مع انضمام الأنشطة الصيفية ورحلات السياحة إلى الساحل السوري إلى قائمة “المحرّمات” بالنسبة لمعظم السوريين، تراجع الاهتمام الحكومي بالسياح المحليين في البلاد، حيث تركز الاهتمام الحكومي على تجهيز منشآت سياحية مناسبة للسياح الأجانب، وبسبب أسعارها المرتفعة فهي ممنوعة عن معظم العائلات السورية.

العديد من المنشآت الصيفية والمنتجعات تم افتتاحها هذا العام لجذب السياح الأجانب، وتأكد خلوّ هذه المنشآت من السياح المحليين السوريين، إلا أولئك القادمين من بلدان اللجوء الراغبين بقضاء عطلة الصيف في بلادهم.

فالمنتجعات التي تسميها الحكومة “منتجعات شعبية”، هي أماكن مخصصة للسوريين ويكون مستوى الخدمات فيها عادة متدني بشكل كبير، وقد أوضح مدير الشركة السورية للنقل والسياحة فايز منصور، أن شاطئ الكرنك العائلي يحوي 33 شاليه على البحر وملاعب رياضية ومطاعم ومقاهي شاطئية وألعاب أطفال وساحة للمناسبات والمهرجانات، ويتم العمل على زيادة عدد الشاليهات فيه لحوالي 25 شاليه أخر ليكونوا ضمن الموسم القادم.

توجه للسياح الأجانب؟

منصور نفى في تصريحات نقلتها إذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، أن يكون التوجه الحكومي نحو السياحة الخارجية فقط، وأضاف “المواطن أهم من السائح الأجنبي”، لكن مصادر محلية أكدت أن الاهتمام الحكومي عادة ما يتركز على المنتجعات الفارهة التي تجذب السياح من خارج البلاد.

“على المسبح ما فينا نروح”، قال ياسين عبد الرحمن وهو أب في عائلة مكونة من سبعة أفراد، ويعمل سائق لسيارة أجرة، مؤكدا أنه لم يعد يقوى أبدا على تحمّل مصاريف السياحة إلى مناطق الساحل، رغم أنه يعمل هو وزوجته واثنين من أولاده.

عبد الرحمن أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “لا سياحة شعبية ولا سياحة فخمة، ذهبت العام الماضي إلى اللاذقية وكنت اختار أرخص الخدمات، كنا 5 أشخاص ودفعت ما يقارب 600 ألف ليرة سورية، هذا العام ربما تحتاج لمضاعفة هذا المبلغ عدة مرات.. المنشآت التي يتم الإعلان عن افتتاحها هي للنظر بالنسبة للسوريين، من الطبيعي أن تستهدف السياح الأجانب، انهيار العملة المحلية أفقدنا القدرة على تحمّل تكاليف هذه الأشياء”.

التكاليف المرتفعة في الخدمات المقدمة في المناطق الساحلية، أفضى إلى افتتاح العديد من المشاريع السياحية لـ”السياحة الشعبية” بمبادرات فردية، حيث تم تشييد العديد من المشاريع في منطقة وادي قنديل في اللاذقية، التي تتضمن افتتاح أكواخ خشبية وتأجيرها للعائلات، بتكلفة تصل إلى 60 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، وكذلك تم افتتاح مشروع مماثل في محافظة طرطوس حيث تكلفة الليلة الواحدة 80 ألف ليرة سورية، ويتسع لأربعة أشخاص، وهي الأخرى تعتبر مرتفعة مقارنة بمتوسط الاجور في البلاد.

هذا الغلاء في أماكن الأنشطة الصيفية، كان السبب في أن تسجّل الحدائق والمنتزهات العامة، إقبالا متزايدا خلال الأيام الأخيرة، لا سيما مع انتهاء الموسم الدراسي هذا العام، حيث يقضي السوريون أوقاتهم في الحدائق كبديل عن الأماكن المأجورة.

قد يهمك: الزراعة المنزلية.. وسائل جديدة للتغلب على صعوبات المعيشة في سوريا

في العاصمة دمشق سجّلت الحدائق العامة، ارتفاعا في نسبة ارتيادها وصلت إلى 90 بالمئة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتَركّز الدخول على المنتزهات المجانية مع بدء موسم العطلة وفصل الصيف، حيث تُعتبر هذه الأماكن وجهة أساسية للعوائل لمجّانيتها من جهة ونظافتها من جهة أخرى إضافة لوجود الألعاب التي يتمتع بها الأطفال.

إقبال على الحدائق

مدير الحدائق في دمشق سومر فرفور، أكد أن الحدائق في أيام عطلة نهاية الأسبوع تكون ممتلئة بالكامل ضمن مدينة دمشق، مع وجود كافتيريات في حديقة تشرين أما باقي الحدائق التي لا يوجد فيها بوفية أو كافتيريا فهي مخدّمة من خلال كشك موجود خارج حرم الحديقة يخدم الزائرين ويجدون فيه ما يحتاجونه من أطعمة ومقبلات.

من جانبه أكد رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات بدمشق كمال النابلسي في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن بعض المنتزهات تتقاضى رسوم دخول لكنها رمزية، وأضاف في تصريحات صحفية “الكرسي بـ 1000 ليرة أما فتح الطاولة مع علبة محارم صغيرة وعبوة ماء بـ 3000 ليرة، وهذه الأسعار غير قابلة للزيادة تحت طائلة عقوبة السجن”.

في دمشق مثلا يوجد 100 نقطة تنزّه، موزّعة بين 177 حديقة، و 756 حرشا، و177 ساحة عامة، حيث  يُسمح للأهالي بإدخال الأراكيل والطعام إلى الحدائق، ولكن لا يُسمح بظاهرة بيع الأراكيل غير معروفة المصدر، “إلى جانب أن عدد الحراس غير كاف” بحسب حديث المعنيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات