بعد إسدال الستارة عن نهاية مسلسل “الزند” في حلقته الأخيرة التي استحوذت على اهتمام واسع من جماهير “دراما رمضان”، حتى اعتبرها البعض أنها أفضل نهاية لمسلسل درامي هذا الموسم بين مسلسلات رمضان، الأمر الذي جعل الجماهير تنتظر جزء ثاني للمسلسل رغم أن النهاية لم تؤكد أو توحي بذلك.

نهاية عظيمة

جمهور الدراما في رمضان، أشاد بنهاية مسلسل “الزند”، الذي نجا منفردا ربما من “المطمطة”، وانتهت الحلقة الأخيرة بكم هائل من مشاعر الحزن والكدر والخسارات المعنوية على الرغم من أن بطل الحكاية بقي سالما وحظي بكثير ممّا أراد.

بالحديث عن إمكانية تصوير جزء ثاني من المسلسل، أكد الممثل الفرزدق ديوب، أن الشركة المنتجة لـ”الزند”، اتخذت قرارا بعدم إنتاج جزء ثاني للمسلسل، وذلك رغم النجاح الكبير والأصداء الإيجابية التي حققها خلال عرضه في رمضان.

ديوب الذي أدى دور عبد الرحمن وهو أحد أصدقاء عاصي بطل المسلسل وشاركه في كل المهام التي أداها، أضاف في تصريحات إذاعية عبر “المدينة إف إم”، “المسلسل حقق نجاح كبير، في حال قرروا إنتاج جزء ثاني، فيحتاج العمل سنة كاملة للكتابة فقط وبالتالي خرج من السباق الرمضاني القادم”.

كذلك أكد أن الشركة المنتجة تشاورت مع كادر العمل، وتم اتخاذ قرار بالتوجه لإنتاج عمل جديد وبقصة جديدة، مؤكدا أن الكادر قادر على إنتاج عمل جديد وبنفس السوية خلال الموسم القادم.

من جهته شوّق المنتج صادق الصباح مدير شركة “الصباح” للإنتاج الفني، الجمهور مؤكدا أنه يجري التحضير  لعمل جديد يحقق بصمة درامية عربية أخرى، وقال في رسالة موجهة إلى فريق عمل “الزند”، “تحية من القلب لكل فريق مسلسل الزند على النجاح الباهر، الذي حققه العمل على صعيد العالم العربي والاجماع الجماهيري والإعلامي الذي حظي به”.

قد يهمك: مشهد محذوف من “العربجي” يثير الجدل.. كيف علق باسم ياخور؟

الصباح كشف عن انطلاقة جديدة لعمل جديد الموسم القادم، وبالتالي نهاية مسلسل “الزند” بجزء واحد فقط، والذي لعب فيه الممثل السوري تيم حسن دور البطولة، وأخرجه سامر البرقاوي.

تيم حسن من جانبه كشف عن مسلسل جديد يليق بالتطلعات بعد تأكيده أن مسلسل “الزند” كان محطة كبيرة وهامة من، وأضاف “نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم ما يرضيكم. اتجه والشركاء صادق الصبّاح سامر البرقاوي عمر أبو سعدة وزيّاد الخطيب إلى مسلسل جديد ورحلة جديدة تليق بتطلعاتكم إن شاء الله. شكرا للجمهور الحبيب، أنتم زادنا وزوادنا”.

مجمل آراء الشارع السوري اجتمعت حول مسلسل “الزند”، وأنهم الأفضل ويشاهدونه في موسم دراما رمضان 2023، رغم اختلاف بعض الناس حول الأفكار التي تدور في العمل، فيما يتعلق بأعمال قطاع الطرق وغيرهم. لكن المسلسل من وجهة نظرهم يقدم نوعا جديدا من الدراما ويروي حكاية شعبية تاريخية معينة، وباللهجة المحلية “الساحلية”، وهذا ما شدهم وجذبهم للمتابعة، حسب الآراء.

قصة “الزند”

كذلك، ربما لكون فكرة المسلسل مستوحاة من قصة حقيقية حدثت في القرن الماضي، فأثار اهتمام المتابعين وحقق نسبة عالية من المشاهدات، وما يميز المسلسل أيضا أنه باللهجة المحلية “الساحلية” التي ينتمي إليها الممثل تيم حسن، والذي تعود أصوله إلى قرية “الشيخ بدر” في ريف مدينة طرطوس، إضافة إلى تمكّن تيم حسن من تقمّص ذات شخصية السكان المحليين للمنطقة الساحلية من خلال إتقان اللهجة، وتربية شاربه، وطريقة مشيته، وفق بعض الآراء.

هذه اللهجة الساحلية رغم صعوبة فهمها من قبل المشاهد في الوطن العربي، لاقت قبولا واسعا، وخير دليل على هذا الرأي هو مسلسل “ضيعة ضايعة” المسلسل الكوميدي السوري الساخر الذي كان بلهجة أهل الساحل السوري في اللاذقية ودارت أحداثها في ضيعة بسيطة وفقيرة اسمها “أم الطنافس الفوقا”، الذي حقق نجاحا باهرا.

النقاد يعتقدون أن المسلسل حقق نسبة مشاهدة عالية لأنه أول مشاركة لتيم حسن في عمل مختلف عن مسلسل “الهيبة” منذ سنوات، ولأنه يظهر من خلاله في دور جندي سابق يحاول تصحيح أخطاء ماضيه وردّ الحقوق لأصحابها، فضلا عن تناول العمل في إطاره الأساسي، حقبة الإقطاعيين خلال الحرب العالمية الأولى، ونضال الفلاحين لاستعادة أراضيهم، وأنه يروي معاناة الطبقة الكادحة من القهر والظلم وهو ما يعبّر عن آلام وأوجاع المشاهدين في الوطن العربي ولا سيما سوريا ولبنان.

كما استحوذت شارة “الزند” على قلوب المشاهدين لأنها مستوحاة من ثقافة أحد مكونات المجتمع السوري؛ الساحل السوري، ولكونها من “العتابا الساحلية” القديمة والمتداولة حتى اليوم.

مسلسل “الزند”، احتل مكانا متقدما في السباق الرمضاني منذ الحلقة الأولى، وتصدّر الترند في عدة دول عربية، وتدور أحداثه في المنطقة الواقعة بين سوريا ولبنان، على ضفاف نهر “العاصي”.

أما بداية الحكاية فتبدأ برواية قصة والد “عاصي الزند” الذي كان يسعى لتسجيل ملكية أرضه الزراعية لأبنائه في “الطابو”؛ وذلك لضمان عدم الاستيلاء عليها من قبل “نورس باشا”، أنس طيارة، الذي كان يستولي على أراضي السكان في المناطق الساحلية بسوريا إبان الحكم العثماني، وفي زمن الإقطاع تحديدا.

تاليا، يرسل “نورس باشا” أحد رجاله واسمه “إدريس”، إلى بيت والد عاصي من أجل الحصول على “الطابو” ليستولي على الأرض، وعلى إثر مقاومته له، قام إدريس بقتل والد عاصي، الذي حاول بدوره أن يقتل إدريس من خلال ضربه بالسكين في عينه ثم هرب.

بعد مرور نحو عقدين من الزمن، يعود “عاصي”، إلى قريته من أجل الانتقام لوالده بعد انتهاء أداء خدمته العسكرية، ومن أجل الالتقاء بشقيقته “عفراء” وهي الوحيدة المتبقية من أسرتها بعد وفاة والديها، لتروي له ما عانته في غيابه، بعد ذلك يجد نفسه في مواجهة “نورس باشا” الذي يمتلك نفوذا وسلطة قوية في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات