“عصابة موس كباس” وكيف أنها قد تكون بوابة لعودة الفنانين محمد أوسو وأيمن رضا إلى عالم الكوميديا هو ما يشغل الجمهور السوري بعد الإعلان عن التحضير للمسلسل، حيث تُعد عودة هؤلاء الفنانين البارزين إلى الشاشة حدثا فنيا يترقبه الجمهور بشغف واهتمام كبير، لما تمتلك أعمالهما السابقة مكانة خاصة في قلوب المشاهدين وتركت أثرا عميقا في المشهد الفني السوري.

منذ إعلان ما يُعرف فنيا بـ”الأستاذ كمالة عدد”، المنتج والفنان السوري، مازن البني عن هذه العودة المرتقبة، بدأت التكهنات تتوالى والتساؤلات تتكاثر حول طبيعة العمل الجديد ومدى قدرته على تجاوز توقعات الجمهور. ومن بين الأمور التي أثارت اهتمام النقاد والمعجبين هو انضمام محمد أوسو وأيمن رضا إلى فريق “عصابة موس كباس”.

ما قصة المسلسل المؤجل؟

مسلسل “عصابة موس كباس” يعد من أبرز العروض الكوميدية المنتظرة في الساحة السورية، حيث يُعتقد أنه سيحقق شعبية واسعة ويجمع جماهير من مختلف الفئات العمرية. ومن خلال انضمام محمد أوسو وأيمن رضا لهذه العصابة، يتجلى الطابع الفني الاستثنائي للعمل المرتقب والذي يعد بتقديم ساعات من الضحك والتسلية الجميلة للجمهور.

الفنان السوري محمد عمر أوسو - إنترنت
الفنان السوري محمد عمر أوسو – إنترنت

 عودة محمد أوسو وأيمن رضا إلى عالم الكوميديا تعد خطوة هامة للفنانين الذين استطاعوا خلال مسيرتهما الفنية المذهلة أن يكتسبا جماهيرية واسعة. حيث ترك هؤلاء الفنانين بصمة قوية في قلوب المشاهدين من خلال الشخصيات الكوميدية التي جسّدوها والتي انتشرت بسرعة في المجتمع السوري، مما جعل الجمهور يتطلع بشغف إلى رؤيتهم مجددا على الشاشة.

المسلسل الذي أُعلن عنه لأول مرة في عام 2021، ووصفه أوسو بـ”العمل البطولي”، في إشارة إلى مشاركة عدة أبطال في المسلسل، كان من المأمول أن يعرض في سباق الدراما 2022، حيث كان متوقعا أنه سيكون الحدث الأكبر، حيث يصور في عدة دول داخل الشرق الأوسط.

البني تحدث خلال لقاء له مع الإعلامي ماجد العجلاني، عن عمل جديد يتم التحضير له من كتابة الفنان محمد أوسو ويحمل اسم “عصابة موس كباس”، وسيشارك البني معه كمنتح وممثل ضمن العمل، بالإضافة إلى عدد من الفنانين السوريين منهم الفنان أيمن رضا.

كما كشف البني الذي شارك في العديد من الأعمال منها “كسر الخواطر” و”هارون” و”مرايا”و”أهل الراية” عن تغير شكله بشكل كبير بسبب خسارته الكبيرة للوزن بعد أن كان يعاني من الوزن الزائد. وأكد أنه لم ينظلم دراميا كما يعتقد البعض، وأنه يملك العديد من القنوات التلفزيونية المعروفة، وأن سبب غيابه عن الشاشة كان رفضه لعدد من الأعمال التي عرضت عليه بسبب الظروف السيئة التي كانت تمر بها سوريا.

أوسو بعد خروجه من سوريا

من المتوقع أن يتمتع العمل الجديد بجودة فنية عالية وسيناريو مبتكر وإخراج متقن، حيث سيكون للعصابة القدرة على استغلال مواهب محمد أوسو وأيمن رضا لإضفاء لمسة جديدة ومميزة على العمل، ما قد يمهّد الطريق لنجاح كبير وتحقيق إشادة من النقاد والجمهور.

بوستر مسلسل "الأعدقاء" لمحمد أوسو - إنترنت
بوستر مسلسل “الأعدقاء” لمحمد أوسو – إنترنت

“عصابة موس كباس” قد يكون البوابة التي ستعيد محمد أوسو وأيمن رضا للكوميديا وتمنحهما فرصة للتألق مرة أخرى على الشاشة، خصوصا بعد فشل أوسو بعد هجرته إلى أميركا في تقديم كوميديا سوريا على منصة “يوتيوب”.

محمد أوسو بعد خروجه من سوريا شارك في مسلسل “الأعدقاء” الذي تراوحت آراء النقاد حوله بين الإشادة والتقييم المتواضع، لكنه دون شك لم يبهر الجمهور بالقوة الدرامية والمضمون المثير الذي احتواه. حيث تناول المسلسل قضية العلاقات الاجتماعية في الغربة، وهو الموضوع الذي يجذب الكثير من السوريين الذين يعيشون بعيدا عن وطنهم خلال السنوات الأخيرة. 

المسلسل الذي عُرض على منصة “يوتيوب” فقط، ركز بشكل عام على فكرة التناقضات بين العداء والصداقة التي تتجلى في تلك العلاقات، مما كان من المفترض أن يجعله قصة شيقة تستحق المشاهدة.

