اليوم الثلاثاء، يدلي الإسرائيليون بأصواتهم، لانتخاب أعضاء “الكنيست” للمرة الخامسة في أقل من 4 سنوات، وسط منافسة شرسة على 120 مقعدا، حيث دخلت إسرائيل دائرة مفرغة من الانتخابات منذ العام 2019، وهو نفس العام الذي شهد توجيه تهم بالفساد لرئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو والذي بدوره ينفيها باستمرار.

في هذا الوقت يأمل الناخبون هذه المرة في كسر حالة الجمود بين السياسي الأكثر هيمنة في جيله ومنافسيه الكثر، وتنظم الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، كما أعلن الجيش الإسرائيلي فرض إغلاق على الأراضي الفلسطينية طوال يوم الانتخابات، ووضع “الكنيست” ترتيبا لنقل الناخبين بالمواصلات العامة مجانا يوم الانتخابات الذي سيكون عطلة، بينما يبدأ ظهور النتائج الأولية فجر الأربعاء.

مخاوف في إسرائيل من أن تقود هذه الانتخابات الوضع إلى الجمود مجددا، ما يعني الذهاب إلى انتخابات سادسة إذا فشل أحد المعسكرين الرئيسيين بحسم الانتخابات لصالحه وتشكيل حكومة.

قوائم متنافسة

وفقا للإحصاءات الإسرائيلية الرسمية، يملك 6.788 مليون ناخب حق التصويت في انتخابات الكنيست الحالية، وذلك بزيادة قدرها 3.2بالمئة عن الأعداد في انتخابات آذار/مارس 2021، وهي زيادة مصدرها نمو عدد السكان بشكل طبيعي، بجانب تدفق موجات الهجرة إلى إسرائيل، سواء بسبب جائحة كورونا للاستفادة من الخدمات الصحية هناك، أو للهروب من الحرب في أوكرانيا. ومن بين هؤلاء الناخبين، يوجد نحو 1.1 مليون عربي، بنسبة 16بالمئة من إجمالي من لهم حق الانتخاب، بينما يُمثل عرب الداخل نسبة 18.1بالمئة من إجمالي عدد سكان إسرائيل.

الإسرائيليون يدلون بأصواتهم في الانتخابات العامة “وكالات”

من الناحية الرسمية يشارك في الانتخابات الحالية 40 قائمة انتخابية، وهو متوسط عدد القوائم المشاركة في الانتخابات الخمس الأخيرة. ووفقا لأغلب استطلاعات الرأي المنشورة خلال الفترة الماضية، من المتوقع أن تنجح 11 قائمة انتخابية فقط في دخول “الكنيست”، عبر تخطي العتبة الانتخابية البالغة 3.25بالمئة من الأصوات (بما يُعادل 4 مقاعد داخل الكنيست)، وبينما هناك قائمتان تحومان حول نسبة الحسم، لا تملك باقي القوائم أي فرصة لدخول الكنيست. وغالبا ما يتقدم أصحاب هؤلاء القوائم إلى الانتخابات لاستغلال المميزات الممنوحة للمُرشحين، بما في ذلك المساحات المُخصصة لهم في البث الإذاعي والتلفزيوني الرسمي، للترويج لأنفسهم ولبرامجهم السياسية، لربما يملكون فرصة ترشح جدية في المستقبل.

من خلال متابعة الانتخابات هناك 11 قائمة رئيسية، تملك حظوظا أكبر من غيرها في الوصول إلى الكنيست، وهي، “حزب الليكود” بنيامين نتنياهو، “حزب هناك مستقبل” رئيس الوزراء الحالي، يائر لابيد، تحالف “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، تحالف “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، “حزب شاس” أريي درعي، حزب “يهدوت هتوراة” موشيه غافني، “حزب إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، “حزب العمل” ميراف ميخائيلي، “حزب ميرتس” زهافا غالون، تحالف “الجبهة الديمقراطية والعربية للتغير” أيمن عودة وأحمد الطيبي، “القائمة العربية الموحدة” منصور عباس، أمّا القائمتان اللتان تحومان حول نسبة الحسم، فهما حزب “البيت اليهودي” بقيادة أييليت شاكيد، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة سامي أبو شحادة.

