الواقعة الآخيرة، تؤكد أن إيران لا تنوي التراجع عن ممارستها للتضييق تجاه أفراد شعبها، بل على العكس، هي تستمر في تضييق الخناق على حرية التعبير أكثر فأكثر.

الواقعة التي أثبتت ذلك، تمثلت بإعلان المدعي العام في طهران، علي صالحي، الأحد، عن صدور لائحة اتهام ضد الناشطة السياسية البارزة فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق، الراحل هاشمي رفسنجاني.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، أعلن علي صالحي عن الاتهامات الموجهة ضد فائزة رفسنجاني، وهي ”نشاط دعائي ضد النظام“ و ”إهانة المقدسات“.

وأضاف صالحي، أن ”المدعي العام يتابع القضية بشكل مستمر وتم إصدار أمر استدعاء لفائزة رفسنجاني”.

صالحي أوضح، أنه ”بعد خضوعها للإجراءات القانونية، صدرت لائحة الاتهام في قضية فائزة رفسنجاني، وإحالتها إلى المحكمة بتهمة القيام بنشاط دعائي ضد نظام الجمهورية الإسلامية وإهانة المقدسات“.

ماذا صرحت رفسنجاني؟

في 10 حزيران/ يونيو الماضي، أعلن المتحدث الرسمي باسم القضاء الإيراني، أن النظام القضائي قد تدخل في تصريحات رفسنجاني، وتم رفع شكوى ضدها أمام “النيابة العامة للثورة”.

وكانت فائزة رفسنجاني، صرحت في 17 نيسان/ أبريل المنصرم، أن “أنشطة الحرس الثوري الإيراني تتسع يوما بعد يوم، مما يُصعّب إمكانية عودته إلى معسكراته”.

“لذلك ربما تكون العقوبات هي الوسيلة الوحيدة لإرغام الحرس الثوري على العودة إلى معسكراته”، أضافت رفسنجاني خلال محادثة عبر تطبيق “كلوب هاوس” الصوتي حينئذ.

وعبّرت رفسنجاني عن عدم موافقتها على محاولة شطب “الحرس الثوري” من قائمة العقوبات. “والمثير أنه في هذه الظروف، الحرس الثوري نفسه يعترف بما يقوم به من إطلاق للصواريخ، مثل الصواريخ التي أطلقت على أربيل”.

رفسنجاني أوضحت، أن مثل تلك الأعمال – الاستهدافات الصاروخية – لم يقم بها “الحرس الثوري” سابقا؛ لأنه كان ينفذها من خلال القوات التي تعمل بالوكالة عنه، مثل “الحوثيين” و”حماس” وغيرهما.

وتابعت: “لكن الحرس الثوري الآن يطلق الصواريخ ويعلن عن ذلك، وهو يقوم بكل ما من شأنه أن يضر بمصالح إيران”، على حد تعبيرها.

ضد شطب “الحرس الثوري”

في 13 آذار/ مارس الماضي، استهدفت أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بنحو 12 صاروخا بالستيا، سقطت معظمها بالقرب من القنصلية الأميركية في عاصمة الإقليم، وتبنى “الحرس الثوري”، الاستهداف حينها.

وأكملت أنه: “عندما يجري الحديث عن شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب أو إبقائه، كان عليه أن يقوم بأعمال تظهر أنه أقل خطورة وأنه لا شأن له بالدول الأخرى، وأنه ليس عدوانيا ولا يستخدم الصواريخ إلا في حالة الدفاع عن النفس، ولكنه يفعل عكس ذلك وكأنه لا يرغب في الخروج من قائمة الإرهاب”.

واختتمت الناشطة السياسية الإيرانية رفسنجاني حديثها بقولها: “أنا لا أرى أن شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب مفيد للشعب الإيراني؛ لأن دوره سلبي وليس في صالح إيران، ولا بد أن يتوقف يوما ما”.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية، أدرجت في 8 نيسان/ أبريل 2019، “الحرس الثوري” الإيراني على لائحة العقوبات لتورطه بـ “الإرهاب”، وذلك بأمر من إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

وتعرف فائزة رفسنجاني بمعارضتها لنظام الحكم في إيران من داخل البلاد دون أن تغادرها، وعادة ما تتعرض لهجمات إلكترونية من قبل جهات مقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي؛ بسبب انتقاداتها المستمرة للوضع السياسي في إيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة