على هامش القمة الإقليمية – الأميركية التي عقدت اليوم في مدينة جدة السعودية بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عقب لقائه الثنائي بالكاظمي عن انسحاب زعيم “التيار الصدر” مقتدى الصدر من العملية السياسية، وعن إرساء الديمقراطية في البلاد. 

ونقل موقع “سكاي نيوز” الإماراتي، عن الرئيس بايدن، وتابعه موقع “الحل نت”، قوله إنه “يريد دعم الديمقراطية فيالعراق، وسط تصاعد التوتر السياسي بين أطراف الحكومة العراقية، بعد قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدربانسحاب جميع نواب حزبه من البرلمان، أي حوالي ربع أعضاء البرلمان العراقي، بعد أن فشلت محاولاته في تشكيلحكومة خالية من الأحزاب المدعومة من إيران”.

بايدن أضاف أيضا، أنه “أريد من الصحافة أن تعلم أننا نريد أن نكون مفيدون قدر الإمكان في القيام بذلك – تحقيقالديمقراطية في العراق”.

من جانبه، تحدث الكاظمي عن “العلاقة الاستراتيجية والودية بين الولايات المتحدة والعراق، كما قدم شكره للولايات المتحدة على تقديم الدعم لمحاربة الجماعات الإرهابية”.

ويأتي لقاء بايدن بالكاظمي ضمن زيارة الرئيس الأميركي لمدينة جدة لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي تضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، كما يشارك في المؤتمر زعماء مصر والعراق والأردن.

يذكر أن، القمة انتهت اليوم وعاد كل من الرؤساء والقادة المشاركون فيها إلى بلدانهم، وكانت قد أصدرت السعودية البيان الختامي لـ “قمة جدة” بمشاركة دول خليجية وعربية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية. 

وركز البيان على ضرورة إبعاد منطقة الشرق الأوسط عن السلاح النووي وإرساء الأمن في المنطقة، وإيجاد حلول للقضايا العالقة، والتي منها حرب اليمن، وصراع سد النهضة بين مصر وأثيوبيا، ودعم استقرار العراق وأفغانستان وليبيا. 

وفصل البيان الذي تلقى موقع “الحل نت”، نسخة منه، في 21 نقطة مخرجات القمة، مرحبا، بـ “الدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة”.

اقرأ/ي أيضا: 48 ساعة تفصل عن إعلان مرشح رئاسة الحكومة العراقية

التزام أميركي

البيان ذكر، أنه “بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية، عقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر، وجمهورية العراق، والولايات المتحدة الأمريكية، قمة مشتركة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، في 16 يوليو 2022، وذلك بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات”.

ووفقا للبيان رحب القادة بـ “تأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركاء الولايات المتحدة والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادئ بأوروبا وأفريقيا والأمريكيتين”.

فيما أكد القادة “رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية”.

وبحسب البيان، جدد بايدن التأكيد على “التزام بلاده بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط”، فيما أكد القادة على ضرورة “التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية، إضافة إلى ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق، فضلا عن أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)”.

من جهته، أشاد بايدن بـ “الأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته”، بينما جدد القادة عزمهم على “تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية، ودعم الابتكار والشراكات، بما فيها باستخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة”، كما أشادوا في هذا الإطار بـ “اتفاقيات الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية والعراق، وبين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق، وبين المملكة العربية السعودية وكل من الأردن ومصر، والربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق”.

وأشاد القادة بـ “مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين أعلنهما صاحب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”. فيما أعربوا عن “تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السابع والعشرين، الذي تستضيفه مصر، ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الثامن والعشرين، الذي تستضيفه الإمارات، والمعرض الدولي للبستنة 2023، الذي تستضيفه قطر، بعنوان -صحراء خضراء- بيئة أفضل 2023 – 2024”.

كما أكد القادة على “أهمية تحقيق أمن الطاقة، واستقرار أسواق الطاقة، مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية”، منهوين إلي “جهود أوبك + الهادفة إلى استقرار أسواق النفط بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين ويدعم النمو الاقتصادي، وبقرار أوبك + زيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، فضلا عن الدور القيادي للسعودية في تحقيق التوافق بين أعضاء أوبك +”.

وجددوا “دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة”، كما جددوا “دعوتهم إلى “إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا”.

اقرأ/ي أيضا: العراق والسعودية يوقعان اتفاقا للربط الكهربائي.. هل تنتهي المعضلة؟

إدانة الإرهاب

تاسعا، أدان القادة “الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وجددوا عزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها”.

كما أكدوا “إدانتهم القوية للهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في السعودية والإمارات، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية في مضيق هرمز وباب المندب، وشددوا على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 2624”.

وجددوا “دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب”، مرحبين بـ “الدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة”.

ورحبوا بـ “الهدنة في اليمن، وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي”، معبرين عن “أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقا لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها قرار مجلس الأمن 2216″، فيما دعوا “جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة”، مؤكدين في الوقت ذاته على “أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن”.

وفي النقطة الثالثة عشر، أكد القادة “ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254″، مشددين على “أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين، وللدول التي تستضيفهم، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سوريا”.

كما عبروا عن “دعمهم لسيادة لبنان، وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي”، منوهين بـ “انعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي”، أما عن الانتخابات الرئاسية القادمة دعوا “جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية”، مشيدين بـ “جهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان”

كما جددوا “دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارين 2570و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية جنبا إلى جنب في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء”، مؤكدين “دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة”، معبرين عن “تقديرهم لاستضافة مصر للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة”.

وأكدوا “دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية”.

https://twitter.com/alotabi_q8/status/1548397511101931523?s=21&t=8wVruccdVyJJFdimbMouag

قضية سد النهضة

في النقطة السابعة عشر تطرق البيان إلى أنه “بالنسبة لسد النهضة الأثيوبي، عبر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة”، مؤكدين “ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي”.

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، جدد القادة التأكيد على “ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول وسلامة أراضيها، والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها”، كما حثوا “المجتمع الدولي وجميع الدول على مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة”.

أما عن أفغانستان أكدوا على أهمية “استمرار وتكثيف الجهود في سبيل دعم وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وللتعامل مع خطر الإرهابيين المتواجدين في أفغانستان، والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، وخاصة في التعليم والرعاية الصحية وفقا لأعلى المعايير الممكنة، وحق العمل خاصة للنساء”، معبرين عن “تقديرهم لدور دولة قطر في مساندة أمن الشعب الأفغاني واستقراره”.

كما رحبوا بـ “استعدادات دول قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وجددوا دعمهم لكل ما من شأنه نجاحه”، واختتم البيان في النقطة الحادية والعشرين بتأكيد القادة “التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجددا في المستقبل”.

اقرأ/ي أيضا: 6 ملفات سياسية واقتصادية على مائدة جدة.. شرق أوسط جديد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.