على الرغم من الأنباء التي تشير إلى وجود خلافات ما بين القوى السياسية التي تعمل على تشكيل الحكومة العراقية، إلا أن القيادي في حركة “عصائب أهل الحق”، نعيم العبودي، كشف عن قرب تسمية رئيس الوزراء، وذلك بعد اجتماع قادة “الإطار التنسيقي”.

وقال العبودي في تدوينة عبر “تويتر”، اليوم الجمعة، وتابعها موقع “الحل نت” إن “المعلومات الواردة تقول إن الأجواء التي رافقت اجتماع الإطار التنسيقي اليوم جاءت إيجابية”.

وأضاف، أن “الأمور ماضية باتجاه الحسم خلال 48 ساعة حول شخصية رئيس الوزراء”، مستدركا أن “‏المطلوب أن لا تكون الحكومة القادمة حكومة جدلية، وأن تمثل كل تطلعات العراقيين”.

إعلان العبودي تزامن مع أعلن “الإطار التنسيقي” اليوم الجمعة، مخرجات اجتماعه، بشأن انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل الحكومة المقبلة. 

اقرأ/ي أيضا: رئيس البرلمان العراقي يدعو لحسم ملف انتخاب رئيس الجمهورية

مخرجات آخر اجتماع للإطار التنسيقي

“الإطار” وفي بيان له، تلقاه موقع “الحل نت”، قال إن “الإطار التنسيقي عقد اجتماعه الاعتيادي رقم 101 لمناقشة مجمل التطورات السياسية، وبالأخص موضوعة تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية”.

وذكر، إن “الإطار أقر انعقاده الدائم في جلسة مفتوحة ومستمرة لاختيار رئيس الوزراء خلال الأيام القليلة القادمة وفق الآليات التي وضعها الإطار لذلك “.

ودعا التنسيقي، “رئاسة مجلس النواب الى عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية خلال هذا الأسبوع لغرض اكمال الاستحقاقات الدستورية”.

كما طالب “الأطراف الكردية بتكثيف حواراتهم والاتفاق على شخص رئيس الجمهورية، أو الية اختياره، قبل عقد جلسة مجلس النواب من أجل الإسراع في استكمال متطلبات تشكيل الحكومة والمباشرة بتنفيذ خطوات البناء والأعمار والخدمات وغيرها مما ينتظره شعب العراق”.

في سياق ذلك، كان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، قد وجه اليوم الجمعة، دعوة إلى القوى السياسية والكتل النيابية، لحسم ملف رئيس انتخاب رئيس الجمهورية للمضي بتشكل الحكومة الجديدة. 

اقرأ/ي أيضا: ما بعد جمعة الصدر “المليونية”.. ما هي الأهداف؟

رئيس البرلمان يوجه دعوة

الحلبوسي وفي بيان له، تلقى موقع “الحل نت”، نسخة منه، دعا زعماء القوى السياسية إلى حسم الحوارات بشأن ملف انتخاب رئيس الجمهورية، قائلا إنه “مع انتهاء العطلة التشريعية للفصل الأول لمجلس النواب وعطلة عيد الأضحى وبدء الفصل التشريعي الجديد، أدعو الأخوة والأخوات رؤساء القوى السياسية والكتل النيابية، إلى تحمّل المسؤولية وحسم الحوارات؛ للمضي بانتخاب رئيس الجمهورية”.

وأضاف، أن “تلك الخطوة ضرورية ليتسنى لنا اتخاذ الإجراءات اللازمة، عملا بأحكام الدستور والنظام الداخلي للمجلس في تحديد موعد جلسة الانتخاب، وإكمال الاستحقاقات الدستورية لتشكيل الحكومة المرتقبة”.

يشار إلى أن، “التيار الصدري” كان قد فاز أولا في الانتخابات العراقية المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحصول حزبه على 73 مقعدا نيابيا، قبل أن ينسحب من البرلمان ومن العملية السياسية برمتها.

بعد الفوز في الانتخابات المبكرة، شكّل الصدر تحالفا ثلاثيا مع “الحزب الديمقراطي” الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا، مسعود بارزاني، و”السيادة” بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

“التحالف الثلاثي” سُمّي بتحالف “إنقاذ وطن”، وبلغ عدد أعضائه قرابة 180 نائبا، وكان يسعى الصدر من خلاله لتشكيل حكومة “أغلبية”، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب “الإطار التنسيقي”.

https://twitter.com/hyd_64/status/1548015486511693825?s=21&t=YQtEOgJKlLjv5zilIL_AIQ

سبب الفشل

إذ أنه فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

الفشل كان بسبب أن تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية لم يتمكن من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا.

ذلك الفشل، سببه سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل، الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

نتيجة ذلك، عاش العراق في انسداد سياسي، لعدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة، ورغم انسحاب الصدر فإن الانسداد لم ينته بعد.

ويسعى “الإطار التنسيقي”، إلى تشكيل حكومة توافقية، بعد استقالة “التيار الصدري” من البرلمان بتوجيه مباشر من زعيم التيار، مقتدى الصدر، الذي وصف مؤخرا قوى “الإطار” بأنها “أذرع إيران” لأول مرة في تاريخه السياسي.

اقرأ/ي أيضا: أسباب انسحاب العامري وشكل رئاسة الحكومة العراقية المقبلة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.