بيان شديد اللهجة من قبل وزارة الموارد المائية العراقية إزاء التصريحات الأخيرة للسفير التركي في بغداد، علي رضا كوناي، بشأن شحة المياه في العراق، فما هي التفاصيل؟

في البدء، علق كوناي في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، الثلاثاء، على أزمة شحة المياه التي يعاني منها العراق، نتيجة قطع أنقرة لحصة بغداد من مياه نهري دجلة والفرات، كونها هي المنبع، وألقى باللوم على بغداد.

كوناي قال، إن الطريقة الأكثر فاعلية لمكافحة مشكلة شح المياه في العراق، ليست طلب المزيد من المياه من تركيا، ولكن عبر استخدام المياه المتاحة بأكثر الطرق كفاءة.

وأضاف كوناي، أنه بهدف ترشيد استهلاك المياه، يجب تحديث أنظمة الري والتخلي عن الري البدائي المتسبب بإهدار المياه في العراق.

لهجة حادة

كوناي أردف، أنه يجب القيام باستثمارات في البنية التحتية لدى العراق، والشركات التركية مستعدة لذلك، بحسبه.

وما أثار امتعاض بغداد من كوناي، قوله إن المياه تهدر بشكل كبير في العراق، ويجب اتخاذ تدابير فورية للحد من ذلك الإهدار، على حد تعبيره.

حديث كوناي، دفع بوزارة الموارد المائية في العراق، إلى الرد ببيان شديد اللهجة، قائلة إن تصريحات السفير التركي في بغداد حول هدر المياه، غير صحيحة وتثير الرأي العام، وتهدد السلم المجتمعي في العراق.

وشدّد البيان الذي تابعه “الحل نت”، أنه على وزارة الخارجية العراقية استدعاء السفير التركي، وتقديم مذكرة احتجاج على تصريحاته المتكررة بهذا الخصوص.
 
وزادت وزارة الموارد المائية من حدة لهجتها، بقولها إن تركيا ليست وصية على العراق، وعليها إطلاق حصته المائية العادلة والمنصفة حسب المواثيق الدولية، دون التدخل بسياسة العراق المائية.
 
واختتمت، بأن “تركيا دائما تتحجج بموضوع هدر المياه في محاولة لخلط الاوراق لكي تعطي لنفسها الحق بتقليل حصة العراق المائية، وهذا مايحصل حاليا، علما أن الخزن في سدود أنقرة وصل لمناسيب جيدة”.

عجز مائي مقبل

الرئيس العراقي برهم صالح، أكد في تصريح صحفي بوقت سابق، أن العراق سيعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035؛ بسبب شحة المياه التي تدخل لأراضيه من نهري دجلة والفرات.

ما يمكن الإشارة له، أن معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات، انخفضت بحوالي 50 بالمئة عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، لتتسبب بانخفاض مليار لتر مكعب من المياه، وخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، حسب إحصاءات شبه رسمية.

كذلك يخسر العراق في ذات الوقت، آلاف المليارات المكعبة من المياه سنويا؛ بسبب ما يمكن تسميتها الحرب المائية التركية الإيرانية عليه.

وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهارها على مياه نهري دجلة والفرات والتي منها محافظة الديوانية في جنوبي العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.

كما انخفضت مناسيب الأنهار التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشح كبير في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظات ديالى وواسط والبصرة.

ودفع قطع المياه عن العراق من قبل تركيا وإيران، إلى لجوء وزارة الموارد المائية العراقية لحفر الآبار الارتوازية، ضمن مجموعة إجراءات اتخذتها لمعالجة شح المياه في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.