لم ينتهِ الانسداد السياسي الحاصل في العراق منذ 7 أشهر وإلى اليوم، رغم كل مساعي زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر لإنهاء ذلك الانسداد، لكن النتيجة هي الفشل.

حاول الصدر تشكيل حكومة أغلبية ولم ينجح. أعطى فرصة تشكيل الحكومة لخصمه “الإطار التنسيقي” وفشل الأخير في ذلك. أهدى الصدر فرصة تشكيل الحكومة للنواب المستقلين، لكن دون فائدة تذكر.

آخر المبادرات، أعلن الصدر تحوله إلى المعارضة السياسية لمدة شهر واحد، على أن تشكل القوى السياسية حكومة جديدة بتلك المدة، وحذّر من غضبة الحليم إن لم يشكّلوا الحكومة.

المعطيات تشير إلى استحالة تشكيل الحكومة من قبل القوى الأخرى، وأهمها “الإطار” الموالي لإيران، والمتمسك بحكومة توافقية مع الصدر والجميع، ما يعني استمرار الانسداد السياسي.

إزاء ذلك، لم يتبق أمام الصدر سوى ورقة واحدة، وهي الشارع والتي لمّح لها بتحذيره للقوى السياسية من غضب المظلوم والحليم عندما أعلن تحوله إلى المعارضة.

قيادي في “التيار الصدري”، أكد لصحيفة “المدى” البغدادية، الأربعاء، أن البلاد ستشهد تظاهرات قوية أشبه بـ “انتفاضة تشرين”، وأن الصدر سيلتحق بها وينصب خيمته في العاصمة بغداد؛ بسبب الانسداد السياسي.

“ثورة ستأكل الأخضر واليابس”

هل يمكن حقا أن يقود الصدر تظاهرات ضد الانسداد الحاصل من قبل “الإطار” الذي يمنع تشكيل الحكومة الجديدة؟ وما النتائج التي ستتحصل من تلك التظاهرات لو حصلت؟

قبل الخوض في ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن الصدر سبق وأن نصب خيمته في المنطقة الخضراء، معقل الحكومة والبرلمان في عام 2016، وقاد تظاهرات مليونية وقتئذ.

جمهور الصدر، تمكن وقتها من اقتحام مبنى البرلمان العراقي، وفر عشرات النواب خارج بغداد، فيما تعرض العديد منهم إلى الاعتداء من قبل المتظاهرين، قبل أن يطلب الصدر من المتظاهرين الانسحاب من البرلمان.

يقول الباحث السياسي هيثم نعمان الهيتي، إن الشارع العراقي مهيأ في هذا الوقت، لثورة شعبية تأكل الأخضر واليابس؛ وهناك تقارير غربية أشارت لإمكانية تحقق ذلك.

الهيتي يضيف لـ “الحل نت”، أن تلك الثورة ستحصل؛ نتيحة فشل “انتفاضة تشرين” والواقع السياسي المرير الذي حدث بعد الانتفاضة، وهو عكس ما أرادته “تشرين”.

ويردف، أن الصدر حاول تغيير الواقع السياسي عبر حكومة الأغلبية بدل التوافقية المسيطرة على العملية السياسية في العراق بعد 2003، لكنه لم يستطع إنجاز تلك الحكومة التي سعى إليها.

الصدر شعلة الثورة؟

لا يستبعد هيثم الهيتي، أن يقود الصدر تظاهرات لأنصاره ضد الانسداد السياسي الحاصل، خاصة وأن جمهوره الذي ينزل إلى الشارع يتجاوز المليون ونصف المليون شخص.

قد تحدث تلك التظاهرات في أي وقت، بحسب الهيتي، وحينها سيشترك فيها الجمهور غير الصدري من بقية أطياف الشعب، وبالتالي تحولها إلى ثورة أقوى من “تشرين”، على حد تعبير الهيتي.

ويسترسل الباحث السياسي العراقي، أن الصدر سيكون شعلة تلك الثورة عبر قيادته لتظاهرات أنصاره، التي سيلتحق بها البقية، والقيادة لن تكون سلبية؛ لأن الثورة تحتاج إلى القيادة، وفق تعبيره.

ويوضح، أن “ثورة العشرين” التي خرجت ضد الإنجليز وأنهت الاستعمار البريطاني للعراق عام 1920، ما كان لها أن تنجح لولا القيادات التي قادتها، مثل شعلان أبو الجون في الجنوب، وضاري المحمود في الغرب، ومحمود الحفيظ في كردستان العراق.

لذلك فإن القيادة مهمة ومطلوبة؛ لأن عدم القيادة لأي حراك يعني تشتثه وفشله كما حدث مع “انتفاضة تشرين” التي كان عيبها افتقارها للقيادات، والصدر لن يكون قائد التغيير، بل سيكون شعلة الثورة التي ستمهد للتغيير، وفق الهيتي.

“تلك الثورة ستنتج عن قادة سياسيون جدد وعن نمط فكري جديد، يلغي حقبة النظام السياسي الحالي، وذلك الأمر بات واضحا ويقينا، فنهاية الواقع السياسي الحالي أصبحت ملموسة وإن تأخرت جزئيا”، يقول الهيتي مختتما.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة