بعد ساعات من طلب انفصاليي دونباس دعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدأت موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا، صباح اليوم الخميس، حيث شهدت العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة خاركيف على الحدود الشمالية الشرقية، انفجارات دوّت المنطقة.

بوتين يشعل حربا من أجل متمردين

استفاق العالم اليوم، وتحديدا منذ ساعات الصباح الباكر مباشرة بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين “العمل العسكري” في أوكرانيا، على صفارات الإنذار ودوي انفجارات في كييف والعديد من المدن الأوكرانية على طول خط المواجهة وعلى طول شواطئ البلاد.

كما سمعت في خاركيف، ثاني مدينة في أوكرانيا وتبعد 35 كيلومترا فقط عن الحدود الروسية، دوي انفجارات. وفي كراماتورسك، عاصمة أوكرانيا الشرقية حيث يخوض المتمردون الموالون لروسيا القتال هناك، تم الإبلاغ عن أربعة انفجارات ضخمة.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا نفذت ضربات صاروخية على البنية الأساسية لأوكرانيا وعلى حرس الحدود. وإن دوي الانفجارات سمع في مدن عديدة في أوكرانيا. وأضاف أن الأحكام العرفية فرضت على جميع أراضي الدولة، وأنه تحدث هاتفيا إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن.

وفي المقابل، طلب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمراجعة الأحداث في منطقة دونباس. معتبرا أن نداء المتمردين للمساعدة الروسية يشكل تطورا خطيرا.

الحرب التي أشعلتها روسيا على أوكرانيا، بررها المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيبكوف، بأنها تأتي بعد طلب “الجمهوريات” الانفصالية التي اعترفت بها روسيا مؤخرا، دعما عسكريا من الرئيس الروسي، في مواجهة ما أسماه “العدوان الأوكراني”.

ولتفادي سقوط قتلى في صفوف المدنيين وحدوث كارثة إنسانية، قال بيسكوف، إن الطلب تم تقديمه في شكل رسالتين لدعم دونيتسك ولوهانسك.

للقراءة أو الاستماع: عقوبات أميركية وأوروبية على روسيا.. التفاصيل الكاملة

إنزال بري وهجمات صاروخية

وبعد إعلان بوتين الحرب في كلمة تلفزيونية مسجلة، هبط جنود روس في بلدتي أوديسا وماريوبول الساحليتين الجنوبيتين. وأجلوا العاملين في المطار والركاب في مطار بوريسبيل في كييف، بحسب وكالة أنباء “إنترفاكس” الأوكرانية.

وصرح وزير الدفاع الأوكراني، أن القوات الروسية تقصف كتائب ومراكز ومنشآت عسكرية ومطارات أوكرانية في شرق أوكرانيا. وكإجراء احترازي، قامت دائرة الطوارئ الحكومية الأوكرانية بإيقاف المواقع الإلكترونية منعا من اختراقها من قبل الروس.

الجدير ذكره، أنه ما يقرب من 500000 شخص يعيشون في ماريوبول، أكبر مدينة على خط المواجهة في أوكرانيا التي أنزلت فيها القوات الروسية جنودها. في حين تم إغلاق المجال الجوي فوق أوكرانيا بسبب “التهديدات الأمنية الشديدة”، وفقا لبيان على موقع وزارة البنية التحتية الأوكرانية.

واليوم الخميس أيضا، أصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) تحذيرا بأقصى درجة للطائرات التي تحلق في نطاق 100 ميل بحري (185 كيلومترا) من حدود بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا.

ويأتي هذا التحذير، بعد أن قال مسؤول في مكتب وزير الدفاع الأوكراني لقناة الجزيرة، إنّ ما لا يقل عن خمس طائرات هليكوبتر روسية تم إسقاطها في مناطق العمليات.

في حين، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها استهدفت البنية التحتية للجيش الأوكراني. بما في ذلك الدفاعات الجوية والقوات الجوية، بصواريخ عالية الدقة، لكنها لم تضرب أي مدينة أوكرانية. على حسب تعبيرها.

للقراءة أو الاستماع: هل أشعلت روسيا فتيل الحرب على أوكرانيا؟

العالم يرد على بوتين

الحرب التي أطلقها بوتين، جاءت بعد يومين، من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن فرض “دفعة أولى” من العقوبات ضد روسيا بسبب ما اعتبره بأنه “بداية غزو لأوكرانيا”. وردا على اعترافها باستقلال منطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا.

وتعهد بايدن في مؤتمر صحفي، بفرض عقوبات “أشد” على موسكو، إذا واصلت روسيا “عدوانها”. وقال إن فرض العقوبات “جاء بتنسيق مع حلفاء وأصدقاء أميركا في العالم”. مضيفا، “نريد أن نؤكد أننا سنحمي كل شبر من أراضي دول حلف الناتو”.

إلى ذلك، ندد زعماء العالم اليوم الخميس، بسرعة بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، حيث تعهدت العواصم الغربية بتصعيد العقوبات ضد موسكو. بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة،انطونيو غوتيريش، بإنهاء الصراع على الفور.

وقال الرئيس الأميركي، بعد وقت قصير من بدء العملية “صلاة العالم بأسره مع شعب أوكرانيا الليلة. وهم يعانون من هجوم غير مبرر من قبل القوات العسكرية الروسية”. وحذر من أن “روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم”. وأعلن أن “العالم سيحاسب روسيا”.

ومن جهته، صرح الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ في بيان إن الهجوم “يعرض أرواح عدد لا يحصى من المدنيين للخطر”، واصفا إياه بأنه “انتهاك خطير للقانون الدولي، وتهديد خطير للأمن الأوروبي الأطلسي”. وسيعقد سفراء الناتو اجتماعا طارئا صباح الخميس بتوقيت أوروبا لمناقشة الهجوم.

وكتب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على حسابه في موقع تويتر، “أشعر بالفزع من الأحداث المروعة في أوكرانيا وقد تحدثت إلى الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي لمناقشة الخطوات التالية”. وتابع،”لقد اختار الرئيس بوتين طريق إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر على أوكرانيا. وسترد المملكة المتحدة وحلفاؤنا بشكل حاسم”.

الجدير ذكره، أن التطورات الجديدة التي شهدتها أكثر المناطق سخونة في العالم في الوقت الراهن، في ظل التوترات التي تشهدها شرق أوروبا، جاءت بعدما أعلن الرئيس الروسي بوتين، الإثنين الفائت، اعتراف بلاده بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك التي يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم موسكو.

للقراءة أو الاستماع: هل تحسم القواعد الأميركية في اليونان الحرب في أوكرانيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.