يبدو أن لبنان أمام مسارين لا ثالث لهما، إما الحرب مع إسرائيل أو ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب، والخيار الذي سيتخذ سيأتي ربما بالتزامن مع موعد بدء إسرائيل الإنتاج في حقل كاريش النفطي.

حقل كاريش النفطي، هو حقل عابر للحدود؛ فهو يمتد من المياه الإسرائيلية إلى المنطقة المتنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل، وفي حال لم تنجح مساعي ترسيم الحدود بين البلدين، ربما سيلجأ “حزب الله” إلى العمل العسكري، كما لمح لذلك علانية سابقا.

مقالة لصحيفة “الشرق الأوسط” كتبها سام منسى، قالت إن المسار الآول وهو ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، يعني دخول بيروت في مرحلة هدوء متوسطة الأمد لعقد أو أكثر بين إسرائيل و”حزب الله” وحلفائه.

المسار الآول، وهو ترسيم الحدود لو حصل فعلا، يعني تكريس غلبة “حزب الله” على القوى السياسية المناهضة له في لبنان، مسيحية كانت أم إسلامية، حسب مقالة “الشرق الأوسط”.

المسار الثاني

المسار الثاني، وهو الفشل في ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب، فإن ذلك سيعني وقوف لبنان على عتبة “حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، تسقط أمام مآسيها وويلاتها ونتائجها كل الأدوار والمبادرات”، وفق الصحيفة السعودية.

ولفتت الصحيفة، إلى أن المسار الأول، هو الأكثر رجحانا، وفيه ستكون الاستحقاقات المقبلة ترجمة للتفاهمات بين إسرائيل و”حزب الله”، عبر الوساطة الأميركية، وقد تؤدي إلى نوع من الاستقرار القسري.

ذلك الاستقرار، سيسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وتسمية رئيس حكومة وتأليفها لتواكب المستجدات وتوقّع على اتفاقات التنقيب وتتابعها، ويدخل معها لبنان واللبنانيون في “السلام الإيراني”.

يجدر بالذكر، أن مطلع شهر آب/ أغسطس المنصرم، شهد حضور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت، في محاولة منه لمنع أي توتر بين إسرائيل ولبنان، عبر لقائه برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان، نبيه بري.

وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام“ اللبنانية حينها، إن هوكشتاين أعرب عن تفاؤله بعد الاجتماع، بحصول المزيد من التقدم في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وأمل بالعودة قريبا إلى المنطقة للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

هوكشتاين، عرض على الجانب اللبناني خلال الاجتماع، حصيلة المشاورات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين بخصوص مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ثم استمع إلى الرد اللبناني.

وبحسب مصادر لبنانية رسمية، فإن الجانب الإسرائيلي، قدم مقترحا، ينطلق من إحداثيات الخط “23″ وينحرف شمالا وصولا إلى خط الوسط بين لبنان وقبرص، ويمنح المقترح الإسرائيلي لبنان كامل حقل “قانا”، مقابل حصول تل أبيب على مساحة شمال الخط “23″.

بداية التوتر

وكالة “رويترز“، نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِّه قوله، إنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسيتمكّن اللبنانيون من إجراء بعض التنقيب في المنطقة المتنازع عليها، وفق الوكالة.

من جانبه اعتبر وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، بعد لقائه بالوسيط الأميركي وقتئذ، أن الأخير يحمل “طرحا جديدا” إلى المسؤولين اللبنانيين، واصفا إياه “بالإيجابي“.

ومنذ بداية حزيران/ يونيو الماضي، تسارعت وتيرة التوتر بين بيروت وتل أبيب، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، وذلك بعد وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، الذي يعتبره لبنان داخل المنطقة المتنازَع عليها، تمهيدا لبدء استخراج الغاز منه.

وتوقفت مفاوضات ترسيم الحدود التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أميركية في أيار/ مايو عام 2021، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بين البلدين.

وقبل استئناف المفاوضات قال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، في بيان منتصف تموز/ يوليو المنصرم، “لقد حددنا آلاف الأهداف في لبنان بينها منظومات صواريخ يمتلكها العدو وسندمرها في حال نشوب حرب“، في إشارة منه لـ “حزب الله” اللبناني.

تصريحات كوخافي، جاءت حينها بعد أيام من إعلان “حزب الله” اللبناني، أنه قادر على منع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من المنطقة البحرية المتنازع عليها جنوبي لبنان عبر العمل العسكري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.