انطلقت بعد ظهر اليوم الاثنين، المفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا، وذلك بعد وصول الوفد الأوكراني اليوم إلى منطقة غوميل على الحدود البيلاروسية الأوكرانية، في حين ما تزال الأجواء متوترة  بين أوكرانيا وروسيا؛ المتباعدتين للغاية بشأن ما تريدانه من المحادثات.

أبرز مطالب الطرفين

قبيل بدء المفاوضات الروسية الأوكرانية، تمسكت كييف بشرط وقف فوري لإطلاق النار وسحب القوات الروسية، من خلال وفدها الذي يضم، وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ومستشار مكتب رئيس أوكرانيا ميخايلو بودولياك، ونائب وزير خارجية أوكرانيا ميكولا توتشيتسكي.

الوفد الروسي، الذي يترأسه فلاديمير ميدينسكي مساعد الرئيس الروسي، ويضم في عضويته مسؤولين على مستوى نواب وزيري الدفاع والخارجية، والسفير الروسي في بيلاروسيا، بوريس غريزلوف، ورئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب الروسي، ليونيد سلوتسكي، رفض الكشف عن المطالب التي سيوجهها الجانب الروسي إلى الوفد الأوكراني.

وفي وقت سابق، قال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه وافق على المفاوضات الروسية الأوكرانية، بعد محادثة مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الذي أكد له سلامة الجانب الأوكراني. لكنه أعرب عن شكوكه في إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في المحادثات.

وقال زيلينسكي، “سأقول هذا بصراحة، كما هو الحال دائما؛ أنا لا أؤمن حقا بنتيجة هذا الاجتماع، لكن دعهم يحاولون”.  مضيفا “حتى لا يساور أي مواطن أوكراني أي شك” في أنه حاول إيقاف الحرب بالوسائل الدبلوماسية “مهما كانت الفرصة ضئيلة”. واصفا الساعات الأربع والعشرين القادمة بأنها “حاسمة” بالنسبة لأوكرانيا.

ويأتي هذا التطور في أعقاب أنباء سابقة عن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر بوضع القوات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى ردا على ما أسماه “التصريحات العدوانية” من قبل قوى الناتو القيادية وزيادة العقوبات.

للقراءة أو الاستماع: ثاني أكبر المدن الأوكرانية تطرد الروس.. تطورات جديدة من كييف

أوكرانيا ترفض بيلاروسيا

وكان الرئيس الأوكراني، قد صرح أمس الأحد، أن أوكرانيا مستعدة لإجراء محادثات سلام مع روسيا، ولكن ليس في بيلاروسيا المجاورة، لأنها حليفة لموسكو التي استخدمتها كنقطة انطلاق لغزوها متعدد الأطراف.

وترك زيلينسكي، الباب مفتوحا للمفاوضات الروسية الأوكرانية في أماكن أخرى وأدرج مدن وارسو أو براتيسلافا أو إسطنبول أو بودابست أو باكو كأماكن بديلة. وقال: “أي مدينة أخرى في دولة لا تطير صواريخها من أراضيها تناسبنا”.

وفي السياق ذاته، ذكر مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، أن أوكرانيا تريد مفاوضات “حقيقية” فقط، واصفا قرار روسيا بإرسال الوفد إلى بيلاروسيا لإجراء محادثات بأنه “دعاية”.

ولا يزال الجيش الأوكراني يحاول منع القوات الروسية من السيطرة على المدن الرئيسية. مع اشتداد المعارضة العالمية للغزو الروسي، حيث قام الاتحاد الأوروبي، بمنع الطائرات الروسية من دخول أجوائه.

للقراءة أو الاستماع: 4 سيناريوهات قد ينفذها بوتين بعد غزوه لأوكرانيا

من هو عرّاب المحادثات في بيلاروسيا؟

نقلت مصادر صحفية، أن الملياردير الروسي الإسرائيلي، رومان إبراموفيتش، وبناء على طلب أوكرانيا، يساعد في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا كجزء من محاولة لإنهاء الحرب المستمرة. حيث طلب الأوكرانيون من إبراموفيتش المساعدة في تمكين المحادثات، والذي بدوره سافر إلى بيلاروسيا للمشاركة في المناقشات.

ولم يعلق سفير أوكرانيا لدى إسرائيل، يفغين كورنيشوك، بشكل خاص على مشاركة إبراموفيتش في المحادثات، لكنه قال “إننا نقدر أي شخص يمكنه المساعدة، إذا كان لديه ما يكفي من النفوذ”.

وتعرض إبراموفيتش، مالك نادي “تشيلسي” لكرة القدم الإنكليزي، لانتقادات في لندن بسبب تقارير عن علاقته السابقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد تصاعدت الدعوات في البرلمان لمعاقبته، ما جعله يتخذ قرارا بمنح “الإشراف” على نادي تشيلسي لأمناء المؤسسة الخيرية التي يرأسها.

وأوضح ألكسندر رودنيانسكي، المنتج الذي رشح مرتين لجائزة الأوسكار، وهو على علاقة بالمسؤولين الحكوميين في كييف، أن “الأوكرانيين كانوا يحاولون العثور على شخص في روسيا يمكنه المساعدة في إيجاد حل سلمي”. مضيفا، أنهم “تواصلوا مع عدة أشخاص للحصول على المساعدة. ورومان هو الشخص الذي قرر المساعدة وحشد الدعم من أجل حل سلمي”.

وكان “الكرملين”، قد قال في وقت سابق أمس الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أبلغ بوتين في مكالمة هاتفية، أنه سيعرض التوسط لوقف إطلاق النار بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

للقراءة أو الاستماع: روسيا تبيع إيران من أجل أوكرانيا.. “الاتفاق النووي” في خبر كان؟

ليتوانيا تريد التحقيق مع روسيا

إلى ذلك، تقدمت ليتوانيا إلى أعلى محكمة في الأمم المتحدة، بطلب بالتحقيق مع روسيا، في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها روسيا وبيلاروسيا خلال غزوها على أوكرانيا.

وقالت وزيرة العدل في دولة البلطيق إيفيلينا دوبروفولسكا إن الاقتراح أرسل إلى المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي الهولندية. كما أضافت أنه طُلب من المدعي العام التحقق من ذلك وربما فتح تحقيق.

حيث وجهت الدعوى، اتهاما مباشرا إلى “مسؤولية أفراد معينين” وهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

الجدير ذكره، أن أوكرانيا، السبت الفائت، رفعت دعوى  ضد روسيا في محكمة العدل الدولية، متهمة موسكو بالتخطيط لإبادة جماعية. كما طلبت من المحكمة التدخل لوقف الغزو وإصدار أوامر لروسيا بدفع تعويضات.

للقراءة أو الاستماع: بين كوبا وأوكرانيا.. 60 عاماً من التهديدات الروسية حول الحرب النووية