هي المرة الثانية خلال 72 ساعة، ينقطع بها التيار الكهربائي عن الجنوب العراقي بشكل تام، وعلى وجه التحديد في محافظات البصرة وذي قار وميسان وواسط، وسط درجات حرارة لاهبة، فما السبب؟

قبل معرفة السبب، وبعد أن شهدت ميسان احتجاجات واسعة أمام دوائر الكهرباء فيها، اليوم الأحد، توسعت الرقعة الاحتجاجية لتشمل ذي قار والبصرة أيضا، فالتذمر من انقطاع التيار الكهربائي بات لا يطاق.

المحتجون مارسوا الشغب، وقطعوا الطرق وأحرقوا الإطارات وبعضهم تجاوز على موظفي دوائر الكهرباء في ميسان وذي قار، في وقت تعجز المحافظات والحكومة عن توفير الكهرباء بلا انقطاع مثلما عند أغلب دول العالم.

محافظ ذي قار محمد الغزي، أرجع سبب الانقطاع التام في التيار الكهربائي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ما يؤثر على محطات توليد الطاقة الكهربائية ويستبب بانقطاعها وتعطلها.

قلة الحصص

الغزي أوضح في بيان، أن من أسباب عدم توفر الكهرباء بشكل جيد، هو قلة حصص تلك المحافظات، فذي قار مثلا تحتاح إلى 1600 ميغا واط، بينما لا تصلها سوى 800 إلى 1400 ميغا واط، وذات الأمر في البصرة وميسان وواسط.

وأشار الغزي، إلى أن المحافظات العراقية بحاجة إلى حصص أكبر من منظومة الكهرباء، وهذا الحال ينطبق على المحافظات الجنوبية بشكل خاص، وتحديدا في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس من كل عام، نتيجة حرارة الجو الملتهبة فيهما.

ولفت محافظ ذي قار، إلى أن “هناك حالات تصل فيها المنظومة الوطنية للانهيار الكامل؛ بسبب زيادة السحب من كافة المحافظات، حينها تحتاج الكوادر إلى وقت قد يصل ليوم كامل من أجل إعادة تشغليها”.

وزارة الكهرباء، أكدت في بيان، الأحد، آن “الانطفاء التام للمنظومة الكهربائية بالجنوب؛ هو بسبب انفصال خط أمين/واسط للضغط الفائق؛ وذلك نتيجة الآحمال الزائدة وارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق”.

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس من العام المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ 3 عقود، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

35 ألف ميغا واط

بحسب تصريح صحفي سابق لوزير الكهرباء عادل كريم، فإن الوزارة بحاجة إلى 35 ألف ميغاواط لتجهيز المواطنين العراقيين بالطاقة الكهربائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع تام.

“في حين يبلغ الإنتاج الحالي، نحو 24 ألف ميغا واط فقط، وهو ما يعني صعوبة توفير الكهرباء على مدار يوم كامل دون انقطاع للتيار الكهربائي”، وفق كريم.

وأكّد وزير الكهرباء، عدم إمكانية تجهيز المحطات بالغاز المحلي خلال المستقبل القريب، لافتا في الوقت ذاته إلى وجود “حاجة لاستيراد الغاز خلال السنوات الـ 5 المقبلة”.

الوزير العراقي بيّن أيضا، أن “الوزارة وقعت كمرحلة أولى على إنتاج 7500 ميغاواط من الطاقة النظيفة من قبل شركات عالمية تم توزيعها على مستوى العراق”.

في أيار/ مايو الماضي، بيّن وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، أن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5-10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7-8 آلاف ميغا واط من الكهرباء يوميا”.

متى بدأت المعاناة؟

كريم أردف في حوار أجراه معه التلفزيون العراقي، أنه تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، من أجل توفير الكهرباء بشكل جيد خلال هذا الصيف.

منذ سنوات عديدة، تشهد المحافظات العراقية احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية تشهدها البلاد تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.