاتفاقيات الدولية بشأن استخدام الطاقة النووية، وثلاث اتفاقيات للأمم المتحدة وجميع الركائز السبع للأمان النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

سابقا، قصفت القوات الروسية مباني محطة الطاقة، واحتجزت موظفي المحطة، وقطعت التيار الكهربائي، وبالتالي فرضت خطر وقوع حادث قد يؤدي إلى كارثة نووية. من خلال القيام بذلك، ووفقا لـ “وكالة الطاقة الذرية”، فإن روسيا “ترتكب عمدا جرائم حرب وتقوم بعمليات الإرهاب النووي”.

خطورة وقوع كارثة نووية

في يوم الجمعة الفائت، أصابت قذيفة مدفعية خط الضغط العالي لمحطة توليد الكهرباء “زابوريزهيا” في أوكرانيا، بعد هذا الحادث، قام مشغلو محطة الطاقة هذه، بإغلاق مفاعلها النووي.

من جهته، أعرب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأحد، عن قلقه العميق إزاء قصف محطة زابوريزهيا لتوليد الكهرباء في أوكرانيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، محذّرا من أن هذا الإجراء يظهر خطر حدوث كارثة نووية.

وقال غروسي، في بيان اطلع عليه “الحل نت”، “أشعر بقلق عميق إزاء قصف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، إن هذا العمل يحمل في طياته مخاطر حقيقية بحدوث كارثة نووية”.

وطالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأطراف المعنية بممارسة “ضبط النفس”.

من المسؤول عن الكارثة؟

على الرغم من تأكيد مشغلو مصنع “زابوريزهيا”، أنهم لم يرصدوا أي تداعيات إشعاعية، إلا أن أوكرانيا تتهم القوات الروسية في الهجوم، بينما هو الآخر يتهم أوكرانيا بقصف المنشآت النووية.

وعقب الحادث، اتهمت الحكومة الأميركية، روسيا باستخدام هذه المنشأة كـ “درع نووي”، إذ تقع محطة “زابوريزهيا” لتوليد الطاقة في أوكرانيا تحت سيطرة القوات الروسية، لكن الخبراء الأوكرانيين يديرون أنشطتها، حيث تتكون المحطة من ستة مفاعلات ماء مضغوط، وتخزن النفايات المشعة.

وكتبت الشركة المشغلة للمحطة على حسابها في “تلغرام”، قائلة: إن “ضربات تعرضت لها المحطة يوم الجمعة، تسببت في خطر جسيم على التشغيل الآمن للمحطة”، مضيفة أن أحد كابلات الطاقة قد تضرر، مما أجبر أحد المفاعلات على التوقف عن العمل.

ونقل موقع “بي بي سي” البريطاني عن مدنيين في منطقة نيكوبول المجاورة، أن الروس كانوا يطلقون صواريخ من المنطقة المحيطة بالمصنع، وينقلون معدات عسكرية إلى المجمع.

وحذر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة الفائت، من أن “أي قصف لهذا الموقع يمثل جريمة مخزية، وعمل إرهابي”.

وتقول وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تستخدم المنطقة لشن هجمات، مستغلة وضع محطة الطاقة النووية لتقليل مخاطر الهجمات الليلية من القوات الأوكرانية.

مخاطر البنية التحتية للطاقة النووية في أوكرانيا

بعد الغزو الروسي والحرب المستمرة ضد أوكرانيا، تشكل البنية التحتية للطاقة النووية المدنية في أوكرانيا، مخاطر تتجاوز تلك المرتبطة عادة بالمنشآت النووية والمواد النووية والإشعاعية. تتمثل المخاوف الرئيسية في أن القوات الروسية، قد تهاجم مفاعلات الطاقة النووية، أو تتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في وقوع حادث نووي خطير، أو تتخذ إجراءات أخرى قد تؤدي إلى تعرض سكان أوكرانيا للإشعاع النووي.

وبحسب الخبير في السياسية النووية، مارك هيبس، فإن القلق الأكبر بشأن تأثير روسيا على المخاطر النووية، هو أن روسيا قد تنفذ عمدا هجوما إلكترونيا، أو هجوما عسكريا على محطة للطاقة النووية، مما يؤدي إلى وقوع حادث خطير.

وينبع هذا القلق وفقا لهيبس، بعد أن نفذت روسيا فعليا هجمات برية وجوية عشوائية على البنية التحتية المدنية مستهدفة سكان أوكرانيا، فضلا عن التقارير، التي أكدت ضلوع القوات الروسية في شنها حربا إلكترونية ضد أهداف في أوكرانيا، بما في ذلك منشآت وأنظمة شبكة الطاقة الكهربائية.

الجدير ذكره، أن أوكرانيا تمتلك 15 مفاعلا للطاقة النووية بتصميم روسي في أربعة مواقع تولد نصف الكهرباء في أوكرانيا؛ وسبع وحدات قيد التشغيل حاليا. جميع مفاعلات الماء المضغوط، مصممة وفقا للمبادئ الهندسية المتّبعة في معظم محطات الطاقة النووية في العالم، تم بناء معظمها خلال الثمانينيات والتسعينيات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.