أعلن تنظيم «داعش» مساء اليوم الخميس تبنّيه لتفجير استهدف مقبرة الخواجات في مدينة جدّة السعوديّة أمس، وتسبب  التفجير بوقوع 4 من الجرحى خلال احتفال بذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، حضره مجموعة من الممثلين عن السفارات الغربية والبعثات الدبلوماسية .

وقال التنظيم في بيان نشرته حسابات مقربة منه على مواقع التواصل إن: «عناصر أمنيّة تابعة للتنظيم زرعت عبوة ناسفة في مقبرة الخواجات بحي البلد في مدينة جدّة أمس، وخلال الاحتفال تم تفجيرها ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى».

ضمن هذا السياق اعتبر كثير من المختصين والمعلقين أن شكل وطريقة العمليّات التي ينفّذها التنظيم في المنطقة تظهر مدى ضعفه وتخلخله من الناحية العسكريّة، إذ إنه في هذه العملية استهدف مقبرة تضم رفاة لضحايا الحرب العالمية الأولى، علماً أنها  موجودة في المدينة منذ ما يزيد عن 5 قرون، حيث يدفن فيها أشخاص من جنسيات متعددة، وتحوي قبوراً لجنود من جنسيات برتغالية وبريطانية وأوربية مختلفة، وبدا استهدافها إضافة إلى بيان تبني العملية مؤشراً على تخبط التنظيم وعشوائيته.

وتأتي هذه العملية بعد انهيار التنظيم في المناطق التي كان يسيطر عليها في الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا والعراق، إذ لم يعد له تواجد إلا في  جيوب متفرقة من البادية السورية العراقية.

من جهتها قالت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إن الاعتداء أسفر عن إصابة أربعة أشخاص من ضمنهم  يوناني وسعودي يعمل مع إحدى البعثات الدبلوماسية في المملكة.

كما أدانت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان الهجوم، واصفة إياه بـ  «الجبان والغير مبرر ». داعيةً السلطات السعودية إلى تحري الدقة والعمل على تحديد الجناة وملاحقتهم، وفق ما نقلت وكالة “رويترز“.

وفور الهجوم، وجهت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً لرعاياها المقيمين في المملكة العربية السعودية، مطالبة إياهم بالحذر الشديد، مخافة تكرار أي عمليات استهداف مماثلة.

تحذيرات الخارجية الفرنسية شملت أيضاً رعاياها المقيمين في دولة #الإمارات، عبر بيان مماثل طالبتهم فيه بالحذر الشديد وتوخي الدقة خلال انتقالهم، مخافة وقوع أي اعتداءات مماثلة.

خاصة وأن #فرنسا شهدت في الآونة الأخيرة اعتداءات إرهابية، جرى آخرها حين أقدم شاب تونسي على قتل ثلاثة أشخاص في مدينة “نيس” جنوبي فرنسا، في وقت سابق من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

كما كانت فرنسا هدفاً لحملات تحريض واسعة خلال الفترة الماضية على خلفية قضية الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في جريدة شارلي إيبدو.

إلى ذلك لاقت العملية إدانات متعددة حيث أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً يدين العملية واعتبرت أن “هذه الأعمال التي تستهدف الأبرياء تمثل صوراً لبشاعة العنف والتطرف والغلو” كذلك أدانت بقية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الاعتداء على المقبرة ببيانات صدرت عن وزارات خارجية كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان، والتي شددت على استنكار وإدانة مثل هذه العمليات وضمن نفس السياق أتى بيان صادر عن الخارجية المصرية.

كذلك وصفت منظمة التعاون الإسلامي الاعتداء في بيانها أنه “فاشل وجبان” .

هذا ويأتي الاعتداء الذي نفذه التنظيم على إحدى المقابر في فترة يشهد فيها تراجعاً في منطقة الشرق الأوسط، بينما يحذر مختصون في شؤون الجماعات الجهادية من توجه عناصر التنظيم المتطرف باتجاه دول إفريقيا، حيث رصد توسع لحضور التنظيم في الدول الإفريقية خاصة جنوب الصحراء الكبرى وحتى السواحل الشرقية للقارة السمراء ما يهدد أمنها واستقرارها.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة