يخيم الجمود على الاتفاق النووي الإيراني، إذ لم يحصل حتى الآن أي جديد فيما يتعلق بالوصول إلى صيغة نهائية للاتفاق بين القوى الدولية وإيران، في وقت قدم فيه دبلوماسيون أوروبيون مقترحات لكسر هذا الجمود.

تنازلات لإيران؟

صحيفة “وول ستريت جورنال” الدولية، نقلت هذه المقترحات، التي تفيد بتقديم تنازلات جديدة لطهران تهدف إلى إنهاء تحقيق الأمم المتحدة في الأنشطة النووية السابقة للبلاد على وجه السرعة.

وبحسب تقرير الصحيفة فإن “مسودة الاقتراح المقدم من الاتحاد الأوروبي، ينص على أن توافق إيران على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، قائلة إنه من المتوقع أن تجيب إيران على أسئلة الوكالة بهدف توضيحها”.

وتعتبر مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من امتلاك إيران لبرنامج سلاح ذرّي، نقطة خلاف رئيسية في المحادثات التي استمرت مؤخرا 16 شهرا لإحياء اتفاق عام 2015، الذي وضع قيودا على البرامج النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات.

ويقول النص إنه إذا تعاونت طهران، فإن الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في المحادثات ستحث مجلس الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إغلاق التحقيق.

وقال فريق الاتحاد الأوروبي، الذي يرأس المحادثات ويتولى مسؤولية صياغة الاتفاقية، إن هذا هو النص النهائي الذي سيقدمه لإحياء الاتفاق النووي.

وبحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الصحيفة الدولية، فإنه: “إذا وافقت جميع الأطراف في الاتفاقية: الولايات المتحدة وإيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين، على النص المقترح، فسيضع ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقف صعب، مع تنفيذ الاتفاق إلى حد كبير على تقييمها لتعاون طهران”.

وامتنع متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعليق. وتعهد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بعدم التخلي عن التحقيق حتى تجيب إيران عن مصدر المواد النووية وأين هي الآن.

قد يهمك: عام على استلام إبراهيم رئيسي السلطة في إيران.. مخاطر وتحديات

موقف أميركا

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن تريد تسوية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال المسؤول: “الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك هي أن تزود إيران الوكالة بالمعلومات التي تحتاج إليها. هذا هو موقفنا بغض النظر عما إذا كان معبرا عنه في نص تفاهم أو في مكان آخر”.

بينما صاغ الاتحاد الأوروبي الاقتراح لإدراج “حل وسط”، بشأن تحقيق الضمانات في نص الاتفاق النووي، فقد فعل ذلك بعلم الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق -فرنسا وألمانيا وبريطانيا- وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات.

أوهام طهران عقبة أمام الصفقة

بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات، فإن المصير المتوقع لمباحثات الاتفاق النووي مع إيران في ظل استمرار المماحكات الإيرانية، التي تعي أنها أمام فرصة أخيرة في الأيام القليلة المقبلة، هو إما إغلاق ملف المفاوضات أو تعليقه لأجل غير معلوم على أقل تقدير.

الصحفي الأفغاني، والمهتم بالشؤون الإيرانية، علي أخلاقي، قال لـ”الحل نت”، إن النظام الإيراني وضع شروطا صارمة للتوصل إلى اتفاق نووي، و”يبدو أنهم يعيشون في عالم مواز، غافلين عن حقيقة ضعف إيران بعد سنوات من العزلة الاقتصادية الدولية”.

وتابع أخلاقي، أنه في العالم الموازي الذي يوجد فيه العديد من قادة إيران، فإن الخلاف حول استئناف المحادثات وتكاليفها يقع في إيران وليس في الغرب، إذ إن رئيس “الحرس الثوري” الإيراني، حسين سلامي، المعارض لاتفاق مع الغرب، يصر على أن القوة الحقيقية لإيران تكمن في “إيمان الناس ووعيهم” و”القيادة الشجاعة” للمرشد الإيراني، علي خامنئي.

لا يزال موضوع الاتفاق النووي والسيناريوهات المحتمل حدوثها مستقبلا بالنسبة لملف إيران النووي، وعلاقاتها مع الغرب هو الموضوع الرئيس للصحف اليومية الصادرة الأربعاء، في إيران.

فبعد تفاؤل كبير وتوقع لإبرام وثيقة الاتفاق النووي في جولة المفاوضات الأخيرة في العاصمة النمساوية فيينا، عاد الغموض والضبابية من جديد ليسودا مستقبل الاتفاق النووي مع إيران.

وعكست الصحف الصادرة قبل أيام هذه الحالة، وكتبت “آرمان امروز” في مانشيتها: “مرحلة جديدة من فقدان الثقة بين إيران والغرب”، أما “ابتكار” الإصلاحية فاختارت عنوان: “الاتفاق ربما في وقت آخر”، وأوضحت أن المفاوضين في فيينا عادوا إلى عواصم بلدانهم بعد أن قدموا تفسيرات وتصريحات متضاربة حول المفاوضات التي خاضوها، كما عنونت “جهان صنعت” بالقول: “روايتان مختلفتان من فيينا”.

أما “كيهان”، المقربة من المرشد علي خامنئي، فذكرت أن المفاوضات في فيينا لم تصل إلى أي نتيجة تضمن مصالح إيران، ولا تزال المفاوضات على المحاور الأربعة الرئيسية غير محسومة. ولفتت إلى أن المحاور الأربعة المختلف عليها حتى الآن هي: الضمانات، ورفع العقوبات، وضمان عدم انتهاك الولايات المتحدة لالتزاماتها، والتنفيذ المرحلي للاتفاق.

قد يهمك: تهديدات نووية عالمية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة