الرمال الخليجية المتغيرة في سوريا: منظور إماراتي سعودي للحل السياسي

الرمال الخليجية المتغيرة في سوريا: منظور إماراتي سعودي للحل السياسي

تعد الأزمة السورية في الشرق الأوسط من أكثر القضايا إثارة للجدل في السنوات الأخيرة. خلفت الحرب في سوريا، التي بدأت عام 2011، الكثير من القتلى والنازحين دون الوصول إلى حل أو اتفاق فعلي بين المعارضة والحكومة ينهي الأزمة.

الإمارات العربية المتحدة تسعى لتدخل سياسي في سوريا منذ آخر زيارة لوزير خارجيتها في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت. فبحسب نظرهم أنهم يبحثون عن طرق لإنهاء العنف داخل البلاد. السعودية، من ناحية أخرى، كانت وما زالت ليست مهتمة بالتدخل عسكريا لإنهاء الصراع لأنها تعتقد أنها ستجعل الأمور أسوأ مع هذا القرار.

الاتفاق على الحل السياسي في سوريا

صدر بيان مشترك أمس الأربعاء، عن السعودية والإمارات، وذلك في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان للإمارات.

أكد الجانبان في البيان، على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية. مؤكدين أنهما يدعمان في هذا الشأن جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأشار البيان، إلى أنّ الدولتين يدعمان وقف التدخلات والمشاريع الإقليمية التي تهدد وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. 

ومتابعة في الشأن السوري، أكدت الرياض وأبو ظبي، على وقوفهما إلى جانب الشعب السوري وعلى ضرورة دعم الجهود الدولية الإنسانية في سوريا.

اقرأ المزيد: هل تطلق الإمارات مبادرة حول سوريا من طهران؟

تداعيات اتفاق الحل السياسي في سوريا على الديناميكيات الإقليمية

تعتبر الأزمة السورية من أكثر الصراعات الإقليمية تعقيدا. ولها عواقب بعيدة المدى على المنطقة. الاتفاق على الحل السياسي في سوريا خطوة مهمة في حل هذه الأزمة. لكن له أيضًا بعض الآثار على الديناميكيات الإقليمية، والتي تستحق المناقشة.

من وجهة نظر جديدة، قالت مصادر دبلوماسية عربية، لـ”الحل نت”، إنّ الكثير من القادة السياسيين يعتقدون أن الاتفاق على حل سياسي في سوريا سيؤدي إلى نظام إقليمي جديد يمكن أن يحل محل نظام العالم العربي الحالي. والذي تهيمن على مجرياته السعودية وإيران. 

ووفقا للمصادر الخاصة، فإنّه سيتم استبعاد الدول التي لا تشترك مع سوريا في أي مصالح مشتركة. بينما سيستفيد الآخرون من إعادة ترتيب علاقات القوة. يمكن لدول مثل روسيا وتركيا وإسرائيل أن تخرج كفائزين. بينما قد تكون إيران والمملكة العربية السعودية خاسرين في هذا التكوين الجديد.

اقرأ المزيد: الخارجية الأميركية: مستاؤون من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سوريا ولقائه الأسد

ماذا يعني البيان بالنسبة لإيران وروسيا؟

البيان الذي صدر أمس الأربعاء، يراه الصحفي السوري، عمر الحوراني، على أنّه علامة حول تطورات إيجابية تحدث في الشرق الأوسط حول الحل في سوريا. دون الإقرار بوجود الأسد على رأس السلطة.

ويقول الحوراني، في تصريح لـ”الحل نت”، إنّ الاتفاق لم يعالج بؤرة الصراع السوري. والذي يتمحور بالتدخل الإيراني المباشر وما له من تداعيات على أي محادثات سلام مستقبلية.

لكن البيان وباعتقاد الحوراني، رسالة لروسيا وإيران تؤكد على موقف السعودية الرسمي من سوريا. لا سيما بعد طلب دول عربية لعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية في ظل انفتاح جزئي من بعض الدول على تطبيع العلاقات مع سوريا.

وكانت الإمارات قد أعاد نشاطها الدبلوماسي مع دمشق بعد أن شهد فترة من التوترات. إذ أغلقت الإمارات سفارتها  في سوريا عام 2012 تزامنًا مع إجراءات مماثلة اتخذتها عدة دول عربية وغربية، لتعيد فتحها في دمشق أواخر 2018.

وتسارع تقارب العلاقات بين البلدين، باستقبال الرئيس السوري، لوزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، برفقة وفد رفيع المستوى، في العاصمة دمشق، في 9 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

قد يهمك: بعد الموقف الأميركي كيف يوقف الاتحاد الأوروبي قطار التطبيع مع دمشق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.