فضيحة كبيرة طالت وزارة التربية العراقية، الخميس، عبر تسريب أسئلة البكالوريا لامتحان مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط، ما تسبّب بتأجيل الامتحان أولا، ثم تأجيل كل الامتحانات الوزارية إلى إشعار آخر.

لم تعترف الوزارة في بادئ الأمر بأن الأسئلة تم تسريبها، لكن التذمر الشعبي الواسع، دفعها للاعتراف بذلك صباح الخميس، وتشكيل لجان تحقيقية عليا للوقوف وراء ملابسات تلك الفضيحة.

تداعيات الفضيحة تعدّت تحركات الوزارة، فالبرلمان قرر استدعاء وزير التربية وعدد من مسوولي الوزارة واستضافتهم الأحد المقبل لمناقشة أسباب تسريب الأسئلة.

رئيس ااحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، وجّه بفتح تحقيق دقيق ومحاسبة الجهات التي يثبت تورطها بتسريب الأسئلة، ناهيك عن تحرك مماثل من “هيئة النزاهة”.

“الإطار” وراء الفضيحة؟

نواب عراقيون، طالبوا رئيس الحكومة الكاظمي، بسحب يد وزير التربية علي الدليمي بعد تلك الفضيحة المدوية، في وقت وصفت الوزارة أن ما حدث هو محاولة لتدمير المنظومة التربوية في البلاد.

هي سابقة خطيرة بحسب العديد من المسؤولين، خاصة وأن التسريب شمل جميع نسخ أسئلة مادة الرياضيات الأساسية والاحتياط، لكن السؤال الأبرز، من وراء تلك الفضيحة؟

مدونون بارزون، اتهموا قوى “الإطار التنسيقي” الموالية إلى إيران، بالوقوف خلف تسريب الأسئلة، فما مدى إمكانية وقوف “الإطار” بالفعل خلف ذلك الآمر؟

مصادر “الحل نت” الخاصة، أكدت أن جهات مرتبطة بقوى “الإطار” كانت وراء تسريب الأسئلة، وتحفظت تلك المصادر المقربة التي تعمل في الإعلام التابع إلى “الإطار”، على كشف هويتها، خشية على حياتها من أي خطر.

يتوقع أستاذ العلوم السياسية في عدد من الجامعات العراقية سليم الربيعي، أن “الإطار” يقف بالفعل وراء الفضيحة التي حدثت عبر تسريب الأسئلة، ويقول لا احتمالية لسيناريو غير ذلك.

تسقيط للكاظمي و”إنقاذ وطن”

الربيعي يضيف لـ “الحل نت”، أن “الإطار” يحاول استغلال أي فرصة لتسقيط حكومة الكاظمي، وتشويه سمعة خصومه السياسيين، وفضيحة تسريب الأسئلة هي ضربة قوية يوجهها لأعدائه.

ويردف الربيعي لـ “الحل نت”، أن عداء “الإطار” للكاظمي لا يمكن لأحد نكرانه، فتلك القوى عبرت عن انزعاجها منه عشرات المرات، ناهيك عن اتهامها له بالعمالة لصالح واشنطن.

لذلك، وبما أن الحكومة لا تزال بقيادة الكاظمي، فإن فضيحة تسريب الأسئلة هي ضربة موجعة لحكومته، الهدف منها إظهار عدم صون حكومته للعملية التربوية في البلاد، وبالتالي النيل منه، وفق الربيعي.

ويكمل، أما السبب الأهم لتسريب تلك الأسئلة، هو محاولة ضرب تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة مقتدى الصدر، الذي يحاول تشكيل حكومة أغلبية من دون “الإطار”.

ويوضح، أن وزير التربية علي الدليمي ينتمي لحزب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي المتحالف مع الصدر، ووكالة الوزارة هي من نصيب “التيار الصدري”، بالتالي فإن الاستهداف مقصود لتشويه سمعة “إنقاذ وطن”.

أساليب “الإطار” تزيد إصرار الصدر على موقفه

الربيعي يتابع، أن الهدف من تشويه السمعة هو خلق رأي عام غاضب وممتعض من تحالف الصدر، بما مفاده أن الفساد ينخر بذلك التحالف، وأنه لا يصلح لقيادة الحكومة العراقية المقبلة.

ويشير إلى أن، قوى “الإطار” لا يمكنها تخيل أنها لن تشارك في الحكم ولذا تلجأ لتلك الأساليب لضرب خصمها؛ لأنها لا تملك قوة جماهيرية تساندها في الشارع مثل خصمها الصدر، ناهيك عن أن المجتمع الدولي لا يتقبلها، فلا خيار لديها غير ضرب الخصوم بتسقيطهم.

ويختتم، بأن قوى “الإطار” تعتقد بأنها ستعرقل تشكيل حكومة كما يريدها الصدر وهي الأغلبية، وأنها ستجبره على التوافق معها، لكن تلك الأساليب ستزيد من إصرار الصدر بعدم تشكيل حكومة مع “الإطار”.

يذكر، أن رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، تداولوا أول أمس الثلاثاء، أسئلة امتحان مادة اللغة الإنجليزية إثر تسربها قبل ساعة من انطلاق الامتحان الوزاري، ورغم تأكد تسربها، إلا أن وزارة التربية نفت ذلك حينها.

وعادة ما كانت أسئلة امتحانات البكالوريا تتسرب قبل أقل من ساعة من انطلاق الامتحانات، لكنها تتم في نطاق ضيق، عبر بيع الأسئلة للطلبة في جروبات خاصة، دون أن تحدث مثل الضجة والفضيحة التي حصلت اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.