وضعهم أمام خيارين.. هل يحاول الصدر إرهاب النواب المستقلين؟

وضعهم أمام خيارين.. هل يحاول الصدر إرهاب النواب المستقلين؟

مع اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيسا جديدا لجمهورية العراق، المرتقب انعقادها يوم غد السبت، وبعد تأخر دام أكثر من 5 أشهر ووسط تدافع سياسي محتدم بين القوى السياسية حول المنصب، وتشكيل الحكومة، التي يتمسك زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر بأن تكون حكومة مختلفة عنما سبقها وتحت شعار حكومة “أغلبية”.

مشروع الصدر صاحب أكبر كتلة نيابية بـ73 مقعدا، يواجه تحديات صعبة، تمثل برفض غريمه الشيعي “الإطار التنسيقي” اتمامه من دون حكومة “توافقية” يشترك بها الجميع، وهذا ما لم يقتنع الصدر به حتى الآن.

وفي خضم ذلك، وعقب دعوة وجهها الصدر في وقت سابق، إلى النواب المستقلين لاسناد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، مقابل تعهده باتاحة الفرصة لهم في إدارة البلاد مقابل شروط، عاد الصدر مجددا، في وقت متأخر من ليل الخميس، ليحذرهم من أن عدم الحضور هذه المرة قد يعني “انتهاء مجلس النواب”.

للقراءة أو الاستماع: بعد تقارب الصدر والمالكي.. هل يفقد “التحالف الثلاثي” قيمته؟

معركة المستقلين

دعوة الصدر جاءت، بعد فشل البرلمان في عقد الجلسة الأولى في السابع من شهر شباط/فبراير الماضي، لعدم اكتمال النصاب القانوني، الذي يقضي بحضور ثلثي المجلس، وعدم التوصل إلى تفاهمهات مع غريمه “الإطار” الذي يتمسك بفكرة حشد “الثلث المعطل” للجلسة، ما دفعه للاستعانة بالمستقلين، والرهان عليهم في تعطيل الثلث المعطل.

تأكيد الصدر للمستقلين على الحضور لجلسة يوم غد، فتح الباب بإشارته إلى انتهاء المجلس في حال عدم عقدها، للسؤال حول إذا ما كان يحاول تمرير رسائل لخصومه، أو ممارسة ضغط على المستقلين، يدفعهم للحضور، أولى من أن تنتهي حظوظهم في البرلمان، مشيرا إلى أن “من سيتخلف عن الحضور فهو ليس مستقلا كما هو واضح”، بحسب تغريدته على “تويتر”.

وعلى ما يبدو أن “خطاب الصدر‬⁩ موجه للمستقلين أكثر من غيرهم، لا سيما بتأكيده على أنه قد تكون نهاية مجلس النواب، إذ أن مقترح حل المجلس مخيف لشريحة ترى أن نقطة الشروع لتحقيق اهدافها تبدأ تحت قبة البرلمان وحل المجلس يعني وأد طموحها”، كما يرى المحلل السياسي علاء مصطفى.

وأضاف في حديثه لموقع “الحل نت”، أن “فعالية هذه الرسالة وتأثير تكتيكها، سيتضح في جلسة السبت، من حيث إذ تمت الاستجابة لها أو لا”.

للقراءة أو الاستماع: توافقات حول جعفر الصدر: هل حُسمَت رئاسة حكومة العراق؟

غياب المواقف

بالمقابل، ما زال موقف المستقلين منقسما ما بين الصمت والحضور، إذ أعلنت حركة “امتداد” المنبثقة من الاحتجاجات وحليفها “الجيل الجديد”، في وقت سابق، حضورهم الجلسة، فيما يلتزم مستقلين آخرين بالصمت.

وبظل الصراع حول كسب المستقلين، استبعد رئيس تحالف “الإطار التنسيقي”، نوري المالكي، في وقت سابق، امكانية التحالف الثلاثي الذي يضم “الكتلة الصدرية” و”الحزب الديمقراطي الكردستاني” وتحالف “السيادة” الجامع للقوى السنية، بجمع الثلثين البالغ (220 مقعدا).

من جانبه، يرى الباحث السياسي عادل الجابري، أن “ما يفعله الصدر هو في إطار محاولاته للضغط على المستقلين، بغية دفعهم للحضور إلى جلسة السبت”، مؤكدا أن “سيناريو حل البرلمان قضية معقدة ولا يمكن أن تحدث بهذه السهولة”.

وأوضح في حديثه لموقع “الحل نت”، أنه “في حال حتى لو فشل البرلمان في عقد الجلسة، فمن الصعوبة أن يتخلى التيار الصدري عن مشروعه، لأنه يعي جيدا حجم تمثيله الذي من المحتمل صعب إعادة انتاجه في حال حل البرلمان”، مشيرا إلى أن “السيناريوهات المحتلمة أن يتحول التيار الصدري في حال فشل بتمرير مشروعه إلى أن يأخذ دور الإطار بالمعارضة”.

فيما يدعي “الإطار التنسيقي” أنه ضمن “الثلث المعطل” (110 نواب) من أصل 329، الذي يستطيع من خلاله كسر نصاب الجلسة.

للقراءة أو الاستماع: الصدر يستنجد بمستقلي “النواب” العراقي: هلموا لآخر فرصة!

رسالة ثانية

وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إنه من المعيب ترك العراق وشعبيه بلا حكومة، وذلك في رسالة الثانية إلى المستقلين.
  
وذكر الصدر في تغريدة على “تويتر” تابعها موقع “الحل نت” أن “يوم السبت، ننتظر النواب المستقلين ونأمل منهم بل ومن المعارضة الوطنية أيضا وقفة مشرفة من أجل شعبهم فهم ينتظرون بفارغ الصبر تشكيل حكومة اغلبية إصلاحية”.  
  
وأشار إلى أن “من حضر الجلسة وإن لم يصوت كان مستقلا بحق وصدق، ومن تركها فهو ليس كذلك كما هو واضح، وإلا قد تكون نهاية مجلس النواب”.

وتتمثل أهمية عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بما تمهده إلى تشكيل الحكومة، وفقا لما ينص عليه الدستور العراقي، بأن يتولى رئيس الجمهورية الجديد تكليف مرشح الكتلة الكبرى بتشكيل الحكومة الجديدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.