إقرأ:هل ستتغير إستراتيجية إسرائيل فيما يتعلق بغاراتها على سوريا وتسليحها لأوكرانيا؟

تحالفات انتخابية واستطلاعات للرأي

العديد من المراقبين يرون أن نتنياهو يُقامر بكل ما يملك في هذه الانتخابات، بهدف العودة مرة أخرى إلى رئاسة الوزراء، لإنقاذ سمعته السياسية، والهروب من قضايا الفساد التي تُلاحقه، وهو ما جعله يتجه لتشكيل تحالف ذي توجه يميني متطرف. ويدور الجدل هنا تحديدا حول شخصين، هما بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، من تحالف “الصهيونية الدينية”، الذي يشكل، بجانب حزب “الليكود” والأحزاب الحريدية “شاس ويهدوت هتوراة”، الكتلة الانتخابية لنتنياهو. ويبدو أن نتنياهو لا يملك خيارات أخرى للانتصار سوى عن طريق هذا التحالف.

أما يائير لابيد، رئيس الوزراء الحالي، فتتشكل كتلته بالأساس، بجانب حزبه “هناك مستقبل”، من أحزاب “الوحدة الوطنية، وإسرائيل بيتنا، والعمل، وميرتس”، بجانب “القائمة العربية الموحدة” بقيادة منصور عباس. بينما تدفع قائمة “عودة والطيبي” أنها لن تُشارك في أي حكومة إسرائيلية قادمة.

بالنسبة لأحدث استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي أُجريت حول انتخابات “الكنيست”، وفرص كل كتلة في تشكيل الحكومة القادمة كانت النتائج كالتالي، من بين آخر سبعة استطلاعات رأي تم رصدها، حصلت كتلة نتنياهو في أربعة منها على 60 مقعدا، في مقابل 56 مقعدا لكتلة لابيد. وفي استطلاع واحد حصلت كتلة نتنياهو على 59 مقعدا مقابل 57 لكتلة لابيد. ولم ينجح نتنياهو في تجاوز حاجز الـ 60 مقعدا (المؤهل لتشكيل الحكومة) سوى في استطلاعين فقط.

 

على الرغم من أن نتائج هذه الاستطلاعات تُرجح أن إسرائيل تتجه إلى وضع “الجمود” من جديد، وأن كلا الكتلتين الرئيسيتين ربما تفشلا في تشكيل الحكومة، فإن أداء كتلة نتنياهو قد تطور خلال الأسابيع الأخيرة، وبعدما كان يحوم حول 59 مقعدا، صار أقرب إلى 60 مقعدا، وهو ما قد يمنحه أملا في تشكيل الحكومة الجديدة، حتى ولو بأغلبية هشة للغاية.

تطور أداء كتلة نتنياهو لم يكن بسبب نصيب “الليكود” والذي تراجعت مقاعده مع مرور الأسابيع، فبعدما كان يحوم على 35 مقعدا، تقلص نصيبه إلى ما يقارب الـ 31 مقعدا في المتوسط. وهو ما يعود إلى استراتيجية نتنياهو، الذي ركز على تجنب أي إهدار لأصوات اليمين، وعمل على توحيد أحزاب كتلته، بحيث إن ما يتسرب من أصوات “الليكود” يذهب إلى تحالف “الصهيونية الدينية” بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

 في المقابل تراجعت حظوظ كتلة لابيد نسبيا، مع العلم أنه لم يصل أبدا خلال الشهور الماضية في أي استطلاع إلى المقعد الـ 61 المؤهل لتشكيل الحكومة. وقد اعتمد لابيد على تعظيم نصيب حزبه، والذي زاد من 21 إلى 24 مقعدا حاليا، ولكن يبدو أن هذه الزيادة كانت على حساب كتلته، وليس خصما من كتلة اليمين.

