يعتبر الملف الإيراني من المواضيع المعقدة على الساحة الدولية، بسبب تضارب مصالح الدول المرتبطة بالتوصل لحل هذا الملف، فروسيا تريد الإمساك بالورقة الإيرانية للضغط على الغرب خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والغرب يريد سحب هذه الورقة من يد الروس لاستثمار موضوع الطاقة الإيرانية كبديل للطاقة الروسية، بينما إيران تبحث عن مصالحها، ووضعت شروطا تكاد تكون غير مقبولة من قبل الغرب.

وبينما كانت مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا تشهد نجاحا قد يفضي لاتفاق بين إيران والدول الغربية، لاسيما مع اعلان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفاقهما على بيان مشترك لحل القضايا العالقة بينهما، دخلت موسكو على الخط بطلب ضمانات مكتوبة من واشنطن، بأن لا تؤثر العقوبات المفروضة على روسيا على علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إيران، أثناء تنفيذ الاتفاق المفترض، ما اعتبره بعض الخبراء استغلالا من روسيا لمحادثات فيينا، بوصفها أحد أوراق اللعب مع المجتمع الدولي، في سياق غزوها لأوكرانيا، حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:“خيارات بديلة” في الاتفاق النووي الإيراني.. انسحاب أميركي قريب؟

العودة لتخصيب اليورانيوم

لم يمر أسبوع على إعلان الاتحاد الأوربي في 11 آذار/مارس الحالي، عن توقف مفاوضات الملف النووي الإيراني، بسبب عوامل خارجية حسب الأوربيين، حتى بدأت إيران بتصعيد مقابل في عمليات تخصيب اليورانيوم.

فقد كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء 16 آذار/مارس2022، عن تصعيد إيراني جديد ضد الدول الغربية من خلال تحويل طهران بعضا من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من اللازمة لصنع الأسلحة، مضيفا أن هذا التحويل من اليورانيوم المخصب يصل إلى هيئة “يصعب معها استرداده”، فضلا عن إمكانية تخفيفه وشحنه خارج البلاد.

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أعلن الخميس 10 آذار/مارس، قبل يوم واحد من إعلان أوروبا توقف المفاوضات مع طهران، أن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى “تزداد تعقيدا كل ساعة”.

وسبق ذلك تصريح الناطق باسم الخارجية الأمريكية،  نيد برايس، الذي قال مطلع الشهر الحالي، ” مستعدون للانسحاب من المفاوضات النووية في حال تشددت إيران في مواقفها”، مضيفا في حينه أنه إذا كانت إيران غير راغبة في المعاملة بحسن نية، فإن واشنطن وحلفاءها وشركاءها سيتبعون “خيارات بديلة”، حسب تقارير صحفية.

كما أنه قال ‏المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “طهران تريد التوصل إلى اتفاق، لكن لن تنتظر إلى الأبد”.

قد يهمك:“مفاوضات فيينا”.. هل يمكن إعادة إحياء الاتفاق النووي؟

تصريحات متناقضة وشروط إيرانية

تسعى روسيا لكسب إيران بأي شكل في المفاوضات النووية، حيث لا ترغب من جهة بنجاح المفاوضات خشية تحول الغرب إلى النفط والغاز الأوكرانيين، ومن جهة ثانية تريد روسيا ضمانات خطية من الولايات المتحدة بألا تؤثر العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا على علاقاتها الاقتصادية والنووية مع إيران.

وفي هذا السياق، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد الثلاثاء 15 آذار/مارس الجاري، خلال لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن روسيا تلقت “ضمانات مكتوبة” من الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وأن العقوبات لن تعوق التعامل في هذا الملف، وفق تقارير صحفية.

ولكن في المقابل، نفت الولايات المتحدة تقديم ضمانات لروسيا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، حسب تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الذي قال إن واشنطن “لن تسمح لموسكو باستخدام الاتفاق النووي للهروب من العقوبات التي فرضت عليها إثر هجومها على أوكرانيا 24 شباط/فبرايرالماضي، مضيفا أن الضمانات الأمريكية تتعلق “بالجزئية الفنية النووية التي تتعاون فيها روسيا بموجب الاتفاق النووي”، وأن الغرب لن يفرض عقوبات على روسيا في المشاريع النووية الإيرانية ضمن هذا الاتفاق.

وكانت إيران قد فرضت شروطا، خلال مفاوضات فيينا، أبرزها رفع عقوبات كامل عنها حال التوصل للاتفاق، ودفع تعويضات من الدول الغربية عن سنوات العقوبات الماضية، وشروط أخرى كانت محل رفض الغرب.

إقرأ:لماذا تُعرقل روسيا الاتفاق النووي الإيراني؟

ويشار إلى أن هناك عدة عوائق تمنع التوصل لاتفاق نووي، أبرزها رفع نسبة مستوى تخصيب اليورانيوم لنحو 60 بالمائة، وحظر وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع النووية، هذا وبالإضافة إلى تعطيل كاميرات المراقبة، حيث أعلنت الوكالة الأممية في تقاريرها الفنية عن اقتراب إيران من امتلاك قنبلة نووية، حسب ما تابع “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.