مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراءها في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تركز المشهد حول السيناريوهات المتوقعة ما بعد الانتخابات، فيما يتعلق بخارطة التحالفات وخيارات القوى الفائزة وإمكانية تحقيقها، لاسيما مع احتدام التنافس بين معسكر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، والمعسكر المناوئ له والممثل بحكومة يائير لبيد، وهو ما زاد من انقسام الأحزاب الأخرى وخلط الأوراق حول من سيشكل الحكومة القادمة.

سيناريو يظهر انزياح المجتمع الإسرائيلي بأغلبيته نحو اليمين، مقابل تراجع قوة حزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي، وانحسار تأثير اليسار الممثل بحزب “ميرتس” برئاسة زهافا غالئون، وانضمامه إلى حكومة يائير لبيد زعيم حزب “هناك مستقبل” مع نفتالي بينيت رئيس حزب “يمينا“، والذي أعلن اعتزال الحياة السياسية.

هذا يعني أن التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية أصبح على أساس فكر اليمين التقليدي الذي يمثله حزب الليكود بزعامة نتنياهو، وبين فكر وطرح اليمين المتطرف الذي يمثله رئيس حزب “عظمة يهودية” إيتمار بن غفير، وزعيم حزب “الصهيونية الدينية“.

بيد أن التحالفات والاصطفافات بين الأحزاب اليهودية في هذه الانتخابات يحكمها التوافق أو الانقسام حول شخصية بنيامين نتنياهو، الذي بات يمثل نقطة رفض واسعة، وجذب لأخرين، وذلك على خلفية اتهامه بملفات فساد لا يزال يحاكم بسببها.

أيضا ما يحصر السباق بين اليمين بقوة بعد انزياح اليسار من المشهد، هو تفكك القائمة المشتركة للأحزاب العربية، والتي حصلت في دورات الانتخابات السابقة على 13 إلى 15 مقعدا، لتخوض الانتخابات هذه المرة مشتتة بين تحالف الجبهة العربية والحركة العربية للتغيير، وقائمة التجمع الوطني، ينافسها تيار عريض في أوساط فلسطينية داخلية تدعو لمقاطعة انتخابات “الكنيست” الإسرائيلي.

وحول هذا المشهد الانتخابي، فأن الاستطلاعات التي تصدر تباعا تعطي أرقاما غير متفائلة لمن يخشى من سيناريو الانتخابات السادسة التي قد تكون خيارا قائما، بل مجر مسألة وقت، بخاصة وأن الناخبين الإسرائيليين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء المقبل للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف، عقِب فشل نتائج الجولات الأربع السابقة في منح أي من مرشحي رئاسة الوزراء بتشكيل ائتلاف مستقر لمدة أربع سنوات، بل إنهم جميعا شكلوا حكومات ضيقة لم يكن ضمان استقرارها متاحا، وهو ما فسح المجال لتداول عدة سيناريوهات تنتظر تشكيل الحكومة القادمة.

اقرأ/ي أيضا: التكتل الجديد في أوروبا.. ما مستقبل “المجموعة السياسية الأوروبية”؟

وجهات نظر

عن تلك الخيارات المتاحة والمتوقعة، يعتقد رئيس حركة “رايتنا” (سياسية اجتماعية اقتصادية) سامر عثامنة، أن الساحة السياسية الإسرائيلية تفتقر إلى مرشح بإمكانه تشكيل حكومة مستقرة في ظل بقاء نتنياهو بالمشهد الانتخابي، مما يعني أن سيناريو تشكيل حكومة وارد في الحسبان، لكن انتخابات سادسة ستكون مجرد مسألة وقت أيضا.

عثامنة أوضح خلال حديثه لموقع “الجزيرة نت“، أن المشهد الحزبي الإسرائيلي يشهد استقطابا يقوده نتنياهو، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى تعادل معسكر نتنياهو ولبيد، مما يعني تساوي فرصهما في تشكيل الحكومة المقبلة.

نتنياهو، يراهن وفق عثامنة، وهو محلل سياسي أيضا، على انخفاض نسب التصويت عند المواطنين العرب وتراجع تمثيلهم الحزبي بـ”الكنيست” المقبل، مع تعزيز قوة اليمين المتطرف لتشكيل حكومة ضيقة، أما يائير لبيد فيأمل في الحصول على شبكة أمان ودعم خارجي من القائمة الموحدة برئاسة عباس منصور، وتحالف الجبهة والتغيير العربيتين أيضا، “مما يؤكد أن عدم الثبات السياسي في إسرائيل سيستمر حتى بعد الانتخابات الخامسة” برأي المحلل.