أداء الأحزاب الحريدية “شاس، ويهدوت هتوراة” اتسم بالثبات خلال الأشهر الماضية، حيث من المرجح أن تحصد 15 مقعدا، وبالنظر إلى أن استطلاعات الرأي غالبا ما كانت تخصم مقعدا واحدا من الأحزاب الحريدية خلال الانتخابات السابقة، فقد يحصد الحزبان خلال هذه الانتخابات 16 مقعدا، وهو أمر قد يمنح المزيد من القوة لكتلة نتنياهو، ويرفع حظوظه في تشكيل الحكومة، خاصة في ضوء بعض التوقعات بارتفاع نسبة المشاركة في صفوف الحريديم.

أمّا حزب “البيت اليهودي” والذي تُجمِع الاستطلاعات أنه لن يكون قادرا على تخطي العتبة الانتخابية ودخول “الكنيست”، فقد تطور أداؤه بشكل مُلفت في الأسابيع الأخيرة، وإذا ما نجح في الحصول على 4 مقاعد خلال الانتخابات ودخل “الكنيست”، فربما يُحدث انقلابا في مسار الأحداث. فبعد الخلافات الأخيرة بين رئيسة الحزب، أييليت شاكيد، ونتنياهو، ودعوة الأخير لجمهور اليمين لعدم التصويت لحزبها، فقد تتجه شاكيد في حال دخولها الكنيست إلى كتلة لابيد، كما فعل سلفها، نفتالي بينيت، من قبل، وهو ما قد يُمكّن لابيد من تشكيل الحكومة.

أيضا في ظل التوقع بتراجع نسبة التصويت بين العرب، تُجمِع استطلاعات الرأي الأخيرة على أن نصيب الأحزاب العربية لن يتخطى الـ 8 مقاعد، منها 4 للقائمة العربية الموحدة، و4 لتحالف عودة والطيبي، في مقابل عدم قدرة حزب التجمع الوطني على تخطي العتبة الانتخابية ودخول “الكنيست”.

أبرز الاتجاهات المؤثرة بالانتخابات

تراجع معدلات التصويت بين العرب وارتفاعها عند اليهود المتدينين، غالبا ما تتركز الأنظار في كل انتخابات إسرائيلية على نسبة المشاركة بين العرب، بعدما أثبتت خلال السنوات السابقة قدرتها على منح أفضلية للأحزاب العربية، غالبا ما تُزعِج كتلة اليمين. وتُشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نسبة التصويت المتوقعة بين العرب في إسرائيل تتراوح بين 39بالمئة و43بالمئة، بينما نسبة التصويت داخل المجتمع اليهودي ستتراوح بين 71بالمئة و72بالمئة، من بين المقيدين في سجلات الناخبين.

من المتوقع أن يلعب المتدينون دورا أكبر في هذه الانتخابات، وهم عادة ما يكونون أصحاب نسبة مشاركة مرتفعة مقارنة بأتباع التيارات العلمانية، حيث تصل نسبة التصويت لدى الحريديم إلى ما بين 90بالمئة و92بالمئة، وتبلغ بين أتباع التيار الديني الصهيوني 88بالمئة، وهو الأمر الفارق حاليا في منح الأفضلية النسبية لمعسكر اليمين بقيادة نتنياهو.

تصدر الوضع الاقتصادي اهتمام الناخبين الإسرائيليين، بحسب استطلاع للرأي أجراه “معهد ديمقراطية إسرائيل” في جامعة تل ابيب، ونُشرت نتائجه في آب/أغسطس 2022، فإن العامل الرئيسي الذي سيؤثر على الناخبين عند التصويت في انتخابات “الكنيست” هو برنامج الحزب في القضايا الاقتصادية. إذ قال 44بالمئة من الإسرائيليين إن برنامج الحزب بشأن غلاء المعيشة سيحدد اتجاه تصويتهم، و24بالمئة ذكروا أن تصويتهم سيكون وفق هوية رئيس الحزب.

الأمر ذاته الذي أكده مسح أجراه معهد القدس للاستراتيجية والأمن”جي آي إس إس”، في أيلول/سبتمبر 2022، حيث أشار 48بالمئة من الناخبين إلى أن الوضع الاقتصادي وتكاليف المعيشة تتصدر قائمة اهتماماتهم، بينما رأى 19بالمئة أن قضايا الأمن القومي هي الأهم.

