في رد على بيان شديد اللهجة أصدره زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، بشأن تظاهرات أنصاره، أكد “الإطار التنسيقي”، اليوم الأحد، على عدم سماحه بـ “الانقلاب على الشرعية”، مشيرا إلى إمكانية تعديل الدستور وفقا للأطر الدستورية.

 الإطار وفي بيان له، تلقى موقع “الحل نت” نسخة منه، ذكر أنه “شعورا منه بالمسؤولية الشرعية والوطنية وأهمية اللحظة التاريخية التي يمر بها العراق يستمر الإطار التنسيقي في دعوته إلى الحوار مع جميع القوى السياسية وخصوصا الاخوة التيار الصدري”.

 بينما نرى “للأسف تصعيدا مستمرا وتطورا مؤسفا للأحداث وصل حد الدعوة إلى الانقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها وعلى العملية السياسية والدستور والانتخابات، وهي دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية التي حظيت خلال السنوات الماضية بدعم جماهيري ومرجعي ودولي وصوت عليه الشعب بأغلبيته المطلقة”.

الإطار عبر عن مخاوفه من أن ما يحدث “امرا خطيرا يعيد إلى الذاكرة الانقلابات الدموية التي عاشها العراق طيلة عقود الدكتاتورية ما قبل التغيير”، مبينا أن “الشعب العراقي الذي قدم ملايين الشهداء والسجناء والمهجرين وملأت المقابر الجماعية من جثث ابناءه من أجل ازالة الدكتاتورية والارهاب والتحول إلى نظام ديمقراطي اتحادي حر يرتكز على راي الشعب وحقوق المواطنين من خلال الانتخابات النزيهة والتبادل السلمي للسلطة”.

https://twitter.com/theomarhabeeb/status/1553810438143500291?s=21&t=xckboj4K1OipMpzC0ntOFg

اقرأ/ي أيضا: الصدر يخاطب العراقيين.. الثورة التي حررت “الخضراء” فرصة لتغيير النظام والدستور

دعوة إلى الشعب العراقي

كما أشار الإطار إلى أن “الشعب العراقي الاصيل ولا عشائره الكريمة وقواه الحية لن تسمح باي مساس بهذه الثوابت الدستورية من قبل جمهور كتلة سياسية واحدة لا تمثل كل الشعب العراقي”. مؤكدا “وقوفه مع الشعب في الدفاع عن حقوق المواطنين وشرعية الدولة والعملية السياسية والدستور وجميع مخرجاته القانونية وندافع عنها بكل ما نستطيع”.

كما أكد أن “من لديه رأي أو مشروع لتعديل الدستور فهو آمر متاح من خلال الاطر الدستورية، وأي عمل خلاف ذلك فانه تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتهديد للسلم الاهلي وسلطة القانون ويفتح الباب على مصراعيه للفاسدين الذين استولوا على أموال الشعب ونهبوا الدولة”.

وفي وقت سابق من اليوم، دعت “اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة، إلى التظاهر في محيط المنطقة الخضراء غدا الاثنين، في حين أن اللجنة المذكورة انبثقت بعد بيان الإطار التنسيقي الذي أصدره السبت ودعا فيه إلى النزول للشارع”.

وجاء في بيان للجنة تلقاه “الحل نت”: “ندعو أبناء شعبنا العراقي بكافة أطيافهم وفعالياتهم العشائرية والأكاديمية والثقافية إلى أن يهبوا للتظاهر سلميا للدفاع عن دولتهم التي ثبتت أركانها دماء الأف الشهداء، بوجه الطغيان الدكتاتوري والاحتلال والطائفية والإرهاب الداعشي، ومستقبل أبنائهم الذي حرص حشد العراق وقواته الأمنية على ضمانه”.

 “لاسيما بعد التطورات الأخيرة التي تنذر بالتخطيط لانقلاب مشبوه واختطاف للدولة والغاء شرعيتها واهانة مؤسساتها الدستورية وإلغاء العملية الديمقراطية فيها، فكونوا على العهد والوعد، وهيهات منا الذلة”، مضيفا أن “موعدنا غدا الساعة الخامسة عصرا على أسوار الخضراء”.