خيار آخر لا يستبعده عثامنة، في محاولة لكسر حالة التعادل بين المعسكرين المتنافسين بأن يبادر وزير الجيش بيني غانتس، بعد الانتخابات لتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة أو الانشقاق عن “المعسكر الوطني” الذي يقوده والانضمام إلى حكومة مع الليكود، فيما يسعى نتنياهو للحفاظ على الهدوء والاستقرار بمعسكر اليمين الذي يتزعمه وتجنب احتمال التمرد ضده.

في السياق، تحدث يوفال كارني الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، قائلا، إن “السيناريو الأول المتعلق بتشكيل حكومة يمينية ضيقة بقيادة بنيامين نتنياهو، وهذا فرصه معقولة، في حال حصلت الأحزاب الأربعة المؤيدة له، وهي: الليكود والصهيونية الدينية وشاس ويهودوت هتوراه، معًا على 61 صوتاً أو أكثر، حيث إنها ستكون حكومة متجانسة، لكن لديها احتمالية كبيرة للصراع في ما يتعلق بإدارة شؤون الدولة، رغم أنه بالنسبة لنتنياهو فإن حكومة يمينية كاملة هي الخيار الافتراضي الأمثل، ولكن في غياب الخيارات الأخرى فإن تشكيل حكومة 61 برئاسته هو السيناريو الذي يتمتع بفرص كبيرة للتحقيق“.

كارني أشار أيضا، في تقرير ترجمته صحيفة “عربي21”، وتابعه موقع “الحل نت“، إلى أن ” السيناريو الثاني هو تشكيل حكومة وحدة برئاسة نتنياهو مع بيني غانتس، وذلك فرصه ضعيفة، فالأول وعد في عدة حملات انتخابية بأنه سيشكل حكومة يمينية فقط، وفي الممارسة العملية فضل تشكيل حكومة وحدة مع يسار الوسط، وفي السنوات الـ 13 الماضية شكّل حكومات مع إيهود باراك وتسيبي ليفني ويائير لابيد وبيني غانتس، وأجرى محادثات متقدمة مع قادة حزب العمل يتسحاق هرتسوغ وآفي غباي، لكنها باءت بالفشل، وحتى هذه المرة فإن غانتس تعهد بعدم الوقوع في مغامرة أخرى مع نتنياهو، خاصة أنه يترشح على نفس القائمة مثل غدعون ساعر، أحد كبار معارضي نتنياهو“.

اقرأ/ي أيضا: العنف يتصاعد.. ما الذي يحدث في إقليم النيل الأزرق بالسودان؟

سيناريوهات أخرى

أما السيناريو الثالث، بحسب الكاتب الإسرائيلي، تشكيل حكومة برئاسة يائير لابيد بدعم خارجي من الجبهة العربية، وأيضا فرصه ضعيفة جدا، خاصة عقب تصريحه بأن بقايا القائمة المشتركة لن يكون في حكومته تحت أي ظرف، وعلى الورق فهو لا يزال قادرا على تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من الجبهة إن تجاوزت نسبة الحسم، لكن حكومة الأقلية تكاد تكون من المستحيل إدارتها، ومن الصعب رؤية لابيد يجد لغة مشتركة مع أيمن عودة وأحمد الطيبي“.

في حين أن السيناريو الرابع، هو تشكيل حكومة وحدة بين لابيد والمنشقين عن الليكود والحريديم، وفرصه منخفضة إلى صفر، فإذا فشل نتنياهو في تحصيل 61 مقعدا، فإنه سيسمح للابيد أن يظل رئيسا لحكومة انتقالية، وسيكون هدفه محاولة تفكيك الليكود للانضمام إليه، وزعم وزير المالية أفيغدور ليبرمان، أنه إذا لم يحصل نتنياهو على 61 مقعدا فسيحدث انفجار سياسي في الليكود، ما يعني انسحاب بعض أعضائه، أو تنحية نتنياهو من قيادته، ووفقا لكارني يبدو هذا السيناريو خياليا، وبالتالي فإن فرص نجاحه منخفضة.

كارني ختم بالإشارة إلى السيناريو الخامس المتمثل بتشكيل حكومة بقيادة غانتس مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، لكنه أشار كذلك إلى أن فرصه منخفضة للغاية، لأنه في الأشهر الأخيرة شن غانتس حملة لتخليص الدولة من التخبط السياسي، وتشكيل حكومة مع واحد أو أكثر من الأحزاب المعارضة، قاصدا المتدينين، وبات يجري حوارات مع ممثليهم ويزور مدارس يهودية ومنازل حاخامية مهمة، لكن في الأيام الأخيرة وعقب ضغوط نتنياهو، فقد تصدى قادة الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة لغانتس، وأعلنوا أنهم لن يتحالفوا معه.

