في وتيرة متزايدة، يستمر اللبنانيون باللجوء إلى الهجرة غير النظامية التي تنطلق من الشواطئ اللبنانية باتجاه أوروبا بالدرجة الأولى، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي ترافقها والأحداث الأليمة التي تسببها وآخرها “قارب الموت” الذي غرق وعلى متنه عائلات كانت تحاول الوصول إلى أوروبا هربا من الواقع اللبناني المتردي على كافة الأصعدة.

أمس الأحد، أفادت معلومات بأن نحو 60 شخصا علقوا في وسط البحر منذ ثلاثة أيام أثناء ما كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا، قبل أن يتعطل قاربهم ويتركهم القبطان ومساعدوه ويهربوا عبر قارب آخر خلسة.

وبحسب المعلومات المتوفرة والتي تداولتها وسائل إعلامي لبنانية وعربية، فأن قبل أيام، غادر مركب من الشواطئ اللبنانية باتجاه السواحل الأوروبية، بيد أنه علق في البحر بعدما تعطل وهرب القبطان ومساعدوه في ساعات الليل، في حين ترفض المراكب التجارية العابرة تقديم المساعدة، وهو ما أكده الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير في تصريحات لـ”العربي الجديد”، اليوم الاثنين، وتابعه موقع “الحل نت”.

موقع “لبنان 24″، نقل معلومات تشير إلى أن، المُهاجرين الذين من بينهم نساء وأطفال هم من مناطق في شمال لبنان، وقد ناشدوا السلطات اللبنانية لإنقاذهم فورا قبل حصولِ أي كارثة، كما أنهم أكدوا مؤخرا أن باخرة إيطالية علمت بوجودهم في البحر، إلا أنها لم تبادر لمساعدتهم، في حين أنّه كانت هناك محاولات للتواصل مع السفارة الإيطاليّة في لبنان للتحرك بغية نجدتهم، إلّا أنّ الأمور باءت بالفشل.

اقرأ/ي أيضا: تفاصيل جديدة بعد العثور على “مركب الموت” في طرابلس اللبنانية

لبنان يحاول الإنقاذ ولا يستطيع

في حين أكد خير “محاولات التواصل مع الجهات المعنية في أثينا اليونانية وتحديدا السفيرة اللبنانية لنبعث لها موقع المركب، وكذا خفر السواحل باليونان، بهدف مساعدة الأشخاص العالقين وعددهم حوالي 60 شخصا معظمهم من اللبنانيين”.

كما أكد أيضا، أنه “تواصل مع أكثر من شخص على متن المركب منهم خالد، وهو من بلدة ببنين – عكار شمالي لبنان، الذي طلب منه المساعدة وإيجاد من يستقبلهم، وإنقاذهم سريعا”.

الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، أوضح أن “المركب كان، أمس، قريبا من مالطا الإيطالية، واقترب اليوم من اليونان، وهم لا يعلمون موقعه بالتحديد، ويأمل أن يبقى جهازهم مفتوحا لمعرفة النقطة الموجودين فيها”، لافتا إلى أن “المشكلة تكمن في دول الاتحاد الأوروبي التي ترفض استقبال المهاجرين، كما أن المراكب العابرة أيضا لا تقترب منهم أو تمد يد العون لهم رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها، وأنهم معرضون لخطر الموت حاليا وليس بحوزتهم حتى طعام للصمود”.

بالمقابل، قدم حساب “Alarm Phone” عبر موقع “تويتر” المتخصص بـ”دعم الأشخاص الذين يعبرون البحر المتوسط إلى الاتحاد الأوروبي”، كما يعرف عن نفسه، آخر التطورات حول المركب، كما رصد موقعه.

اقرأ/ي أيضا: رفض طرح الشغور الرئاسي في لبنان

الماء يتسرب إلى القارب

 في آخر تغريدة له، أكد أن الأشخاص لا يزالون في البحر وهم في المياه اليونانية، وقد مرت سفن تجارية عدة بالقرب منهم من دون مساعدتهم، داعيا إلى التحرك فورا وبدء مهمة الإنقاذ لأن أي تأخير يمكن أن يكلف عشرات الأروح.

القائمون على الحساب قالوا أيضا، إن “أقارب الركاب الذين غادروا لبنان قبل 10 أيام تقريبا يتصلون بهم للاستفسار عن مصير الأشخاص الذين فقدوا الاتصال بهم منذ أكثر من ست ساعات، وقد جاءت سفن تجارية تحمل علم مالطا وغادرت من دون تدخل، ولقد مر أكثر من 30 ساعة منذ إنذارنا الأول، فأين الإنقاذ؟”، مشيرين إلى أن “الماء تسرب إلى القارب، والركاب بحاجة إلى مساعدة عاجلة، فهم بلا طعام ولا مياه”.

يشار إلى أن، وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراخي قد أعلن، الأحد الماضي، أن بلاده منعت دخول أكثر من 150 ألف مهاجر سري عند حدودها البرية والبحرية منذ بداية العام.

نوتيس ميتاراخي قال في تصريحات صحفية إنه “منع دخول 154102 مهاجر غير نظامي منذ بداية العام”، فيما وحاول 50 ألف مهاجر دخول اليونان في شهر أغسطس/آب وحده”. وفقا لما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”.

كارثة جديدة تهدد لبنان

كارثة جديدة تهدد المشال اللبناني في الوقت الي ما يزال فيه الجيش يوكب أعمال البحث عن أكثر من 30 مفقودا في أعماق البحر، من بين نحو 84 مهاجرا كانوا على متن قارب هجرة انطلق من سواحل طرابلس في نيسان/أبريل الماضي، 7 منهم لقوا مصرعهم في الحادث، في حين تم إنقاذ 45 أخرين، فيما فشلت جهود العثور على الأخيرين، على الرغم من العثور على القارب، الذي كانوا على متنه، الخميس الماضي.

وتنشط عمليات الهجرة غير النظامية من الشمال خصوصا إلى دول أوروبية، وكان الجيش اللبناني أوقف قبل حوالي الأسبوعين، في بلدة تبنين – عكار أيضاً حوالي 113 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية بسبب تحضيرهم لهجرة سرية عبر البحر.

وتتزايد محاولات الهجرة غير النظامية من لبنان باتجاه دول أوروبية من قبل لبنانيين وسوريين، في ظلّ تدهور غير مسبوق بالأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وارتفاع معدّلات الفقر.

ومنذ أواخر عام 2019، يشهد لبنان أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي واحدة من بين أسوأ 3 أزمات في العالم، منذ أواسط القرن التاسع عشر.


اقرأ/ي أيضا: لبنان والعراق ضمنها.. اضطرابات مرتقبة بـ100 دولة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.