خلال الآونة الأخيرة، ادعت تقارير صحفية بقرب الانسحاب العسكري الأميركي من شمال شرق سوريا، رغم الضمانات الأميركية السابقة بعدم حدوث أي انسحاب أو تخفيف للتواجد العسكري.

في الأثناء قال مسؤول كبير يعمل على سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، في إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، إنه من غير المرجّح خروج الجيش الأميركي من سوريا في أي وقت قريب.

وأشار المسؤول، بحسب قناة “الجزيرة” إلى أنّه على الرغم من تزايد التكهنات بأن واشنطن ستفعل ذلك بعد انسحابها من أفغانستان، فإن الجنود الأميركيين الـ 900 في شمال شرقي سوريا سيبقون هناك.

لا مقارنة بين أفغانستان وسوريا

في يوليو/تموز، كشف القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي، “جوي هود”، أنّ القوات الأميركية لن تغادر شمال وشرق سوريا في الوقت الحالي.

وقال “هود”، إنّ: «الولايات المتحدة لا تهدف لتغيير النظام في سوريا، إنّما سياسة واشنطن هي تغيير سلوك الحكومة السورية عبر عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة وتؤدي لحماية الشعب».

وأكدّ “هود” خلال ظهورٍ تلفزيوني، أنّ قوات التحالف الدَّوْليّ لن تخرج من شمال وشرق سوريا وستعمل مع قوات سوري الديمقراطية (قسد)، لمواجهة تنظيم داعش.

غير أن المسؤول الأميركي، أكد خلال حديثه لموقع “الجزيرة”، أنّ «المثير للدهشة أننا نعلم أن أفغانستان وسوريا مكانان مختلفان، ولهذا السبب كانت سياساتنا، تجاه كل منهما، مختلفة تماماً».

وأضاف، أنّ «حجم وطبيعة أهدافنا وعمق مشاركتنا، ونوع البيئة التي نعمل فيها في سوريا مختلفة تماماً».

ويتوافق ذلك، مع تصريح رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، “إلهام أحمد”، خلال خلال منتدى سياسي عقده «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، في سبتمبر/أيلول الفائت، أن الوجود الأميركي في سوريا من شأنه أن يضفي توازًنا إيجابيًا على الملف السوري، مضيفةً، أنّه يختلف كليًا عن الحالة الأفغانية.

أسس التدخل تثبت الوجود الأميركي في سوريا

معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، كان قد دعا منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، إلى وضع حد لأي فكرة تتضمن سحب القوات الأميركية من سوريا.

وعلى عكس الانسحاب من أفغانستان، الذي كان مدعوماً من أغلبية الناخبين لسنوات، أعرب معظم الأميركيين عن دعمهم لمهمة مكافحة “تنظيم الدولة” في سوريا والعراق.

هذا الدعم يراه مراقبون، أنّه إشارة إلى عدم وجود ضغوط على “بايدن” وإدارته للإسراع في الانسحاب السوري في أي وقت قريب.

ويأتي ذلك، بسبب أنّ نوع المهمة كان له الأثر الأكبر، حيث أثبتت مهمة الوجود الأميركي في بناء الأمة في أفغانستان، أنه هدف لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل.

لكن لاحظ بعض المحللين، أن الأميركيين على استعداد لتعليق الشك بشأن التدخل في الخارج عندما يتعلق الأمر بمحاربة القاعدة ومقاتلي “داعش” في سوريا والعراق.

في الوقت ذاته، يبدو أنّ الرئيس الأميركي بات حذراً بشأن سحب القوات مرة أخرى من الأراضي الحدودية غير المستقرة، والمناطق التي كانت خاضعة سابقاً لتنظيم “داعش” في سوريا، خشية أن يخاطر بالضرر السياسي في الداخل الذي قد يتبعه إذا ما عاد التنظيم إلى الظهور.

اقرأ أيضاً: إلهام أحمد: الدعم الأميركي المستمر أمرٌ بالغ الأهمية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.