اقرأ/ي أيضا: هدوء نسبي بالعراق.. “الإطار” يتحرك بوفد تفاوضي والصدريون يواصلون الاعتصام

موقف الصدر  

  وكان زعيم التيار مقتدى الصدر قد علق على الأحداث، معتبرا إنها فرصة لتغيير النظام السياسي والدستور والانتخابات في البلاد.

وقال الصدر، اليوم الأحد، في تغريدة على موقع “تويتر”، وتابعه موقع “الحل نت”، إن ” إن “الثورة العفوية السلمية التي حررت المنطقة الخضراء كمرحلة أولى لهي الفرصة الذهبية لكل من اكتوى من الشعب بنار الظلم والإرهاب والفساد والاحتلال والتبعية، فكلي أمل أن لا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016”.

وأضاف، “هذه فرصة أخرى لتبديد الظلام والظلامة والفساد والتفرد بالسلطة والولاء للخارج والمحاصصة والطائفية التي جشمت على صدر العراق منذ إحتلاله وإلى يومنا هذا، نعم، فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات التي إن زورت لصالح الدولة العميقة باتت أفضل انتخابات حرة ونزيهة، وإن كانت نزيهة وأزاحت الفاسدين باتت مزورة تنهشها أيادي الفاسدين من جهة والدعاوى الكيدية من جهة أخرى”.

وخاطب الصدر الشعب العراقي، قائلا “يا أيها الشعب الأبي الحر المحب للإصلاح والديمقراطية والمواطنة والقانون والاستقلال والسيادة والهيبة وحصر السلاح بيد دولة قوية أبوية تفرض القانون على نفسها قبل الفقراء، ولا تستثني المتنفذين والمليشيات وما شاكل ذلك. أيها الأحبة، إنكم جميعا مسؤولون وكلكم على المحك (.. ) إما عراق شامخ بين الأمم أو عراق تبعي يتحكم فيه الفاسدون والتبعيون وذوو الأطماع الدنيوية بل وتحركه أيادي الخارج شرقا وغربا”.

وأشار إلى أنه، “حينئذ ليس أمامي إلا الدعاء والبكاء على نهاية العراق التي باتت قريبة، أيها الأحرار إنها صرخة الإمام الحسين: هيهات منا الذلة(.. ) وصرخته: من سمع واعيتنا ولم ينصرنا”.

ثورة على غرار ثورة الإمام الحسين

 كما تابع: “من سمع واعية الإصلاح ولم ينصرها فسيكون أسير العنف والمليشيات والخطف والتطميع والترهيب والتهميش والفقر والذلة ومحو الكرامة، ويا أيها الشعب الحبيب: هبوا لطلب الإصلاح في وطنكم كما خرج الإمام الحسين لطلب الإصلاح في أمته وأمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله، فعراقكم عراق المقدسات وعراق الحضارة وعراق الجهاد وعراق الربيع الإصلاحي فلا تفوتوا الفرصة وإلا فلات حين مندم”.

ودعا الصدر “الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بما فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية البطلة وأفراد الحشد الشعبي المجاهد الذين يرفضون الخضوع والخنوع وكل فئات الشعب لمناصرة الاصلاح رجالا ونساء وشيبة وشبابا وأطفالا لا تحت لوائي أو قيادتي بل تحت لواء العراق وقرار الشعب”، مبينا: “إن ادعى البعض أن الثورة الحالية صدرية أما إذا فوتم الفرصة، فلا تكيلوا اللوم علي فإني أدعوكم الى ما فيه صلاحكم وإصلاحكم وإنقاذ وطنكم وكرامتكم ولقمتكم وخيراتكم وهيبتكم”.

وخطاب الصدر، جاء بعد ليلة مشوبة بالحذر شهدتها العاصمة العراقية بغداد، على إثر اقتحام أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، للبرلمان، احتجاجا على محاولات غرمائهم في تحالف “الإطار التنسيقي” المقرب من إيران، تشكيل الحكومة.

اقرأ/ي أيضا: العراق يغلي.. أنصار الصدر يقتحمون البرلمان والقوات الأمنية تستخدم قنابل الغاز

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.