أعداد هائلة من القرود تركض في طريق سريع وسط الشاحنات ظهرت في فيديو، تداوله رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، وقالوا إنها هربت من العاصفة الترابية التي اجتاحت الأردن صوب العراق، فما الحقيقة؟

صحفيو تقصّي صحّة الأخبار في وكالة “فرانس برس”، تعرفوا على الفيديو، فقد سبق أن ظهر في السنوات الماضية على صفحات مواقع “التواصل الاجتناعي” في سياقات أخرى.

وأظهر تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، والتفتيش عنها على محرّكات البحث، أنه منشور عام 2017 على مواقع إخبارية، وعلى مواقع التواصل، على أنه مُصوّر على الطريق السريع الواصل بين مكّة والمدينة في السعودية.

ويمكن العثور على فيديوهات مشابهة، صورت على الطريق السريع بين مكة والمدينة، نشرت في سنوات مختلفة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”.

ظهور هذا الفيديو، جاء بالتزامن مع العواصف الترابية الأخيرة، التي تسببت في تعطيل الرحلات الجوية وإغلاق المدارس، ودخول آلاف الأشخاص إلى المستشفيات في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط، في ظاهرة يرجح أن تزداد سوءا خلال السنوات المقبلة، على وقع تأثير التغيرات المناخية.

9 موجات غبارية

مؤخرا، خيّم الغبار وانعدام الرؤية على العراق والكويت والسعودية وإيران، في ظاهرة مترابطة يعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلّة الأمطار والتصحّر.

للقراءة أو الاستماع:

شهد العراق لوحده، 9 موجات غبارية في غضون شهر ونصف، منها 6 موجات في شهر نيسان/ أبريل المنصرم، و2 في عيد الفطر مطلع أيّار/ مايو الجاري، والتاسعة مانت مطلع هذا الأسبوع.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

تهاون حكومي مع المتجاوزين

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

للقراءة أو الاستماع:

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة