في الوقت الذي يعاني فيه العراق من تلكؤ في تجهيز المواد الغذائية ضمن حصص البطاقة “التموينية”، كشفت وزارة التجارة العراقية يوم الخميس الفائت، عن تفاصيل خطة من المقرر أن تعتمدها قريبا لاستبدال حصة المواطن بالبطاقة التموينية من الطحين بخبز “الصمون”.، بيد أن هذه الخطة جاءت مفاجئة للعراقيين.

القصة بدأت عندما، صرح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، محمد حنون، لوسائل إعلام محلية، قائلا إن وزارة التجارة ستقوم باستبدال حصة الطحين بالصمون من المخابز والأفران، مبينا أن القطاع الخاص من الأفران والمخابز هو من سيقوم بعملية الاستبدال.

حنون أضاف الخميس الماضي، أن استبدال حصة الطحين بالصمون سيكون اختياريا وليس إجباريا، وفي مناطق محددة كتجربة أولية للخطة، مبينا أن، من بين المناطق المرشحة هي مناطق الداودي والمنصور والحارثية في جانب الكرخ من العاصمة بغداد.

الحد من سرقات حصص المواطنين

فيما أشار إلى أن، الدافع الرئيسي وراء ذلك هو حدوث سرقات لحصة المواطن من الطحين، ولا يتم استلامها بحجة أو بدونها، كما أن بعض الأسر في بعض المناطق لا تستلم الطحين أساسا وتقوم ببيعه بسعر بخس لا يصل 10 آلاف دينار.

اقرأ/ي أيضا: موسم الكوميديا الرمضاني في العراق.. وفرة إنتاجية ومحتوى فارغ؟

في سياق ذا صلة، أعلن وزير التجارة اثير داود الغريري، اليوم الاثنين، طرح مبادرة استبدال مادة الطحين بالرغيف اختياريا، وذكر في بيان تلقاه موقع “الحل نت”، أن التجارة تعتزم المباشرة بمشروع الرغيف المدعوم بمبادرة استبدال حصة الطحين لمن يرغب من العوائل المشمولة بنظام البطاقة التموينية بالصمون او الخبز وفق دراسة أعدتها الشركة العامة لتصنيع الحبوب.

الوزير وبحسب البيان أضاف، أن مبادرة استبدال حصة الطحين بالرغيف المدعوم ستكون اختياريا، وجاءت بناء على دراسة اعدتها لجنة مختصة من أقسام الشركة لصالح العوائل التي لا تستخدم الخبازة المنزلية وتبيع حصصها من الطحين بأسعار زهيدة الى الوكلاء أو الدوارة، من خلال استبدال حصة الطحين بالصمون أو الخبز.

المناطقة الغنية أولا

كذلك أضاف، أن الدراسة تضمنت طرح مشروع الرغيف المدعوم الاختياري باستبدال حصة الطحين بالصمون أو الخبز بواقع 120 صمونة لكل فرد بالشهر الواحد أو 90 رغيف من الخبز، مشيرا إلى أن تطبيق هذا المشروع سيكون ابتداء بالمناطق “الغنية” على أن يكون اختياريا بالنسبة للعوائل باستخدام بطاقات تجهيز الكترونية تضمن حق المستفيد باستلام حصته اليومية من الخبز أو الصمون، بواقع أربعة صمونات للفرد الواحد يوميا.

البطاقة التموينية العراقية/ إنترنت + وكالات

مبادرة وزارة التجارة وفق المعطيات المطروحة والمتوفرة لدى الوزارة، ستسهم في حال تطبيقها على توفير مبالغ مالية كبيرة كانت ضائعة بين أطراف عملية توزيع الطحين في المناطق المستهدفة، حيث يباع الطحين من قبل العوائل بأسعار زهيدة لا ترقى إلى كلفة إنتاجه، وتحقيق أقصى فائدة ممكنة بتقنين الضائعات من عملية إنتاج وتجهيز الطحين بالآلية المعمول بها حاليا، وفق ما نقل البيان عن الوزير قوله.

اقرأ/ي أيضا: حوار مرتقب بين الحكومة المغربية والنقابات.. خطوة لتهدئة الغضب الجماهيري؟

هذا وتعاني وزارة التجارة من التلكؤ في تجهيز مواد البطاقة التموينية بالرغم من قلتها بعد أن خفّضت الوزارة مفردات البطاقة إلى خمس مواد والتي من المفترض أن تصل الى المواطن بشكل سلس وتشمل المواد الخمسة الرز والسكر والمعجون والزيت والطحين. 

كانت البطاقة التموينية قد صدرت للمرة الأولى في العراق عام 1990 بُعيد غزو العراق الكويت، في محاولة من الحكومة العراقية آنذاك لتخفيف الآثار الاقتصادية التي تسبب بها فرض “مجلس الأمن” الدولي حصارا اقتصاديا على العراق نتيجة الغزو.

أهداف البطاقة التموينية

الهدف كان من اعتماد البطاقة حصول كل أسرة داخل العراق على حصة غذائية شهرية بسعر رمزي، توزع من قبل وزارة التجارة عبر وكلاء التموين في مراكز التموين في كل منطقة ومدينة ومحافظة، لكن سرعان ما تحولت البطاقة التموينية إلى وثيقة رسمية معتمدة بشكل رئيسي في دوائر الدولة العراقية.

البطاقة التموينية تتضمن اسم معيل الأسرة واسم المحلة والزقاق والدار وعدد أفراد العائلة واسم وكيل التوزيع عموما، وعلى الرغم من عدم توفر إحصائية حديثة بعدد الوكلاء فإن تقارير تشير إلى وجود نحو 45 ألف وكيل يتولون توزيع المواد الغذائية.

يشار إلى أن وزارة التجارة تضطر لتوزيع حصة البطاقة التموينية من المواد الغذائية على جميع العراقيين البالغ عددهم 42 مليون نسمة، وذلك لعدم امتلاكها قاعدة بيانات رصينة يمكن أن تعتمد عليها في حجب غير المستحقين ممن هم خارج البلاد أو المتوفين أو أصحاب الشركات وذوي الدخل المرتفع الذين يُقدر عددهم بنحو 5 ملايين نسمة، حسب تصريح أدلى به الوكيل الإداري لوزارة التجارة ستار الجابري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات