واقع الحال، يقول إن الانسداد السياسي في العراق بات مزمنا، فلم تحل عقدته بعد، رغم انسحاب “التيار الصدري” من العملية السياسية وتركه الساحة لـ “الإطار التنسيقي”، فما أسباب استمرار هذا الانسداد؟

في 12 حزيران/ يونيو الماضي، استبشرت قوى إيران الخير بانسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي، وأكدت أن مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ستكون سهلة بعد انسحاب زعيم “الكتلة الصدرية” من البرلمان العراقي.

الصدر هو الفائز الأول في الانتخابات العراقية المبكرة الأخيرة، وسعى جاهدا طيلة 7 أشهر لتشكيل حكومة أغلبية يقصي منها “الإطار” الموالي لإيران، لكنه لم يتمكن من الوصول للأغلبية المطلقة، فانسحب.

الانسحاب، أعطى الفرصة لقوى “الإطار” لتشكيل الحكومة التي تسعى لها، وهي حكومة توافقية تعتمد مبدأ حكومات عراق ما بعد 2003، وهو المحاصصة، وبالفعل اتجهت قوى طهران لتفاهمات تشكيل الحكومة.

اليوم وبعد مرور 3 أسابيع على انسحاب الصدر، لم يستجد أي جديد، ولم يتوصل “الإطار” بعد لتفاهمات مع القوى السياسية المختلفة من أجل حل الانسداد السياسي عبر تشكيل حكومة جديدة، فما الأسباب؟

خشية من الصدر

يقول المحلل السياسي عبد الله الركابي، إن الخشية من ردة فعل مقتدى الصدر، هو أول الأسباب المؤدية لعدم التقدم نحو تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة وإن جاءت كما هي مطروحة الآن، عبر المحاصصة.

الركابي يضيف لـ “الحل نت”، أن جميع القوى السياسية تخشى من إمكانية دفع مقتدى الصدر أتباعه إلى الشارع، وخلق احتجاجات شعبية مليونية ضد القوى السياسية الحالية، وذلك غير مستبعد.

كان مقتدى الصدر، أفصح نهاية الأسبوع الماضي، عبر المقرب منه صالح محمد العراقي، عن 20 سببا وراء انسحابه من العملية السياسية، منها رفضه المشاركة في حكومة توافقية ومحاصصاتية مع الفاسدين.

منذ أمس السبت، وحتى اليوم يتصدر هاشتاغ “جاهزون” الترند في “تويتر” العراق، بعد أن أطلقته قيادات لفصيل “سرايا السلام” التابع للصدر، الأمر الذي فسره البعض بأن الهاشتاغ رسالة لقرب الاحتجاجات.

من الأسباب الأخرى وراء الانسداد السياسي المزمن، عدم ثقة معظم القوى السياسية بـ “الإطار”؛ لخشيتها من أنه لن ينفذ لها مطالبها بعد تمرير جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والذهاب لتشكيل الحكومة الجديدة، وفق عبد الله الركابي.

كيف سينتهي الانسداد؟

السبب أعلاه، وارد بالفعل؛ لأن عددا من النواب المستقلين صرحوا بأن “الإطار” خدعهم عبر وعده لهم بمنحهم رئاسة الحكومة في حال عدم ذهابهم مع الصدر، وبعد عدم التحاقهم بزعيم “الكتلة الصدرية”، أخلف “الإطار” بوعده، بحسبهم.

سبب ثالث وراء تعطل عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة واستمرار حالة الانسداد السياسي، وفق عبد الله الركابي، وهو يتمثل برفض القوى الناشئة الاشتراك في حكومة محاصصاتية وذهابها نحو المعارضة.

ويوضح الركابي، أن رفض تلك القوى اللحاق بحكومة المحاصصة، يجعل “الإطار” بموقف صعب؛ لأنه لا يريد تشكيل حكومة دون ضمان ولاء معظم القوى لها؛ كي لا يعود الفشل عليه وحده في حال إخفلق الحكومة المقبلة.

أمس، أعلنت قوى ناشئة في بيانات رسمية، منها “امتداد” و”الجيل الجديد”، رفضها لحكومة المحاصصة واختيارها المعارضة البرلمانية لتلك الحكومة، وسرعان ما تم استهداف أحد مقار حركة “امتداد” بعد موقفها ذلك.

أخيرا، يقول الركابي، إن حالة الانسداد المزمنة والمستعصية ستنتهي مهما طالت، وستكون نهايتها إما عبر حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة جديدة أو عبر تشكيل حكومة محاصصة من قبل “الإطار” ويتحمل تبعاتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.