مسلسل “الأعدقاء” أتى بعد غياب طويل لمحمد عمر أوسو عن الدراما السورية منذ عام 2007، حيث ابتعد عن الشاشة بعد أن أدى دور “هارون” في مسلسل “كثير من الحب كثير من العنف” الذي شارك في بطولته مع نادين سلامة وعبد الحكيم قطيفان. لذا، كان لقدومه في “الأعدقاء” بمثابة عودة تشعل حماس المتابعين وتثير الفضول لمعرفة ما يمكن أن يقدمه في هذا العمل الجديد.

أوسو كان قد أعلن عن مشروع مسلسل بعنوان “نايا” حيث كان سيكتبه وينتجه، لكنه لن يقوم بأداء أي دور فيه، كما كتب أيضا مشروعا تحت مسمى “أكشن كوميدي” حيث كان من المقرر أن يجسد شخصية مميزة فيه.

مسلسل “بكرا أحلى” الذي تم عرضه في عام 2005 يعد نقطة تحول هامة في مسيرة محمد أوسو الفنية. فبعد تجربته في كتابة لوحات مستقلة مثل “بقعة ضوء” و”مرايا”، استطاع أن يجذب أنظار الجمهور بأدائه المميز في دور “كسمو”، والذي حقق شعبية واسعة ونال استحسان النقاد، وفاز بجائزة “مهرجان دمشق” للأعمال التلفزيونية. وهذا النجاح الكبير ساهم في تعزيز مكانته كواحد من أبرز نجوم الكوميديا في سوريا.

محمد أوسو عاش فترة صعبة بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، حيث تم اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية السورية ولف الغموض حول مصيره. وتداول ناشطون أخبارا تفيد بتصفيته في المعتقل، لكن في عام 2016، ظهر في صورة جمعته بالممثل السوري المعارض عبد الحكيم قطيفان، بعدما غادر سوريا باتجاه الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقيم حاليا. 

هذه التجربة المأساوية التي مرّ بها أوسو أضافت طابعا مثيرا لقصة حياته الفنية، وجعلت عودته إلى الشاشة أمرا ينتظره الجميع بشوق.

هل تعود الكوميديا السورية؟

في ظل الظروف الحالية والتحديات التي تواجهها الدراما الكوميدية في سوريا، تثار تساؤلات حول مستقبلها وعودتها إلى الساحة الفنية. أشار الفنان عبد المنعم عمايري  في حديث سابق لموقع “سكاي نيوز”، إلى أزمة النص وتراجع شركات الإنتاج عن دعم الأعمال الكوميدية التلفزيونية في البلاد، مما أدى إلى صعوبة جذب الجماهير والناس إلى هذا النوع من الدراما.

بوستر لمسلسل "الواق واق" المصور في دولة تونس - إنترنت
بوستر لمسلسل “الواق واق” المصور في دولة تونس – إنترنت

في هذا السياق، أعربت الفنانة ليلى سمور، التي تُعد واحدة من الأسماء المرموقة في عالم الكوميديا، في حديثها لـصحيفة “الشرق الأوسط”، عن حبها الكبير لهذا النوع الفني. ومع ذلك، أشارت إلى مشكلة تكرار النصوص والممثلين والأداء في الكوميديا السورية، وهو ما يُعتبر سلاحا ذو حدين. فالتكرار المستمر يمكن أن يؤدي إلى تجاوز الحدود وفقدان جاذبية الأعمال الكوميدية في ظل تطلعات الجمهور المتغيرة.

الكوميديا تشكل جزءا من أرشيف المشاهدة لدى المتابع السوري الذي سرعان ما يستذكر مباشرة مسلسلات أُثيرت في ذهنه، أبرزها “سلسلة النجوم”، التي بدأها حكم البابا وأكملها ممدوح حمادة، واستمرت لأربعة أجزاء تحت إدارة المخرج هشام شربتجي.

الجمهور، أيضا، يرتقب ماذا يقدّم الكاتب ممدوح حمادة، بعد غيابه عن آخر عمل قدّمه، وهو “الواق واق”، قبل أربع سنوات، وهو مسلسل كوميدي صور بشكل كامل في دولة تونس، لكنه تعثر في الوصول إلى الجمهور من دون تحقيق نسب متابعة عالية، أو تفاعل من قبل المشاهدين، كما حدث مع أعمال حمادة السابقة مع المخرج الليث حجو، مثل “ضيعة ضايعة”، و”الخربة”، و”ضبو الشناتي”.

حالة الرفض للأعمال الكوميدية الرديئة، ذات الإنتاج المنخفض، والتي باتت تعرف بـ “دراما البوتكس”؛ تشكلت لاعتمادها على جميلات شكلا من دون الأداء، والمبالغة في التركيز على الإيحاءات الجنسية، وتسليع صورة المرأة، وهذا ما انتقل بدوره إلى اسكتشات كوميدية يجري إنتاجها لمنصات التواصل الاجتماعي.

على الرغم من التحديات التي تواجهها، لا يمكن إنكار الإبداع والموهبة الفنية الكبيرة التي تتمتع بها صناعة الكوميديا في سوريا. قد تكون الحاجة الآن ومع عودة أوسو ورضا هي تجديد الأفكار وتنويع النصوص واستكشاف أساليب جديدة لجعل الكوميديا أكثر جاذبية وتأثيرا على الجمهور. بالتالي، يمكن أن تكون هذه الفترة التحولية فرصة لإعادة إحياء الكوميديا السورية وتحقيق عودتها المرموقة إلى المشهد الفني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات