منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إثر الهجوم المباغت الذي شنّته حركة “حماس” على إسرائيل، والإعلامي المصري إبراهيم عيسى ينتقد هجوم الحركة غير المدروس، والخطابات العامة وسلوكيات الجماعات الإسلاموية، بسبب خلقهم لحرب لا طائل منها من جهة وتأجيج “الإخوان المسلمين” الرأي العام من جهة أخرى، خاصة في الغرب فيما يتعلق بالتعاطف مع الفلسطينيين.

هذا وقال الإعلامي إبراهيم عيسى: إن الإسلام مُختطَف من “الإخوان” في أوروبا، وتحديدا في ألمانيا وفرنسا وإنكلترا. وإنهم يقدّمون أنفسهم على أنهم الإسلام، وتطرفهم العنيف يجعل الرأي العام الغربي يتردّد بسبب تشويش رؤيته من تصرفات الجماعة الإسلامية.

إبراهيم عيسى و”الإخوان”

إبراهيم عيسى، أردف خلال تعليق عبر برنامج “حديث القاهرة”، المُذاع عبر فضائية “القاهرة والناس”، أن مشكلة الشعوب العربية عدم قدرتهم على التفاهم مع الغرب بينما ثمة جمعيات في دول الغرب ضد “الصهيونية” في أوروبا وهناك يهودٌ ضد “الصهيونية” في الغرب، مؤكدا أنه في أوروبا أشخاصا ينتصرون للقضية الفلسطينية في أوروبا وأميركا، غير أن المفاهيم التي فرضها “الإخوان المسلمين” على تلك المجتمعات سبّبت حالة من عدم الفهم لدى الأوروبيين.

إبراهيم عيسى لفت في برنامجه المتلفز أمس الأربعاء إلى أن دول الغرب ليست متّحدة في الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي ليست وحدة كاملة ضد العرب، بالعكس فهناك شريحة كبيرة من اليسار الأوروبي داعمة للقضية، نتيجة لعدة أسباب واعتبارات.

من جانب آخر، انتقد عيسى، طريقة “المقاومة الفلسطينية”، والمتمثلة في توجيه اللعن للخصم، مبينا أن المقاومة هي مدرسة الإخوان التي تبيح السّب وانتهاك الأعراض طالما للخصم، مشيرا في حديثه التلفزيوني إلى أن “الإخوان” تحلل السّب وانتهاك الأعراض طالما للخصم، وتعتبره غير مسلم ويحلّ فيه التجريح وتوجيه السُباب والشتائم له، متّهما الجماعة بتقديمها أحاديث نبوية غير صحيحة، أو يطلق هذه التعبيرات أو الكلمات.

أما في سياق حملات المقاطعة لمنتجات الشركات التي تحمل أسماء أجنبية في الأسواق العربية ولا سيما في مصر، أكد أنها وسيلة محترمة وشرعية ومن حقّ أي شخص يقاطع ويدعو للمقاطعة، غير أن كلّ هذه الشركات التي تعمل في مصر هي مصرية ولكنها تعمل تحت اسم المنتج الأجنبي فقط، وبمقاطعتها ثمة مصريين بسطاء يتضررون بسبب الضرائب والتأمينات التي يدفعونها من أعمالهم، مطالبا بالتأكّد من طبيعة الشركة أو المؤسسة التي تتم مقاطعتها.

وتابع عيسى في حديثه بالقول: “الشركات اللي في مصر ده مصرية وواخدة اسم الخواجة بس.. وأنت بتقاطع فيها مصريون غلابة وهما مصريين بيدفعوا ضرائب وتأمينات من أعمالهم، وقاطع براحتك بس الأول اتأكد أن المقاطعة مؤثرة مش وهمية وضحك على النفس”.

انتقادات سابقة

في المقابل، وبحسب العديد من المحللين والكتّاب، فإن الهجوم الذي قامت به “حماس” على إسرائيل لم يحقق أهدافا لا للقضية الفلسطينية ولا للفلسطينيين، بل على العكس تماما، عملية “طوفان الأقصى” تشبه بشدّة عملية اختطاف طائرة، حيث تضمن لـ”حماس” والفصائل تغطية إعلامية مكثّفة تدوم لمدة 24 ساعة؛ لكن النتيجة الوحيدة هي تصاعد العقوبات وزيادة معاناة الفلسطينيين على مدى العقود القادمة، وهذه العملية تبدو واضحة كحرب متاجرة، حيث يبدو أن التوقيت مشبوهٌ وعواقبه مدمّرة، ولا يمكن توقّع أي مكاسب لصالح الفلسطينيين، والجوانب السياسية الإقليمية والدولية ليست في مكانها في وسط مغامرات مثل هذه.

وقد أعرب إبراهيم عيسى في وقتٍ سابق عن حزنه العميق لمقتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في القصف الإسرائيلي المتواصل، ردّا على هجوم “حماس” التي قتلت خلاله مدنيين من بينهم أطفال ونساء وكبار السّن.

لكن في الوقت ذاته هاجم عيسى “حماس” هجوما لاذعا، وقال خلال تقديم برنامج “حديث القاهرة” في وقت سابق: “ليس لي ولغيري أن يدافع عن هذه العملية لنجاحها والذي في حقيقة الأمر مبهر طالما هذه النتائج كارثية”. مضيفا “لكن هي في حد ذاتها كاشفة أن ثمة جماعة تختطف القرار الفلسطيني وبتضيع فلسطين بزعم المقاومة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات