مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا أسبوعه الثاني، تواجه المدنيون و القوات الأوكرانية قصفا كثيفا دون وصول المفاوضات حتى الآن بين الطرفين إلى بوادر إيجابية.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن حوالي 95 بالمئة من القوات التي تم حشدها حول أوكرانيا قبل الغزو موجودة الآن داخل أراضيها، في وقت تضاربت تصريحات الوفدين الروسي والأوكراني بشأن نتائج الجولة الثالثة من المفاوضات الأوكرانية الروسية التي عقدت، الأمس، الإثنين.

تضارب في التصريحات!

أعلنت سفارة موسكو لدى مينسك، مساء أمس الإثنين، عن اختتام الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة الروسية والسلطات الأوكرانية في بيلاروسا. وجرت المفاوضات في منطقة بيلافيجسكايا بوشا، المحاطة بالغابات في منطقة بريست الحدودية مع بولندا وأوكرانيا، التي استضافت الجولة الثانية من العملية التفاوضية يوم 3 آذار/مارس، واستمرت نحو 3 ساعات.

وترأس الوفد الأوكراني نائب رئيس مكتب الرئاسة ميخايل بودولياك، بينما ترأس الوفد الروسي مستشار الرئيس فلاديمير مدينسكي.

وكانت قد نقلت وكالة “تاس” الروسية عن مدينسكي أنه سيناقش 3 مجموعات من القضايا من بينها التسويات السياسية والعسكرية والجوانب الإنسانية الدولية. وقال إن الوفد “سيحاول مرة أخرى مناقشة عمل الممرات الإنسانية، التي لم يبدأ أي منها العمل بالكامل حتى الآن”، وفق تعبيره.

بدوره، أفاد بودولياك، بأنه تم تحقيق “نتائج إيجابية” حول الممرات الإنسانية، بينما ستستمر المحادثات حول وقف إطلاق النار.
وكتب بودولياك مستشار الرئاسية الأوكرانية، على حسابه الشخصي على منصة “تويتر”: حصلنا على بعض النتائج الإيجابية بشأن لوجستية الممرات الإنسانية.

وتابع، بودولياك، تم إحراز بعض التقدم البسيط بشأن الاتفاق على المسائل اللوجستية لإجلاء المدنيين، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق يحسن الوضع بشكل كبير، وأضاف أن الجانبين سيواصلان المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.في المقابل، أعلن كبير المفاوضين الروس في المحادثات أن الجولة الثالثة من المفاوضات التي جرت الإثنين في بيلاروسيا وتركّزت على فتح ممرات إنسانية لم تكن “بمستوى تطلعات” موسكو.

وأضاف مدينسكي في تصريحات نقلها التلفزيون، “لم تكن المفاوضات بمستوى تطلعاتنا”، مضيفا “نأمل أن نتمكن في المرة المقبلة من تحقيق تقدم أكبر”، وفق ما نقلت فرانس برس.

وخلال الأسبوع الماضي اتفق الجانبان على فتح ممرات إنسانية للسماح للمدنيين بالخروج من بعض مناطق القتال، لكن لم يحدث هذا حتى الآن ويتهم كل طرف الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار المحلي.ورفضت أوكرانيا، صباح الإثنين، قبل بدء التفاوض، الممرات الإنسانية التي اقترحتها موسكو لإجلاء مدنيين نحو روسيا وبيلاروسيا، معتبرة أن ذلك “ليس خيارا مقبولا”.

وتجري المفاوضات، التي بدأت في منطقة غوميل البيلاروسية منذ يوم 28 شباط/فبراير، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا يوم 24 شباط/فبراير، ومستمرة حتى الآن.

قد يهمك: جولة ثانية “غير مُقنعة” من المفاوضات الأوكرانية الروسية

إجلاء المدنيين

وبدأت اليوم عملية إجلاء المدنيين في مدينة سومي القريبة من حدود أوكرانيا مع روسيا، في حين تعثرت العملية في مدينة ماريوبول الجنوبية الساحلية، وذلك مع بدء سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، فيما دعت روسيا الولايات المتحدة إلى العودة إلى مبدأ التعايش السلمي الذي كان مطبقا إبان الحرب الباردة، بحسب وسائل الإعلام الغربية.

بينما قال وزير الخارجية الأوكراني إن روسيا تحتجز 300 ألف مدني رهائن في ماريوبول، وتمنع عمليات الإجلاء رغم الاتفاقيات المتفق عليها عقب وساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذكر متحدث باسم الخارجية الأوكرانية في تغريدة على منصة “تويتر”، إن “ثماني شاحنات، و30 حافلة مستعدة لتوصيل مساعدات إنسانية إلى ماريوبول وإجلاء المدنيين إلى زابروجيا (227 كلم غرب ماريوبول)”.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجولة الثالثة من محادثات السلام مع روسيا ليست الأخيرة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الأوكرانيين “لن يستسلموا وسيواصلون القتال”.

بينما أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بسقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال، في قصف للقوات الروسية على مجمع سكني في مدينة سومي فجر اليوم الثلاثاء.

من جانبها، أكدت السلطات الأوكرانية سيطرة القوات الروسية على 6 مدن رئيسية في مقاطعة زابوروجيا جنوب شرقي البلاد.

قد يهمك: سيناريو سوري تستخدمه روسيا في أوكرانيا.. ما احتمالات نجاحه؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.