في حين لا تزال انبعاثات تنظيم “داعش” الإرهابي تثير بعض المخاوف، عقب التوترات الأخيرة التي تشهدها سوريا والمنطقة بشكل عام، كشفت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن هوية قيادي بارز في “داعش” كانت قد اعتقلته في وقتٍ سابق، بمدينة الرقة، شمالي سوريا.

إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني عراقي، الأحد، أن 192 عائلة عراقية، يبلغ عددها الإجمالي 776 شخصا، تتجه للعودة إلى بلادها، بعد خروجها من مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا.

اعتقال قيادي في “داعش”

نحو ذلك، أعلنت “قسد” في بيان رسمي، أنها تمكنت من التعرف إلى هوية ونشاط قيادي في “داعش” كانت قد اعتقلته في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بمدينة الرقة، وبدعم من التحالف الدولي.

وأردف نص البيان الذي أصدره المركز الإعلامي لـ”قسد” يوم السبت، أن “وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) ألقت القبض على قيادي خطير في تنظيم داعش، في وقت سابق بالرقة شمالي سوريا”.

كما أن الوحدات “تمكنت من إلقاء القبض على محمد صخر البكر، الملقب بـ (خالد الشامي)، وكان قد شغل نائبا للقائد العسكري في ولاية الشام”، طبقا لبيان المكتب الإعلامي لـ”قسد”.

البيان ذاته لفت إلى أن “البكر” شارك كـ”قيادي” في الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة مطلع العام الماضي 2022، كما أنه أحد المخططين للهجمات في سوريا ومناطق “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص. وقد أصيب 8 مرات خلال سنوات انضمامه لـ”داعش” في سوريا.

من جانب آخر، تم اعتقال عنصرين من عناصر تنظيم “داعش”، في عملية أمنية نفذتها وحدات خاصة تابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، وبإسناد جوي من قبل طيران التحالف الدولي، في منطقة جفرة بريف دير الزور الشمالي.

وبحسب مصادر لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن العنصرين من المسؤولين عن تنفيذ الهجمات ضد العاملين في مؤسسات “الإدارة الذاتية” والعسكريين في مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، حيث جرى اقتيادهما إلى المراكز الأمنية تابعة لـ”قسد”.

إعادة 192 عائلة “داعش”

في المقابل، غادرت حافلات تقل عائلات لاجئة من الجنسية العراقية، مخيم “الهول” شمال شرقي الحسكة بسوريا، باتجاه الأراضي العراقية، بحراسة أمنية مشددة، بعد الانتهاء من إجراءات المغادرة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار إفراغ مخيم “الهول” وترحيل اللاجئين بالتنسيق بين “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا ولجنة الهجرة والمهجرين في “مجلس النواب العراقي”، لإعادة الأسر العراقية من تنظيم “داعش”.

إعادة 192 عائلة عراقية من مخيم “الهول” في شمال سوريا- “أرشيفية، رويترز”

وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” يوم السبت إلى أن نحو 199 عائلة غادرت مخيم “الهول”، باتجاه الأراضي العراقية. وبعد وصولهم، يتعين على هؤلاء تمضية أسابيع أو أشهر في مخيم “الجدعة” العراقي، قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، طبقا لوكالة “فرانس برس“.

هذا ويقع مخيم “الجدعة” في ريف مدينة الموصل بشمال العراق. ويضم مخيم “الهول” المكتظ، الذي تديره “قسد”، نحو /50/ ألف شخص من السوريين والعراقيين، وأكثر من /10/ آلاف أجنبي من نحو /60/ دولة أخرى. وجميع هؤلاء هم من عائلات تنظيم “داعش” الإرهابي.

كما وأكد مسؤول أمني عراقي، فضل عدم الكشف عن هويته، عودة ما يقارب 192 عائلة، أي 776 شخصا، مبينا أن “وزارة الهجرة والمهجرين العراقية” تنسق عمليات الإعادة هذه مع “الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا.

وتضم تلك العوائل نحو 776 شخص من أسر “داعش”، ويحملون الجنسية العراقية، ينحدرون من مناطق “صلاح الدين- نينوى- أنبار- كركوك- بابل- بغداد”، ويأتي ذلك ضمن تنسيق وعمل مشترك بين دائرة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية مع حكومة العراق لتسليم رعاياهم، وفق المرصد السوري.

وسط العديد من التحديات والثغرات الأمنية في المنطقة، يُعدّ العراق من الدول القليلة التي تستعيد مواطنيها بانتظام من مخيم “الهول”، وقد رحبت بذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة على حدٍّ سواء.

ليس ذلك فحسب، فقد أطلق العراق العديد من التحذيرات بشأن تزايد خطر مخيم “الهول” الذي يضم نحو 63 ألف شخص، جميعهم من عوائل “داعش”، وحوّل هذا الملف إلى قضية دولية مسؤولياتها تقع على عاتق الدول التي جاءت منها عائلات “داعش”.

وفي منتصف حزيران/ يونيو الماضي من العام الجاري، عاد /103/ أشخاص عراقيين غالبيتهم من النساء والأطفال من سري كانييه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض إلى العراق، سبقتها بعام مجموعة مؤلفة من /139/ عائلة عراقية في حزيران/ يونيو 2022.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات