في ظل التوترات الحالية بين سوريا وتركيا مستمرة منذ فترة، برز حديث روسي حول مفاوضات بين حكومة دمشق وأنقرة تجري بشأن منطقة شرق الفرات وتفعيل اتفاقية أضنة. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان البلدان سيتمكنان من التوصل إلى تفاهم متبادل من شأنه أن يؤدي إلى اتفاق دائم.

حوار تركي – سوري

نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الرائد حيدرة جواد، المشارك بالمفاوضات بين أنقرة ودمشق، تأكيده على أن هناك مفاوضات جارية مع تركيا بخصوص منطقة شرق الفرات، تتضمن وجودها العسكري، وتنشيط اتفاقية أضنة.

ووفقاً لحديث جواد، فإن «أهم نقاط التفاوض هي منطقة شرق الفرات والوجود العسكري التركي، ومناطق سيطرة كل من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتحالف الدولي بقيادة أميركا».

مضيفاً أنّ هنالك حوار حول تنشيط اتفاقية أضنة بين سوريا وتركيا التي تنص على دخول الجيش التركي بعمق 35 كم داخل الأراضي السورية في حال حدوث أي تهديد للأمن القومي التركي، وفق قوله.

واعتبر الرائد، إن «هناك تقدما في المفاوضات ونأمل أن نتوصل إلى حل لهذه الأزمة».

اقرأ المزيد: تهديدات تصل لإبطال الكيملك.. قرارات جديدة تتعلق بالسوريين في تركيا

هل تقبل أنقرة بتفعيل اتفاقية أضنة؟

لا يستبعد الباحث السوري، عصام زيتون، أنّ تذهب أنقرة نحو تفعيل اتفاقية أضنة، معللاً ذلك لضمان الأتراك عدم قيام أي كيان كردي على الأراضي السورية، أو بالقرب من حدودهم.

وأوضح زيتون خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنّ تركيا تعتبر وجود المكون الكردي قرب حدودها قضية قومية؛ وبالتالي من الممكن أن تتعاون أنقرة مع دمشق بوساطة روسية.

وتابع زيتون أنّ هذا التصادم في سوريا يعني تصادم المشاريع والانقسام الشديد على سوريا داخليا وإقليميا ودوليا.

اقرأ أيضا: مسار سلام في سوريا وتركيا برعاية واشنطن

ما هي انعكاسات تصريحات دمشق الأخيرة على استقرار المنطقة؟

وعليه يرى ناشطون أنّه من المعقول أن تطلب دمشق من أنقرة مراعاة مصالحها في حلب بعد إبعاد قوات المعارضة عنها. ومع ذلك، لا يوجد بيان رسمي من أي من الجانبين حتى الآن.

https://twitter.com/MamoEfrin/status/1471520266870267913?s=20

وحول ذلك، يقول زيتون، أنّ الأحلاف في سوريا تغيرت منذ 2011 وحتى اليوم، إذ لم يكن من المتوقع أن تذهب تركيا بالنهاية نحو الحلف الروسي الإيراني. 

وأشار زيتون، إلى أنّ التقسيم الحاصل على الأراضي السورية الآن هو يرمي إليه اللاعب الروسي. مبينا أنّ موسكو تبتز جميع الأطراف لتكون الرابح الأكبر من كل المعادلة. في الوقت ذاته مستبعدا عودة الأوضاع في سوريا إلى ما قبل 2011.

للاطلاع يرجى قراءة: تعهدات منتظرة من تركيا مقابل إتمام صفقة سلاح مع الولايات المتحدة

ما هي اتفاقية أضنة وكيف تعمل؟

تم توقيع اتفاقية أضنة 20 أكتوبر 1998، في وقت توترت فيه العلاقات بين تركيا وسوريا وكان الجيران على شفا الحرب. كانت دمشق قد سمحت لعبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني – الذي يقضي الآن عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي التركية – بالاحتماء داخل أراضيها. وعندما هددت تركيا بعمل عسكري، قامت دمشق بترحيل أوجلان وأغلقت معسكرات حزب العمال الكردستاني في البلاد.

تم تصميم اتفاقية أضنة للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية. وانتهى الاتفاق بعد تدخل وزير الخارجية الإيراني، كمال حرازي، ووزير الخارجية المصري، عمرو موسى، نيابة عن رئيسي البلدين. ووصف البعض الصفقة بأنها نسخة تركية سورية لاتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر وإسرائيل.

تنص المادة 1 من اتفاقية أضنة على أن: “سوريا، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل. ولن تسمح بأي نشاط ينطلق من أراضيها بهدف تعريض أمن واستقرار تركيا للخطر”.

وأعطى البند الثالث تركيا الحق في ملاحقة من تصفهم بـ”الإرهابيين” داخل الأراضي السورية بعمق خمسة كيلومترات، إذا تعرض أمنها القومي للخطر ولم يستطع النظام مكافحة عمليات الحزب.

وأبدت موسكو في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، دعمها الحوار بين أنقرة ودمشق على أن يستند إلى اتفاقية أضنة لعام 1998. موضحة أنها تدعم كذلك إدخال تغييرات على اتفاقية أضنة إذا رغبت أنقرة ودمشق في ذلك.

قد يهمك: معركة تركيا شرقي الفرات: هل تتخلى أنقرة عن إدلب مقابل مكاسب ضد “قسد”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.