لا تزال هناك العديد من العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، ما يجعل مفاوضات فيينا تتعثر أمام هدفها المتمثل في إحياء الاتفاق النووي بين الدول الغربية وإيران، في ظل التغييرات التي حدثت منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق عام 2015.

ويبدو أن إيران متمسكة بشروطها، في ظل مساوماتها ومناكفاتها من حيث تصنيف العقوبات المفروضة على طهران، وفيما إذا كانت العقوبات تتعلق بالاتفاق النووي، أو تتعلق بقضايا أخرى مثل الإرهاب وحقوق الإنسان.

انسحاب أميركي من مفاوضات فيينا؟

المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، قال يوم الاثنين الفائت، “مستعدون للانسحاب من المحادثات النووية، في حال تشددت ‎ إيران في موقفها”.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أنه إذا كانت إيران غير راغبة في المعاملة بحسن نية، فإن واشنطن وحلفاءها وشركاءها سيتبعون “خيارات بديلة”، بحسب وسائل إعلام غربية.

في الوقت نفسه، قال ‏المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “طهران تريد التوصل إلى اتفاق، لكن لن تنتظر إلى الأبد”.

ويأتي تحذير المتحدث باسم وزارة الخارجية من انسحاب محتمل للولايات المتحدة من المحادثات النووية مع إيران بعد يوم من عودة كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني إلى فيينا، وعقب لقاءاته الأولى مع فرق التفاوض الأوروبية والروسية والصينية.

ويرى الباحث والكاتب الصحفي، كريم شفيق، ” بأن إيران تتحدث بلهجة حادة، ومواقفها لم تتغير منذ بدء المفاوضات في فيينا، وأعتقد أنها لن تتخلى عن شروطها أو تغيير في بنود الاتفاقية عام 2015، والتي انسحبت منها واشنطن بشكل أحادي، نتيجة عدم قبول الأخيرة بهذه الشروط”.

وأردف الباحث في حديثه لـ “الحل نت”، “طالما إيران تطلب رفع كامل العقوبات، وليس جزئيا فقط، ومن ثم أخذ كل الضمانات بعدم انسحاب أمريكا، مرة أخرى، فهذه الاتفاقية لن تنجح مسارها أبدا” وفق تعبيره.

وقال الباحث المختص بالشأن الإيراني: “أعتقد أن واشنطن ستنسحب من المفاوضات، التي تشارك بشكل غير مباشر، لأنها لن تخضع لشروط إيران”.

فيما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “نحن لسنا في فيينا من أجل اتفاق جديد، الاتفاق تم إبرامه في 2015″، مؤكدا على إن إيران “لم تقبل ولن تقبل أي شيء أكثر من التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة”.

قد يهمك: تطورات جديدة.. إعلان قريب عن وفاة الاتفاق النووي الإيراني

سيناريوهات المواجهة

ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في محادثات فيينا، قال بعد اجتماع يوم الاثنين الفائت، لممثلي دول 4+1 وعلي باقري “للأسف لم نحصل على نتائج من محادثات اليوم ونحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا”، بحسب وسائل إعلام غربية.

وأضاف أوليانوف، لم تتحقق توقعاتنا بشأن التوصل إلى اتفاقية، “إنه أمر مؤسف ولكنه ليس دراميا. لقد كان جدولا زمنيا وليس موعدا نهائيا، ولا يزال لدينا الوقت لإنهاء المفاوضات في الأيام المقبلة”.

وبشأن الخيارات البديلة لواشنطن وحلفائها، أشار الباحث خلال حديثه لـ”الحل نت” إلى اعتقاده بأن واشنطن “ستتجه إلى رفع مستوى العقوبات على إيران بشكل كبير، بحيث أنها ستوجه ضربة قاسية للاقتصاد الإيراني، الذي في الأساس عند مستويات ضعيفة”.

واستبعد الباحث الخيار العسكري حاليا، “لكن أعتقد أنه ربما عبر حليفتها إسرائيل، ستقوم واشنطن بإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا بشكل كبير، من خلال توجيه الضربات الصاروخية، وتحييد مناطق ونفوذ الميليشيات التي تقاتل بالوكالة عن إيران”.

قد يهمك: روسيا تبيع إيران من أجل أوكرانيا.. “الاتفاق النووي” في خبر كان؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.