ما أسباب الاعتداءات الأخيرة للحوثيين على “أرامكو” في السعودية؟

ما أسباب الاعتداءات الأخيرة للحوثيين على “أرامكو” في السعودية؟

بعد فترة من الهدوء النسبي، عادت الاستهدافات مرة أخرى لتطال السعودية من قبل الحوثيين، أبرز ذراع لإيران يستخدم الصواريخ والطائرات المسيّرة في المنطقة.

الدفعة الجديدة من الاستهدافات التي حدثت اليوم، وطالت بعض منشآت “أرامكو” في الرياض وينبع وجيزان، جاءت بعد استهدافات مماثلة حصلت في الفترة الوجيزة المنصرمة في الإمارات.

لكن فترة الهدوء النسبي انتقلت من الرياض إلى أبو ظبي، وابتعدت الاستهدافات عن الإمارات لتذهب نحو السعودية، فلماذا تدفع طهران بذراعها الحوثي لاستهداف المصالح السعودية في هذا الوقت؟

بحسب الخبير الأمني، العميد المتقاعد إحسان القيسون، فإن طهران تستخدم الاستهدافات الحوثية الأخيرة ضد السعودية “ورقة ضغط وتصعيد” تجاه الرياض.

الهدف من التصعيد

ويقول القيسون لـ “الحل نت”، إن ورقة التصعيد هدفها دفع الرياض نحو اللجوء إلى المفاوضات الثنائية مع طهران بأسرع وقت لاستكمال تفاهمات بغداد التي توقفت في الصيف الماضي.

واحتضنت بغداد عدة جولات من التفاهمات الثنائية بين الرياض وطهران بدءا من نيسان/ أبريل 2021، وحتى آب/ أغسطس من ذات العام، ثم توقفت بعد أن وصلت لمراحل متقدمة.

للقراءة أو الاستماع: العراق يدين استهداف الحوثيين لمنشآت حيوية في السعودية

وأعلنت بغداد مؤخرا في أكثر من مرة، عن قرب استكمال التفاهمات بين الرياض وطهران، لكنها لم تحدد أي وقت، غير أن اللهجة بين السعودية وإيران لم تعد حادة منذ بدء التفاهمات وحتى اليوم.

ويبيّن إحسان القيسون، أن سعي طهران للإسراع في تفاهماتها مع الرياض، هو من أجل عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل رسمي وإعادة فتح السفارتين في كلتا الدولتين.

ويوضّح، أن اللهجة الودية المعتمدة منذ عام، صحيح أنها إيجابية لدى طهران، لكنها لا تعطي أي صبغة رسمية لعودة العلاقات بصفتها الدبلوماسية.

للقراءة أو الاستماع: ملفات حساسة تحسم مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران؟

ما وراء ورقة الضغط؟

ويشير إلى أن، إيران ستستفيد من عودة علاقتها الدبلوماسية مع الرياض في مجال الاتفاق النووي الذي وصلت لمراحل متقدمة فيه؛ لأن عودة العلاقة الدبلوماسية لا يترك أي تحفظ دولي وإقليمي يمنع من الاستمرار بالاتفاق والوصول إليه.

أما ورقة الضغط، فيلفت القيسون، إلى أن طهران تريد آن تقول من خلالها، بأن المنطقة لن تكون آمنة في حال عدم عودة العلاقات الخليجية مع حلفائها في المنطقة وخاصة دمشق، وإيقاف حرب اليمن.

ويتابع بأن، طهران استخدمت تلك الورقة مع أبو ظبي في الاستهدافات المتكررة قبل أشهر وجيزة، ونجحت في جمع الرئيس السوري بدولة الإمارات في أبو ظبي قبيل أيام.

للقراءة أو الاستماع: ما سر استقبال الإمارات للأسد؟

وبالتالي، فإن طهران تسعى لتكرار ذات السيناريو مع الرياض، وذلك ليس حبا بالأسد، بل لأن عودة العلاقات الخليجية مع دمشق، سيضمن لها ضعف خصومها في سوريا ممن تدعمهم الخليج، وتنفرد لوحدها بنفوذها في دمشق، وفق القيسون.

وبشأن اليمن، يقول القيسون، إن إنهاء الحرب فيها مسألة وقت لا أكثر؛ لأنها استنزفت قدرات الخليج وإيران أيضا من كل الجوانب وخاصة الاقتصادية، لكن طهران تضغط بقصفها المتكرر من أجل دفع الرياض لإنهاء الملف بأقرب فرصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.