“ضابط 56” ينتحل رتبة عقيد، ويتلقى مبالغ مالية كبيرة من المواطنين مقابل وعود بتعيينهم، تم اعتقاله، اليوم الثلاثاء، في العاصمة العراقية بغداد، فما قصته؟

تمكنت “هيئة النزاهة الاتحادية”، من ضبط متهم ينتحل صفة ضابط برتبة عقيد في استخبارات إحدى الأجهزة الأمنيَّة التابعة إلى وزارة الداخلية العراقية، وذلك بناء على مذكرةٍ قضائية.

دائرة التحقيقات في الهيئة، قالت في بيان اطلع عليه “الحل نت”، إن “ضبط المتهم جرى من خلال تأليف فريق عمل من مديرية تحقيق الهيئة في بغداد، بعد تلقيها معلوماتٍ تفيد بقيام أحد المحتالين المنتحلين لصفة عقيد في استخبارات وزارة الداخلية، بممارسة عمليات النصب والاحتيال على المواطنين واستحصال مبالغ مالية دون وجه حق”.

“كمين محكم”

الدائرة أضافت، أنَّ “الفريق انتقل إلى أحد الأسواق الشعبية في العاصمة بغداد، وقام بنصب كمينٍ محكم للمتهم، حيث تمكن من ضبطه متلبسا بتسلم مبلغ مالي من أحد المشتكين (…) والمبلغ المضبوط يمثل دفعة مكملة للمبالغ التي تسلمها من المشتكين”.

للقراءة أو الاستماع: له قصّة ومدلولات: لماذا ألغى العراق الرقم 56 من تسلسل المرشّحين للانتخابات المقبلة؟

وأردفت، أن “التحقيقات الأوليَّة التي أجراها الفريق، بينت أن المتهم كاسب ينتحل صفة عقيد في الداخلية؛ بغية ممارسة عمليات النصب والاحتيال؛ بهدف الحصول على منافع شخصية، عبر إيهام المواطنين بتعيينهم”.

ولفتت “دائرة التحقيقات في “هيئة النزاهة”، إلى أن، “العمليَّة تمت بالتعاون والتنسيق مع جهات إنفاذ القانون والقوة الماسكة للأرض”.

مبيّنة، أنه “تم تنظيم محضر ضبطٍ أصولي بالعمليَّة، وعرضه رفقة المُتَّهم والمبرزات المضبوطة على قاضي التحقـيق المختص، الذي قرَّر توقيف المُتَّهمين على ذمة التحقيق”.

يذكر أن “هيئة النزاهة”، سبق أن دعت المواطنين إلى التعاون معها من خلال الإبلاغ عن حالات الفساد والمساومة والابتزاز والرشوة التي قد يتعرضون لها، وذلك عبر الاتصال بمنافذ الهيئة المخصصة لذلك.

ما قصة “الرقم 56″؟

جاءت صفة “ضابط 56” على المعتقل، بناء على الرقم 56 الذي يرتبط بسمعة سيئة الصيت في العراق، وهو رقم منبوذ، وازدادت سمعته السيئة لدى الشارع العراقي منذ 2003 وإلى اليوم.

إذ ما أن يذكر هذا الرقم، إلا وأصبح محلا للسخرية والاستهزاء من قبل العراقيين، وذلك لارتباطه بالمادة “456” من قانون العقوبات العراقي، المعنية بجرائم “النصب والاحتيال”.

ويطلق العراقيون الرقم 56 على أي شخص يتهمونه بالنصب والاحتيال، وكثيرا ما يطلقونه للتعبير عن سخطهم من الطبقة السياسية المتحكمة بالمشهد العراقي منذ 19 عاما وحتى اللحظة.

والعام الماضي، تحديدا قبل إجراء الانتخابات المبكرة، قرّرت “مفوضية الانتخابات”، إلغاء وحجب الرقم 56 من تسلسل المرشحين للانتخابات، نتيجة رفض العديد من المرشحين للانتخابات، حمل الرقم بأوراق الاقتراع.

للمشاهدة: الرقم 56 .. يثير الجدل في العراق فما السر؟

وحسب تصريح صحفي للناطقة باسم مفوضية الانتخابات، جمانة الغلاي حينها، فإن المفوضية حجبت الرقم 56 بهدف “عدم تعريض المرشّحين للإحراج”، وكذلك “نتيجة المدلولات الخاصة بالرقم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة