تغريدة تعيد الذاكرة إلى عامين بالضبط، عندما تحدّث زعيم ميليشيا “العصائب” قيس الخزعلي، عن مخطط لنشر الفوضى في العراق، فحدثت الانتفاضة حينها التي تعتبرها الميليشيات بأنها مؤامرة.

قال زعيم ميليشيا “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، في تغريدة عبر “تويتر” وتابعها “الحل نت”، اليوم الخميس، “هناك مخطط لنشر الفوضى من جديد”.

أردف الخزعلي: “نرفض الاعتداءات التي تمارس بحق المتظاهرين السلميين، وخصوصا المطالبين بتوفير فرص العمل”.

وأضاف: “نعتقد أن عدم معالجة مشكلة المحاضرين والإداريين والتعامل معهم بهكذا طريقة، هو أمر متعمد الهدف منه خلط الأوراق؛ من أجل تأجيج الشارع تمهيدا لما يخطط له من نشر الفوضى من جديد”.

تظاهرات فئوية

يشهد العراق منذ سنة ونصف، تظاهرات متفرقة لعدة فئات مجتمعية، طلابية، شبابية، كوادر تدريسية، وغيرها، كل فئة تتظاهر أمام مؤسسة معينة للمطالبة بفرص عمل وبتوظيفهم في المؤسسات الحكومية.

لكن القوات الأمنية تتعامل مع تلك التظاهرات بالقوة بين الفينة والأخرى؛ سعيا منها لإنهاء تلك التظاهرات، دون جدوى.

وكان قيس الخزعلي، تحدّث بلقاء متلفز في أيلول/ سبتمبر 2019، عن مخطط لنشر الفوضى في العراق عبر إخراج الشباب إلى الشارع في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

بعد أقل من شهر، حدث ما توقعه الخزعلي، لكنها كانت تظاهرات شعبية اجتاحت الوسط والجنوب العراقي والعاصمة بغداد، عرفت بـ “انتفاضة تشرين”، لكن القوى والميليشيات الموالية لإيران، اعتبرتها مؤامرة ضدها.

وخرجت “انتفاضة تشرين” في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ضد الفساد السياسي والبطالة ونقص الخدمات والتدخل الإيراني بالشأن العراقي.

ما الذي حقّقته “تشرين”؟

من أبرز الشعارات التي نادت بها الانتفاضة: “نريد وطن” و”نازل ٱخذ حقي”، وطالب المتظاهرون بتغيير نظام الحكم إلى رئاسي، وترك المحاصصة السياسية.

لكن التظاهرات جوبهت بقمع من “قوات الشغب” الحكومية والميليشيات الموالية لإيران بالقنابل الدخانية والقناص، وبخطف وتعذيب وتغييب المتظاهرين.

وقتل في “حراك تشرين” 750 متظاهرا وأصيب 25 ألفا، بينهم 5 آلاف متظاهر بإعاقة دائمة، وفق الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية.

وأسفرت “انتفاضة تشرين” عن إسقاط حكومة عادل عبد المهدي، مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019، ومجيء حكومة برئاسة مصطفى الكاظمي في 7 أيّار/ مايو 2020.

ومن مخرجات “تشرين” انتخابات مبكرة أجريت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وشاركت فيها عدة أحزاب انبثقت من رحم الانتفاضة، وفاز بالانتخابات 15 نائبا من “قوى تشرين” و45 نائبا مستقلا بشكل فردي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.