بدوره، كان الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية محمد الليثي يقول، إن تساوي كتلتي نتنياهو ولابيد، في استطلاعات الرأي جاءت لعدم تغير أي شيء لدى الطرفين مقارنة بالانتخابات الماضية، والتي تسببت في النهاية بفشل الحكومة الإسرائيلية، سواء فشل في التشكيل أو فشل في استمرار الحكومة الائتلافية الأخيرة بقيادة نفتالي بينيت، ويائير لابيد.

يضيف الليثي، خلال حديث سابق لموقع “الحل نت“، أنه لم يتغير شيء بالنسبة للتحالفات أيضا فلا تزال كما في السابق، وبقاؤها على هذا الحال لن يؤدي لأي تغير ما لم يحصل تغيير فيها سواء بالنسبة لنتنياهو أو لابيد، وذلك من خلال إقناع الأحزاب الصغيرة بالانضمام لهذه التكتلات للحصول على مقاعد أكبر، مع العلم أنه لا بد أن يكون لهذه الأحزاب مقاعد دائمة في “الكنيست”، وهنا يمكن أن يحصل أحد الفريقين على تشكيل الحكومة القادمة.

في هذا السياق، المتخصص في الشأن الإسرائيلي يرى أن أهم ما يؤثر في الناخب الإسرائيلي إضافة للاقتصاد، المعادلة الأمنية وهناك سباق يجري بين نتنياهو ولابيد، لتحقيق المعادة الأمنية في إسرائيل، من خلال إشعار الناخب الإسرائيلي أنهم قادرون على حمايته من أي تهديد وجودي، سواء في الحروب على قطاع غزة، لإثبات أن الفصائل في القطاع غير قادرة على تهديده، والتحكم بالوضع في الضفة الغربية، والسيطرة على الأوساط العربية في الداخل الإسرائيلي، ودعم وحماية المستوطنين الذين عادة ما يقتحمون المسجد الأقصى.

فرص نتنياهو

بالتالي، وبحسب الليثي، فإن هناك فرصة لفوز نتنياهو بلا شك، مبيّنا أن هناك توقعات بعودته قبل سقوط حكومة يئير لابيد ونفتالي بينيت، وأنه سيعود للواجهة من جديد، على الرغم من أنه يعاني من قضايا فساد ولكن ذلك لن يؤثر عليه في الفترة المقبلة، لكن الباحث السياسي غير متأكد من أن نتنياهو قادر على حسم تشكيل الحكومة بأغلبية تمكنها من الاستمرار فيما بعد، وهو ما يمثل التحدي الأهم، خصوصا مع إمكانيته بالفوز بـ61 مقعدا وتشكيل الحكومة، لكنه غير واضح إذا كان بإمكانه الحفاظ عليها من السقوط بمجرد انسحاب عضو من ائتلافه.

من جهته، يستعرض محلل الشؤون الحزبية الإسرائيلية الصحفي محمد مجادلة، سيناريوهات تشكيل الحكومة المقبلة في ظل تعمق الانقسام والاستقطاب بين المعسكرات المتنافسة وفرص كل منها، ولا سيما مع منح استطلاعات الرأي الأفضلية لنتنياهو في تشكيل حكومة يمين ضيقة.

مجادلة يقدر في حديثه لـ “الجزيرة نت”، أن إسرائيل سيلازمها عدم الاستقرار السياسي وأزمة الحكم حتى بعد حسم الانتخابات البرلمانية الخامسة، على اعتبار أن نتنياهو وبسبب ملفات الفساد التي يحاكم بسببها، هو المشكلة وليس الحل للعودة إلى الاستقرار السياسي وتشكيل حكومة مستقرة تنهي ولاية كاملة من 4 سنوات.

كما يُعتقد أن الوضع الحالي الذي أفضت إليه التحالفات الانتخابية لن يقدم أي جديد للناخب الإسرائيلي خلال المعركة الانتخابية الخامسة على التوالي، ولم يفرز أي جديد للحسم بين معسكري نتنياهو ولبيد، حتى لو حدثت بعض المتغيرات.

وفي استعراض فرص بنيامين نتنياهو وتحالفاته مقابل لبيد وتحالفاته في الانتخابات الجديدة، يشير مجادلة إلى أن نتنياهو أقرب للعودة إلى تشكيل الحكومة المقبلة، وعزا ذلك إلى تفكك القائمة المشتركة وتشتت الأحزاب العربية، وسط تقديرات بانخفاض نسبة التصويت في صفوف المواطنين العرب واتساع دائرة المقاطعة بينهم.

