“منطقة خضراء كبيرة”، هكذا يراد لشارع الرشيد العريق أن يكون في العراق، فهل سيتطبق المسعى الحكومي، أم أن مصيره “التغليس”، كما جرت سرقة مشروع تطويره قبل عقد من الزمن بالضبط؟

في البدء، أعلنت “أمانة بغداد”، قرب إنهاء مشاريع تطوير شوارع ونصب وساحات رئيسية في العاصمة العراقية، من بينها مشروع في شارع الرشيد العتيق.

مدير العلاقات والإعلام في الأمانة، محمد الربيعي، قال في تصريح صحفي، الخميس، إن “أمين بغداد وجه بإيلاء أولوية للشوارع الفرعية في العاصمة، بعد إكمال الشوارع الرئيسة”.

وأضاف، أن “العمل جار بجدية وتسارع لإنجاز مهام الأمانة من إكساء طرق وخدمات مشاريع تخص عملية النظافة، وتخص عملية إنهاء مشاكل الخدمات، والسعي لإنهائها بشكل تدريجي”.

الرشيد على غرار المتنبي

الربيعي بين، أن أمين بغداد وجه بحسب توجيهات رئيس الوزراء بالعمل على نهضة بغداد ودعم مشاريع شارع الرشيد والساحات والجماليات، ورفض أن تكون بغداد فوضى، لا سيما من خلال تأثيث الشوارع وتنظيمها وتنظيم الإعلانات وزيادة كثافة المساحات الخضراء.

وتابع، أن “رئيس مجلس الوزراء اطلع على مشروع شارع الرشيد الذي سيكون منطقة خضراء كبيرة، حسب توجيهات المراجع العليا، ومتابعتها المستمرة لا سيما الأخيرة”.

الربيعي أوضح، أن “العمل جار لإعادة الحياة لشارع الرشيد وإكمال مشروع الرشيد والمتنبي الثاني، وهو الجزء الأخير من شارع الرشيد وهو من منطقة الباب المعظم إلى المتنبي”.

ويعد شارع الرشيد، أقدم وأشهر شوارع العاصمة بغداد والعراق عموما، ويراد تأهيله وإعماره وتحويله لنموذج مشابه إلى شارع المتنبي بعد أن تم تأهيله نهاية عام 2021.

في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2021، أعلنت أمانة بغداد، عن اكتمال مشروع تأهيل شارع المتنبي، ونشرت العديد من الصور، أظهرت شكله بعد تأهيله بشكل كلي.

ويعد شارع المتنبي، شريان الحياة الثقافية في العاصمة العراقية بغداد. وعادة ما يكون مكتظا بزواره من أهل الثقافة، وخصوصا في أيام الجمع.

قصة الرقم 4

شارع المتنبي يحتوي على عشرات المكتبات ودور النشر والمراكز الثقافية، والنوادي الأدبية، ناهيك عن المقاهي والأسواق التراثية، كما سوق السراي.

فيما يخص شارع الرشيد، فهو يعد أقدم من تاريخ العراق الحديث، إذ تم تأسيسه في 23 تموز/ يوليو 1916، أي قبل تأسيس الدولة العراقية بـ 5 أعوام.

وللشارع رقمٌ عجيب، هو رقم 4. إذ يضم أربع ساحات رئيسة “ساحة الغريري، ساحة الميدان، ساحة الوثبة، وساحة الرصافي”، ويضم 4 جوامع، “حسين باشا، الحيدر خانة، جامع مرجان، وسيد سلطان علي”.

ويحتوي على 4 أسواق كبيرة، “سوق هرج، سوق الصفّارين، سوق الشورجة، والسوق العربي”، ويتصل بـ 4 جسور، عي “جسر الشهداء، جسر الأحرار، جسر السنك، وجسر الجمهورية”.

وفي عام 2011، رصدت الحكومة العراقية مبلغ 120 مليار دينار لتأهيل وتطوير الشارع ضمن مشروع “بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013″، على أن يكتمل في 2014، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.

إذ حوّل وزير الثقافة في حينها عدنان الأسدي، الذي تولى منصب وزير الدفاع بالإضافة إلى وظيفته، المبلغ المخصّص لـ شارع الرشيد لصالح وزارة الدفاع و”بمباركة” رئيس الحكومة حينها نوري المالكي، لشراء طائرات عسكريّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.