موسم درامي ملفت للأنظار في رمضان الحالي بالعراق، والسبب أنه شهد غزارة إنتاجية، لم يسبق وأن شهدت مثلها البلاد سابقا، والملفت أكثر أن معظم الأعمال يغلبها الحب.

نحو 25 عملا دراميا وكوميديا أُنتج في السباق الرمضاني الحالي، عرض منها نحو 20 عملا، وبقيت منها 5 أعمال، ستعرض في الأسبوعين الأخيرين من هذا الشهر، وهنا سنتحدث عن أبرز الأعمال، والتي غلب عليها الحب.

“العشرة” و”طوارئ” و”اقتحام” و”انتقام روح” و”خان الذهب” وحتى “الكاسر” الذي أُوقف بثّه، كلها أعمال درامية لا تخلو من الحب، سواء كان الحب أساس العمل أو جزءا منه.

حب وحرب  الدراما العراقية

في “العشرة”، ثمة حب وحرب، مسلسل من 10 حلقات، بطلاه الممثلة العراقية الكبيرة آلاء حسين والفنان خليل فاضل خليل، ويتحدث عن حرب العراق مع “داعش” والحرب العراقية الإيرانية، وبقية الحروب التي خاضها العراق في النصف قرن الأخير من تاريخه.

اقرأ/ي أيضا: “خان الذهب“.. دراما عراقية تقترب من المتابع وتبتعد عن الواقع

اللافت أن كل حلقة تتناول حربا معينة، لكن الحلقة بأكملها عبارة عن مشاهد ثنائية بطلاها آلاء وخليل، مرة تصبح بينهما علاقة حب عند كل مرة يذهب فيها خليل لقص تذكرة السفر للعودة لأهله من الحرب عبر القطار من قاطعة التذاكر آلاء، ثم فجأة لم يعد يقطع التكت، وحينها تكتشف موته.

مرة أخرى، تكون زوجته، ويموت في الحرب، تاركا إياها وحيدة مع طفلهما تصارع الحياة، وثالثة كلاهما مقعدَين بسبب الألغام الحربية، يحبان بعضهما عند كل مراجعة طبية لهما في محاولة للتغلب على الشلل والعودة للمشي على الأقدام، وهكذا دواليك.

مسلسل “انتقام روح”، الذي يتناول صراع شركتين على مجال الطاقة في العراق، لا يخلو من قصة حب بين الشابة المهندسة أمل، والشاب حسام ابن مدير الشركة التي تربح معظم مناقصات الدولة العراقية بطرق ملتوية، لكن النهاية مأساوية، بقتل والد حسام لأمل عبر تفجير ضخم، غير أن روح أمل تنتقم منه، فلم يهنأ بأي لحظة منذ رحيلها، بينما حسام يبكي حبه ولا ينسى محبوبته الخالدة في داخله. 

“اقتحام”، مسلسل أكشن، تقتحم فيه الممثلة زهراء بن ميم مع والدها ريكاردوس يوسف “البنك المركزي”، في محاولة لتدبير مبلغ 2 مليون دولار لعلاج طفلتها من ضمور العضلات الشوكية، فتهز حادثة الاقتحام كل البلاد، لتبدأ مرحلة تفاوض القوات الأمنية معها لأجل إطلاق الرهائن.

الحب سيد الموسم الرمضاني 

العقيد سلام، وهو الفنان مصطفى الربيعي، يقود عملية التفاوض مع زهراء بن ميم عبر الهاتف، فيقعان بالحب عند كل مكالمة بينهما، لدرجة أن العقيد الذي لم يرها قط، ينجح غير ما مرة بإقناع قيادات الأجهزة الأمنية بعدم اقتحام البنك، للحفاظ على حياة زهراء.

زهراء بن ميم مع الكسندر علوم وإياد الطائي أبطال مسلسل الحيرة/ إنترنت + وكالات

في مسلسل “طوارئ”، قصة الحب هي أساس العمل، والتي يكون طرفاها النجمة الأولى في التمثيل عراقيا زهور علاء والممثل القدير سعد محسن، إذ يبدأ المسلسل وهما طبيبان زوجان، يعيشان حياة هادئة.

اقرأ/ي أيضا: “العشرة” و“الماروت” وغيرها.. مسلسلات رمضانية تنعش الدراما العراقية

سرعان ما ينقلب محسن، وتصبح حياته كلها نزوات وعلاقات عابرة، فتنفصل منه زهور، لكنه لم يتركها تهنأ بحياتها حتى بعد الطلاق، يلاحقها في كل لحظة؛ لأنه أحس بقيمتها عند فقدها، وهي تكابر ولا ترضى العودة له خشية من عودته لنزواته، وحينما يحل اليأس في قلبه، يطلق رصاصة صوب رأسه وينتحر.

الجمهور المحلي العراقي كان متفاعلا بشكل إيجابي مع الأعمال التي شهدت قصص الحب، مع وجود أقلية معارضة لكل إنتاج محلي، لكن الأغلبية مرحِّبة بهذا النوع من القصص؛ لأنه مل الأعمال التي تحكي عن الماضي وصراع العوائل والحروب.

الاتجاه بشكل كبير نحو الرومانسية والحب بمسلسلات دراما رمضان 2023، يمكن تفسيره وإرجاعه، إلى حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد. الوضع الأمني جيد، ولا حروب تخوضها البلاد، إضافة إلى اقتحام الشباب للدراما، وهم الذين يحبون الحياة، ويمقتون الماضي، فترجموا السلام الذي يبحثون عنه بالحب في الموسم الرمضاني الحالي.

الجانب الآخر من دراما رمضان في العراق

بالمقابل، يحتدم الجدل في العراق، على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى داخل “البرلمان”، حول ما يُوصف بـ الإساءات التي تنطوي عليها أعمال تلفزيونية رمضانية؛ فبالإضافة إلى مسلسل “معاوية” الذي حظر العراق عرضه، أثار مسلسلان آخران ضجة مع بدء عرضهما بداية رمضان الحالي.

المسلسل الأول “دفعة لندن” هو إنتاج قناة “إم بي سي” السعودية،عن قصة كاتبة كويتية، يتحدث عن يوميات طالبات من دول عربية مختلفة في العاصمة البريطانية لندن، ليشعل أحد مشاهد المسلسل الجدل إثر ظهور طالبة عراقية على أنها “خادمة” لزميلاتها الخليجيات. 

ما دفع عراقيون إلى الاعتراض على أساس أن المسلسل “ينتقص” من العراقيات، وتصاعد الجدل ليتحول إلى ما يشبه أزمة علاقات عامة بين العراقيين والكويتيين، واتهم عراقيون الدراما الكويتية بأنها “تتعمد” الانتقاص من العراقيين بشكل ممنهج. 

المسلسل الآخر هو مسلسل درامي عراقي عنوانه “الكاسر” أثار عرضه ضجة بعد أن صور نجل شيخ قبيلة من جنوب العراق في جلسة رقص، وأثار المسلسل ردود فعل وصلت إلى “البرلمان” العراقي حيث طالب نواب هيئة الإعلام والاتصالات بوقف عرضه، ما دفع الهيئة إلى إصدار أمر لقناة “يو تي في” المحلية بوقف المسلسل. 

عرض المسلسل أجج انتقادات من قبل جهات سياسية أغلبها مقربة لإيران، ومنها ميليشيا “عصائب أهل الحق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة