ارتفاع في درجات الحرارة وقلة في الأجور ومعيشة صعبة تبدأ من سكنهم في الخيام ولا تنتهي عند ظروف المعيشة غير الصحية، حال العديد من العائلات السورية التي اتجهت مع عائلات أخرى تركية لشمال غربي تركيا بحثا عن أعمال موسمية في مجال الزراعة.

ووصلت مؤخرا ما يقارب 100 عائلة بينها عائلات سورية إلى إحدى القرى في ولاية بورصة قادمين من ولايات مثل ديار بكر وشانلي أورفا وماردين بقصد إيجاد عمل في مجال الزراعة، بينما من المتوقع وصول ما يقارب ثلاثة آلاف عامل موسمي في مجال الزراعة هذا العام.

ويستمر موسم العمل في مجال الزراعة إلى ما يقارب ستة أشهر بينما تتراوح الأجور اليومية بين 150 إلى 170 ليرة تركية وسط ظروف عمل صعبة وغير آمنة.

في السياق، لا يجد العديد من السوريين غير هذه الأعمال سبيلا لتحصيل لقمة عيشهم، بل إن البعض منهم تعرضوا للاحتيال من قبل أرباب العمل.

في الخيام

تقطن العائلات التي وصلت مؤخرا إلى أنحاء بورصة ضمن خيم متفرقة بقصد الإقامة في مكان قريب من أعمالهم، فيما يبدو أن هذه الخيم مهترئة وقديمة في معظمها ولا تصلح للسكن، وفق الصور التي تداولتها وسائل إعلام تركية.

وتفتقد معظم هذه العائلات العديد من الحقوق مثل المأوى الصحي ومياه الشرب النظيفة إضافة إلى وصول الأطفال للتعليم والخدمات الصحية وغيرها.

ويعاني اللاجئون ممن يعملون في قطاع الزراعة من صعوبات وعوائق تكاد لا تتوقف، يقول فايز الأحمد وهو أحد اللاجئين الذين عملوا في ميدان الزراعة في ولاية هاتاي لـ “الحل نت”: إن “العمل شاق جدا ويمتد لعشر ساعات يوميا مقابل أجور لم تكن تتجاوز الـ 150 ليرة تركية يوميا، وأحيانا رب العمل يتأخر عليهم بالدفع”.

ويتابع، أن هناك عائلات يعمل معظم أفرادها بما فيهم الأطفال في الزراعة ما يجعل أجورهم اليومية جيدة لهم، حيث يجمعون خلال الموسم مبلغا ماليا يكفيهم لبقية السنة لكن في المقابل، معاناتهم أكبر حيث يتحملون تكاليف أخرى مثل اضطرارهم لاستئجار خيمة أو منزل بقرب عملهم.

في السياق، تعرض العديد من العمال السوريين في مجال الزراعة للاحتيال على يد أصحاب العمل في الوقت الذي لا يعرف العديد منهم ما يمكن فعله من أجل حفظ حقوقهم.

أطفالهم يعملون أيضا

لا تقتصر معاناة العمال في ميدان الزراعة على اللاجئين الراشدين، بل تمتد أيضا للأطفال الذي يرافقون عائلاتهم ويضطرون للعمل في سن مبكر.

ويعاني هؤلاء الأطفال من عدة أمور تضاف إلى تشغيلهم في عمر مبكر، ومن أبرزها عدم وجود بيئة صحية آمنة للعيش والانقطاع عن التعليم وغير ذلك.

وحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فإن هؤلاء الأطفال تصحبهم عائلاتهم معها أثناء التوجه لأماكن توافر فرص العمل في ميادين الزراعة ويبدو أن قسم كبير منهم يأتون مع عائلاتهم من جنوب شرقي تركيا إلى شمالها الغربي حيث تكثر المزارع وتتنوع المحاصيل.

في المقابل، يكاد يقل الدعم المقدم لهؤلاء العاملين في ميادين الزراعة حيث لا توجد سوى مبادرات محدودة مثل حملة “صاغ سليم”.

الجدير بالذكر أن هناك ما لا يقل عن مليون و400 ألف عامل سوري قسم كبير منهم ينشط في مجال الزراعة لكن في المقابل لا تتوفر أرقام دقيقة لأعداد العمال السوريين لاسيما أن نسبة كبيرة منهم غير مسجلين بشكل رسمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.