استنادا إلى دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، بلغت نسبة البطالة في إسرائيل 3.9بالمئة في أيلول/سبتمبر 2022، هبوطا من 4.1بالمئة في آب/أغسطس الماضي. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2بالمئة في أيلول/سبتمبر الماضي مقارنةً بآب/أغسطس. ومنذ بداية العام الحالي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 4.3 بالمئة.

صعود غير مُعتاد للأحزاب اليمينية القومية، حيث يعتبر البعض أن صعود إيتمار بن غفير هو أحد الأحداث الرئيسية للانتخابات الحالية. وبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن كتلته الانتخابية “الصهيونية الدينية” سوف تحتل المركز الثالث في سباق “الكنيست”، بعدد مقاعد قد يصل إلى 14 في المتوسط، فيبدو أن بن غفير وحليفه بتسلئيل سموتريتش سوف يصعدان بالأحزاب اليمينية القومية في إسرائيل إلى مستوى تمثيل غير مسبوق تاريخيا.

بن غفير نجح في تحويل دعايته إلى موجة شعبوية، تناقلتها وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها بين مؤيد ومعارض، وحوّلتها إلى أحد محاور هذه الجولة الانتخابية. وغالبا ما يُروج بن غفير لآرائه المتطرفة، التي يصفها معسكر اليسار بالعنصرية، وهو تلميذ اليميني المتطرف، مائير كهانا، وقد مُنع لهذا السبب من الخدمة في الجيش.

 العديد من السياسيين الأمريكيين، بمن فيهم السيناتور روبرت مينينديز والنائب براد شيرمان، وكلاهما من داعمي إسرائيل، حذروا نتنياهو من تشكيل حكومة تضم بن غفير. في حين حذر العديد من كبار القادة اليهود في الولايات المتحدة من أنه سيكون من الصعب الدفاع عن المواقف الإسرائيلية أمام الإدارة الأمريكية إذا كان بن غفير وزيرا في الحكومة القادمة. ويخشى الكثيرون أن يؤدي صعود بن غفير إلى إلحاق ضرر دبلوماسي بإسرائيل، خاصة أن تصريحاته وأفعاله كوزير قد تؤجج التوترات في منطقة مشتعلة بالفعل.

سيناريوهات تشكيل الحكومة الإسرائيلية

 بعد انتهاء التصويت، ورسم الخريطة النهائية لأعضاء “الكنيست”، تبدأ مرحلة تشكيل الحكومة، حيث يُقدم كل حزب توصية إلى الرئيس الحالي، إسحاق هرتسوغ، بشأن زعيم الحزب الذي يجب أن يحصل على الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة كرئيس للوزراء. وإذا نجح هذا القائد في تأمين 61 صوتا داخل “الكنيست”، من خلال وعود تتعلق بتوزيع المقاعد الوزارية وتخصيص ميزانية خاصة لبعض الجهات والمشروعات، سيتمكّن من تشكيل الحكومة.

لكن إذا فشل، سيمنح الرئيس الإسرائيلي فرصة لصاحب المركز الثاني في ترشيحات الأحزاب، وإذا فشل، يتم حل “الكنيست”، ويعود الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع مرة ثانية، في أوائل عام 2023، أما أبرز سيناريوهات تشكيل الحكومة فهي كالتالي.

 الأول عودة نتنياهو، هو احتمال قائم بشدة، وتعززه نتائج بعض استطلاعات الرأي، خاصة إذا نجح الحريديم واليهود المتدينون في جذب المزيد من أصوات مناصريهم. ولكن من المؤكد أنه إذا نجح نتنياهو في تشكيل الحكومة، فسيكون بأغلبية متواضعة للغاية، ستبلغ على أقصى تقدير 62 مقعدا.

