قبيل أسابيع وجيزة، جرى اكتشاف مدينة أثرية تسمى زاخيكو بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، إثر انخفاض مياه نهر دجلة، نتيجة قطع تركيا لحصة العراق المائية.

اليوم، وبعد اكتشاف المدينة الأثرية زاخيكو، نشر موقع “سي إن إن” تقريرا مفصلا عن المدينة المعجزة، وقامت بترجمته الصحفية والمترجمة العراقية هالة السلام، ونشرته عبر جداريتها في “فيسبوك”.

“تظهر معالمها الصامدة من جديد، لتقول وتؤكد على أن كل مَن مرّ وسكن هذه الأرض، أعطى مثلما أخذ، أسّس وبنى وعمّر وأصلَح وزرع وصنع وتاجر وباع واشترى. ولا بد أنه عاش فترة ازدهار”، بتلك العبارات كانت المقدمة التي كتبتها السلام.

يقول أستاذ علم الآثار في الشرق الآدنى في “جامعة توبنغن” في ألمانيا، بيتر فالزنر في بيان نقله موقع “سي إن إن”: “إنها معجزة أنّ تبقى الألواح المسمارية المصنوعة من الطين غير المحروق لمدينة زاخيكو، تحت الماء لعقود عديدة”.

امتداد إمبراطورية زاخيكو

فالزنر، هو أحد مديري فريق مهمته التنقيب والبحث عن آثار مدينة زاخيكو وعمرها 3400 عام، والتي ظهرت معالمها مؤخرا، على امتداد نهر دجلة في قضاء زاخو بكردستان العراق؛ بسبب جفاف المياه.

يعتقد فريق الباحثين، أن الموقع الأثري الذي اكتشفت فيه مدينة زاخيكو، يعود إلى العصر البرونزي، وزاخيكو هي مركز رئيسي لإمبراطورية ميتاني، التي سادت في الفترة ما بين 1550 – 1350 قبل الميلاد.

ويلفت الباحثون بحسب ترجمة هالة السلام، إلى أن الكثير من الهياكل كانت مصنوعة من طوب اللبن المجفف بالشمس، والذي عادة لا يصمد جيدا تحت الماء، لكنه مع ذلك بقي صامدا.

هذه الإمبراطورية امتدت أراضيها سابقا من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى شمال العراق، بحسب الأستاذة في قسم آثار الشرق الادنى في “جامعة فرايبورغ” بألمانيا، إيفانا بولجيز، وهي أيضا ضمن فريق التنقيب.

تعرضت المدينة الأثرية زاخيكو في وقتها، إلى زلزال مدمر، أدى لانهيار كبير في هيكلها ومعالمها. وغرقت المدينة كليا تحت الماء بعد أن بنت الحكومة العراقية سد الموصل في ثمانينيات القرن الماضي.

في عام 2018 تم توثيق قصر ضمن معالم المدينة عندما ظهرت لفترة وجيزة، لكن توثيقات عديدة لهياكل المدينة تمت خلال الحفريات الأخيرة التي بدأت هذا العام.

عصر آشوري

بعض الاكتشافات التي ظهرت بعد جفاف مياه دجلة، تشمل حصن مكتمل بالأبراج والجدران، ومبنى تخزين يتألف من عدة طوابق.

فيما يخص شعب “ميتاني” القديم الذي بنى المدينة، لا يُعرف عنه سوى القليل حتى الآن؛ لأن الباحثين لم يتعرفوا على عاصمة الإمبراطورية، ولم يكتشفوا أرشيفا لها حتى اليوم.

مع ذلك، فإن بعض القطع الأثرية المكتشفة خلال الحفريات الأخيرة، يمكن أن تساعد في توفير نظرة ثاقبة، وفق تقرير “سي إن إن”، المترجم من قبل الصحفية هالة السلام.

إذ عثر علماء الآثار على 5 أواني خزفية تحتوي على أكثر من 100 لوح مسماري طيني، يعود تاريخها إلى ما بعد الزلزال، الأمر الذي يؤشر على بداية العصر الآشوري الوسيط، الذي استمر منذ 1350 حتى 1100 قبل الميلاد.

بالتالي، من الممكن أن تقود هذه الأواني المكتشفة، إلى تسليط الضوء على زوال إمبراطورية “ميتاني” وصعود الحكم الآشوري في المنطقة وقتذاك.

آخيرا، يعمل فريق التنقيب حاليا، على حماية المدينة الأثرية من عوامل التعرية المائية، وذلك عبر تغطية الأنقاض بملاءات بلاستيكية محكمة الإغلاق، مثبتة بالحجارة والحصى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.