هدوء نسبي لم يطل، لتعود الهجمات “الولائية” لميليشيات إيران في العراق، باستهداف أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق من جديد، فما أسبابها وما أهدافها؟

الهجوم الجديد، حصل ليلة الأربعاء، على الطريق الرئيسي الرابط بين أربيل ومصيف صلاح الدين، بطائرة مسيرة مفخخة، قرب مقر القنصلية الأميركية، وتسبب بجرح 3 مدنيين.

القصف وقع في منطقة ستراتيجية، فيها مقر القنصلية الأميركية من جهة، ومقر إقامة زعيم “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مسعود بارزاتي، رئيس إقليم كردستان سابقا.

استنكار وتهديد

البعثات الدبلوماسية متمثلة بالسفارات الغربية وكذا “الأمم المتحدة”، استنكرت الهجوم ووصفته بـ “الطائش”، وأنه يسعى لنشر الفوضى في إقليم كردستان العراق.

مجلس أمن إقليم كردستان، قال في بيان له، إن هجوم الطائرة المسيّرة كان من قبل ميليشيا “كتائب حزب الله”، تحت ذريعة استهداف “الموساد” الإسرائيلي الذي لا وجود له في الإقليم.

المتحدث باسم ميليشيا “الكتائب”، أبو علي العسكري، انتفض بعد بيان مجلس أمن الإقليم، وهدّد بـ “تأديب عصابة مسعود بارزاني”، في حال استمرارها بكيل التهم للميليشيا بوقوفها وراء الاستهداف الأخير.

بيان مجلس أمن إقليم كردستان، أشار بشكل واضح إلى أن ميليشيا “كتائب حزب الله” الموالية لإيران وراء الهجوم، وحدد منطقة انطلاق الطائرة، وهي بلدة “بردي” المحاذية لأربيل.

ما أسباب تكرار الاستهدافات لعاصمة كردستان العراق وما أهدافها؟ السبب الأساس هو نتيجة عدم رضوخ “الحزب الديمقراطي” لقوى “الإطار التنسيقي”، وفق المحلل الأمني والسياسي، هاوكار الجاف.

رسائل

الجاف يقول لـ “الحل نت”، إن الاستهداف الأخير وما سبقه من استهدافات، رسائل من “الإطار” عبر ميليشياته المسلحة لبارزاني، بأن أربيل لن تنعم بالأمان والاستقرار، إن استمر حزبها الحاكم بالتحالف مع زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر ضدهم.

يجدر بالذكر، أن “الديمقراطي” بزعامة بارزاني يتواجد في تحالف ثلاثي مع مقتدى الصدر و”السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، تحت اسم “إنقاذ وطن”، هدفه تشكيل حكومة أغلبية من دون “الإطار”.

الجاف يوضح، أن الهدف من تلك الهجمات هو الضغط على بارزاني للتراجع عن مشروع حكومة الأغلبية، ومن الممكن البقاء مع الصدر لا مشكلة في ذلك، لكن أن يقنعه بحكومة توافقية لا أغلبية، أو يقف على الحياد.

ويشير إلى أن الهجمات لا تستهدف إقليم كردستان ولا وجود لعداء تجاه الإقليم، إنما هي تستهدف حزب بارزاني حصرا، بدليل أن السليمانية لم يتم استهدافها مسبقا، وذلك لتحالف “الاتحاد الوطني” الحاكم فيها مع “الإطار”.

الجاف يختتم، أن الهجمات لن تتوقف وستتكرر، وعدم تكرارها هو بحالة واحدة فقط، بتشكيل حكومة عراقية جديدة بأسرع وقت، توافقية، أو أغلبية مع فرضها القوة على سلاح الميليشيات.

انسداد

يعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

وكان مقتدى الصدر، أكد في وقت سابق عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا.

ذلك الفشل، سببه سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع عدد من النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل، الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.