المشاركة العربية في الانتخابات الإسرائيلية “وكالات”

الثاني هو استمرار لابيد، منذ حل “الكنيست”، ووفقا لاستطلاعات الرأي، لا يملك يائير لابيد أي فرصة لتشكيل الحكومة، وأقصى ما يحاول الوصول إليه هو حرمان نتنياهو من حصد الأغلبية، حتى يتجه إلى انتخابات جديدة. وخلال فترة ما قبل هذه الانتخابات، ستستمر حكومة لابيد لتسيير الأعمال، وبالتالي ربما يمكنها تغيير بعض ديناميات الوضع الحالي لقلب دفة الرأي العام لصالحه، وهناك 4 عوامل يمكن أن تساعد لابيد بالعودة لرئاسة الحكومة.

نجاح لابيد في جذب الجمهور اليساري المعارض لنتنياهو، والذي كان يمتنع عن التصويت خلال الجولات السابقة، وهو ما قد يُحدث انقلاباً في نتائج الانتخابات، أن تتعدى نسبة التصويت بين العرب الاحتمالات المتواضعة القائمة، وهو ما يعزز من فرص ومقاعد الأحزاب العربية، ربما على حساب معسكر نتنياهو، بما يمنح “القائمة العربية الموحدة” وكتلة لابيد، مقاعد إضافية كافية لتشكيل الحكومة، وأن يتم إقناع قائمة “عودة والطيبي” بالانضمام إلى حكومة لابيد، أن ينجح حزب “البيت اليهودي”، بقيادة شاكيد في تخطي العتبة الانتخابية، ليُقرر معاقبة نتنياهو، وينضم إلى حكومة لابيد.

أما الثالث فهو استمرار الجمود والتوجه لانتخابات جديدة، ربما يكون هو الاحتمال الأقرب حتى الآن، فلا ينجح نتنياهو ولا لابيد في تشكيل الحكومة القادمة، مما يعني حل “الكنيست” الجديد، واستمرار حكومة لابيد في تسيير الأعمال، لحين إجراء انتخابات جديدة في مطلع عام 2023. وهذا أمر لن يكون مُرهِقا فقط للنظام السياسي الإسرائيلي، ولكنه سيُلقي بظلاله على الرأي العام، ويزرع الشك مُجددا في ثقة الإسرائيليين في نظامهم الانتخابي، كما أنه سيضيف المزيد من الأعباء الاقتصادية إلى كاهل الموازنة العامة، ومستوى الأسعار والاقتصاد الإسرائيلي ككل.

دور حالة العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل

أحداث العنف الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ألقت بظلالها على الانتخابات، فيوم الأحد الفائت وجه الطيبي نداء باللغة العبرية للإسرائيليين اليساريين وحثهم على المساعدة في منع نتانياهو من العودة إلى السلطة، قائلا “بدوننا سيشكل اليمين حكومة أغلبية … نحن بحاجة لكم لمنعهم” من ذلك.

في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي الإثنين، نوه نتانياهو إلى أن “مستقبل إسرائيل على المحك”. وتساءل “أين نوع من الحكومة سيكون لدينا، حكومة لابيد والإخوان المسلمين” في إشارة إلى القائمة الموحدة بزعامة عضو “الكنيست” العربي منصور عباس.  وشدد نتانياهو “علينا كسر التعادل والفوز”.

بحسب مختصين بالشأن الإسرائيلي، فإن العنف المتزايد بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يساعد نتانياهو في إقناع الناخبين بأنه الوحيد القادر على الحفاظ على سلامتهم. وكتب إيال في صحيفة يديعوت أحرونوت “غالبا ما يكون للإرهاب الكلمة الأخيرة في الانتخابات الإسرائيلية”. وأضاف “إذا حصل ذلك فعادة ما تدفع حكومات يسار الوسط الثمن الانتخابي”.

قد يهمك:إسرائيل تقصف مناطق نفوذ روسي بسوريا.. موسكو موافقة وطهران متخوفة؟

يوم واحد يفصل عن بدء ظهور النتائج الأولية للانتخابات، حيث سيكون أمام الحكومة القادمة في حال نجحت إحدى الكتلتين بتشكيها العديد من التحديات سواء في الداخل الإسرائيلي في الاقتصاد والأمن، وعلى المستوى الخارجي، كالتواجد الإيراني في المنطقة، والغزو الروسي لأوكرانيا، والعلاقات الإقليمية، وعلى رأس التحديات العلاقة مع الفلسطينيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.