الأردن: لن تنجح جميع المقاربات لحل الأزمة السورية إلّا بحضور هذه الأطراف

الأردن: لن تنجح جميع المقاربات لحل الأزمة السورية إلّا بحضور هذه الأطراف

أوضح وزير الخارجية الأردني، “أيمن الصفدي”، أن جميع المقاربات السابقة لحل الأزمة السورية لن تنجح في التوصل إلى حل سياسي، وأنه يتطلب حوارًا أميركيًا-روسيًا، ودورًا عربيًا جماعيًا.

وقال “الصفدي”، خلال مقابلة تلفزيونية، أمسِ الأربعاء، إنّ: «جميع المقاربات أثبتت عدم جدواها، نحن في المنطقة من يدفع ثمن استمرار هذه الأزمة».

وأضاف، أنّ الشعب السوري عانى أكثر مما يجب أن يعانيه شعب في العالم، والخِيار واضح، لا بد من التحرك باتجاه الحل السياسي.

 وحول موقف بلاده من الأزمة، أشار وزير الخارجية الأردني، إلى أنّ موقفهم ثابت، لا سيما وأنّ سوريا كارثة إنسانية يجب أن تنتهي، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل سياسي يهيئ الظروف لعودة اللاجئين السوريين، ويخلّص البلاد من الإرهاب.

واعتبر “الصفدي” أن لـ روسيا «دور رئيس في أي جهد حقيقي لحل الأزمة السورية، ودور مهم في استقرار جنوبي البلاد».

ودعا “الصفدي”، إلى وجود دور عربي جماعي فاعل في جهود حل الأزمة السورية، و «ندفع باتجاه إيجاد دور عربي في حل الأزمة السورية».

وتعليقًا على الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الدفاع السوري، “علي عبد الله أيوب”، إلى العاصمة عمّان ولقائه نظيره الأردني، “يُوسُف الحنيطي”، بيّن “الصفدي”، أن اللقاء جاء بهدف، «بحث أمن الحدود، ومواجهة التحديات المشتركة التي يمثلها الإرهاب، وتهريب المخدرات».

ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011، حرص الأردن على الالتزام بموقف الحياد ما أمكن، بحكم الترابط الجغرافي والديموغرافي مع جارته الشِّمالية، إلا أن ذلك لم يجنبه اتهامات دمشق المستمرة له بدعم الإرهاب.

لماذا يسعى الأردن لحل الأزمة السورية؟

ومؤخراً قام العاهل الأردني، الملك “عبد الله الثاني”، بلقاءات مع الرئيسين الأميركي، “جو بايدن”، والروسي “فيلاديمير بوتين”، وإطلاعهما على رؤيته وحلوله المقترحة لإنهاء الأزمة.

وتدل المؤشرات إلى أنّ عمّان تسعى بالوسائل كافة، وعبر منظومة العلاقات الدولية وارتباطاتها مع واشنطن وموسكو، إلى إنهاء أزمة أثقلت كاهلها سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.

وحول ذلك، بيّن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، “وصفي الشرعة”، في حديثٍ لوسائل إعلامية، أنّ «المرحلة الحالية تشهد إعادة تطبيع للعلاقات الدبلوماسية والأمنية مع سوريا، تمهيدا لفتح الحدود وتسهيل عملية التبادل التجاري».

وتوقّع “الشرعة”، أن يقوم وزير خارجية الأردن، “أيمن الصفدي”، بزيارة قريبة إلى دمشق للقاء نظيره السوري، وهو أمر مهم وسيكون على ضوء اللقاءات التي جرت في موسكو.

وفي 2019، رفع الأردن تمثيله الدبلوماسي مع سوريا إلى درجة قائم بالأعمال بالإنابة، بعد أن كانت سفارته في دمشق مفتوحة، لكن لا يوجد بها سوى موظفين إداريين فقط خلال الأزمة السورية.

وترى الكاتبة السورية، “رانيا مصطفى”، أنّه «قد يكون اتفاق درعا الأخير فاتحة لتسوية جزئية لملف الجَنُوب، في ظل غياب الحل السياسي، ولا تعني بأي حال تعويم نظام الأسد، بل الضغط عليه لتغيير سلوكه بعيداً عن سيطرة إيران».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.