هو هجوم مبطن وغير مباشر من نقابة المعلمين العراقيين تجاه وزير التربية علي الدليمي، بعد فضيحة تسريب أسئلة امتحانات البكالوريا الأخيرة.

الهجوم جاء بعد يومين من مؤتمر صحفي للدليمي، قال فيه، إن نتائج التحقيق بيّنت أن حارس “مديزية تربية الرصافة الثانية”، هو من سرّب الأسئلة، ما أثار سخرية واسعة منه في البلاد.

نقابة المعلمين قالت في بيان تابعه “الحل نت”، اليوم الأحد، إن جريمة تسريب الأسئلة الامتحانية، هي نتاج إدارة سيئة وهي نتيجة الاعتماد على أناس غير مهنيين، بل هي نتاج المحاصصة والتهاون على أصغر الجرائم التي ترتكب بحق التعليم، حتى صار مصيره الهاوية، بحسبها.

سخرية

النقابة أوضحت، أن “البيانات والتصريحات الكثيرة التي برزت في الإعلام مؤخرا وأن كانت صحيحة وفق الأدلة، إنما هي مغايرة للحقيقة التي نعتقد أنها أبعد من هذه التصريحات”.

ودعت النقابة في بيانها، إلى وضع الحلول الجذرية وأن يكون أولها إطهار الحقيقة كاملة دون نقصان.

وطالبت نقابة المعلمين في بيانها، اللجان التحقيقية وخصوصا الجهات الأمنية و”هيئة النزاهة” والبرلمان العراقي، تقديم المجرمين بأسرع وقت إلى الجهات القضائية.

وكان وزير التربية علي الدليمي، بيّن في مؤتمر صحفي، أول أمس الجمعة، أن الحارس وصل إلى مفاتيح القاصة التي توجد بها الأسئلة في “مديرية تربية الرصافة الثانية”، وفتحها وأخذ الأسئلة وسرّبها عبر قيامه ببيع الأسئلة.

تصريح الدليمي، أثار موجة سخرية واسعة منه، إذ لم يصدق معظم رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” في العراق، تلك الحكاية، واعتبروها غير حقيقية آو منقوصة.

وكان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، عبّر عن استيائه من تسريب أسئلة البكالوريا لمادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط، وقال إن وزارة التربية لم تكن على مستوى التدقيق، إلا بعد إدخال “الأمن الوطني”.

تسقيط للحكومة

الكاظمي كشف في مؤتمر صحفي حينها، عن إلقاء القبض على 5 موظفين كبار في وزارة التربية متهمين بتسريب الأسئلة، عكس ما قاله وزير التربية الذي آوضح أن الحارس هو من سرّبها.

وأشار الكاظمي، إلى أن “الدوافع من تسريب الأسئلة، هي خلق بلبلة فقط، فلم يكن وراءها دافع مالي أو سياسي أو غيره”

ولفت رئيس الحكومة العراقية، إلى أنه “في كل عام يحدث تسريب للأسئلة، ولم نر أي ضجة اعلامية، لكن التسريب الأخير كان يراد منه تسقيط الحكومة، لذلك رأينا هذه الضجة الإعلامية الكبيرة”.

وشهد العراق، مطلع هذا الشهر، فضيحة مدوية تمثّلت بتسريب أسئلة مادة الرياضيات الخاصة بامتحانات البكالوريا الوزارية لطلبة الصف الثالث المتوسط في العراق، قبيل 7 ساعات من إجراء الامتحان حينها.

تسريب الأسئلة جرى عند الساعة الواحدة من ليل 1 حزيران/ يونيو الجاري عبر مواقع “التواصل الاجتماعي”، وبعدها بساعة واحدة قررت وزارة التربية العراقية تأجيل الامتحان.

التأجيل جاء في أول الأمر دون اعتراف بالسبب الحقيقي للتأجيل، إذ أرجعت الوزارة قرار التأجيل “لأسباب فنية طارئة تخص أعمال التقويم والامتحانات”، بحسبها.

تسريب بنطاق ضيق

لاحقا، وبعد التذمر اشعبي الواسع، قررت وزارة التربية في صباح 2 حزيران/ يونيو الحالي، تأجيل جميع امتحانات البكالوريا للمرحلة المتوسطة إلى إشعار آخر، معترفة بالسبب الحقيقي وهو تسرب الأسئلة.

وقالت الوزارة وقتها في بيان رسمي، إنها توصلت إلى بعض الخيوط للمتورطين في تسريب “اسئلة الرياضيات”، وذلك من أجل “تدمير العملية التربوية”، على حد وصفها.

تداعيات تسريب الأسئلة لم تقف عند تعامل وزارة التربية مع ما حدث، بل تعدّت ذلك لتصل إلى أعلى هرم في السلطة، متمثلة برئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي.

فقد وجّه الكاظمي وفق بيان لمكتبه الإعلامي حينها، بتشكيل لجنة تحقيقية خاصة لإجراء تحقيق كامل لتسريبات أسئلة الامتحانات، وأكّد على معاقبة كل شخص أو جهة متورطة بالأمر.

“هيئة النزاهة”، من جهتها قامت بتأليف فريق للتحري والتقصي عن تسرُّب الأسئلة الوزارية وتحديد الجهات المُقصِّرة، تمهيدا لعرض النتائج على قاضي التحقيق المختصّ، بحسبها.

وعادة ما كانت أسئلة امتحانات البكالوريا تتسرب قبل أقل من ساعة من انطلاق الامتحانات، لكنها تتم في نطاق ضيق، عبر بيع الأسئلة للطلبة في جروبات خاصة، دون أن تحدث مثل الضجة التي حصلت مع تسريب أسئلة الرياضيات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.