المحلل أوضح أنه دون انقسام الأحزاب العربية ما كان بمقدور نتنياهو الذي يواصل دعم معسكر اليمين، اقتناص فرصة تشكيل الحكومة والعودة إلى رئاسة الوزراء بحكومة يمين ضيقة قد لا تصمد طويلا، مبيّنا أنه عندما كانت الأحزاب العربية تحت مظلة واحدة هي “المشتركة” حققت إنجازا بتمثيل عربي غير مسبوق في “الكنيست”، وعجز نتنياهو عن ضمان أغلبية 61 من أصل 120 عضو “كنيست” لتشكيل حكومة، مشيرا إلى أن إسرائيل ومنذ 9 أبريل/نيسان 2019 توجهت إلى 4 معارك انتخابية فشل فيها نتنياهو في تشكيل الحكومة، ولعل أحد الأسباب كان وحدة الأحزاب العربية ضمن القائمة المشتركة.

أما اليوم في الانتخابات الخامسة يرى مجادلة، أن “نتنياهو يوظف تفكك الأحزاب العربية ويحولها إلى عامل قد يساعده في تشكيل الحكومة المقبلة في حال تراجع التمثيل العربي البرلماني، لافتا إلى أنه في مقابل سيناريو عودة نتنياهو يقف أيضا خيار بقاء “معسكر التغيير” بزعامة لبيد على كرسي رئاسة الوزراء، إذ تمنح استطلاعات الرأي معسكره 55 إلى 57 مقعدا.

اقرأ/ي أيضا: لماذا أجلت الصين إعلان أرقام الناتج المحلي الإجمالي؟

خيارات أمنة لنتنياهو

نتنياهو، بحسب مجادلة، سيكون مطالبا بالحصول على دعم وشبكة أمان من القائمة الموحدة وتحالف الجبهة والتغيير، مما يعني أنه في أحسن الأحوال سيشكل هو الآخر حكومة ضيقة غير متجانسة في تركيبتها الائتلافية، مما يعني عدم الاستقرار السياسي الذي من شأنه أن يفضي إلى انتخابات سادسة أيضا.

وأمام احتمالية تعادل فرص المعسكرين في تشكيل حكومة ضيقة، يشير مجادلة إلى سيناريو ثالث للخروج من أزمة الحكم، وهو تشكيل حكومة وحدة شاملة بالتناوب بين غانتس ونتنياهو، على أن يكون غانتس أولا، وهو ما قد ينقذ نتنياهو الذي يبحث عن طوق نجاة من ملفات الفساد، وأيضا لوأد أي تمرد ضده في حزب الليكود في حال فشل بتشكيل حكومة للمرة الخامسة.

بالتالي أن الموضوع الأساسي الذي يتم الحديث عنه هو ألا تكون هناك انتخابات أخرى بعد الانتخابات القادمة، ولذلك يركز المرشحين في كلماتهم على تكرار “إذا ما صوّتم لي فإنني سأشكل حكومة أكثر استقرارا ولن تكون هناك انتخابات إضافية” في حين يرى محللون أن 4 قضايا ستحدد اتجاه تصويت الناخبين الإسرائيليين.

القضايا الأربعة هي، ارتفاع الأسعار وشخص بنيامين نتنياهو وعدم تكرار الانتخابات والوضع الأمني، حيث يأمل الناخبون الإسرائيليون الذين سيصوّتون في الانتخابات الخامسة والعشرون، يأمل السواد الأعظم منهم ألا تنتهي هذه الانتخابات إلى جولة انتخابات سادسة، في مشهد يعبّر عن عمق الأزمة السياسية التي وصلت إليها إسرائيل.

بيد أن استطلاعات الرأي العام في إسرائيل تشير إلى توقعات بحصول كتلة نتنياهو على ما بين 59-61 مقعدا في الانتخابات القادمة، مقابل حصول كتلة الحكومة الحالية على 55-57 مقعدا، لتبقى 4 مقاعد لـ “القائمة المشتركة“.

وتخوض 40 قائمة الانتخابات القادمة، ولكن 11-12 منها فقط يُتوقّع أن تنجح بتجاوز عتبة الانتخابات والوصول إلى مقاعد “الكنيست”. وما لم يتمكن مرشح الحكومة أو المعارضة من تشكيل حكومة، فإن الإسرائيليين سيضطرون إلى العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة السادسة.

اقرأ/ي أيضا: “الباسيج” في مواجهة قمع المتظاهرين في إيران.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.